fbpx
في الضالع ثمة صورة مؤلمة .. ثمة بشاعة !

لم يكن فارس صالح يعلم أن قذيفة دبابة تنتظره وطفله الصغير شجاع، على عجاله من أمره تناول وجبة الغداء بمعية أطفاله وكان شجاع الذي لم يتجاوز عمره السنوات السبع مسرورا جدا عندما وعده والده باصطحابه إلى مخيم الشهيد فهمي محمد قاسم، جلس الصغير بجانب والده وفجأة وقعت اولى قذائف الدبابات لتنشطر إلى عدة شظايا أصابت الطفل شجاع ووقعت شظايا أخرى في جسد والده الذي سارع رغم الاصابة إلى احتضان طفله شجاع ليلفظ فارس وابنه شجاع انفاسهما إلى جانب العشرات، غادر قرابة العشرين شابا وطفلا حياتهم لكن صورة الشهيدين فارس وطفله شجاع كانت أشد تأثيرا وأكبر ألما، لم تكن صورة الشهيد الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد بجانب والده أكثر بشاعة من مشهد شجاع ووالده الشهيد فارس، من ينظر إلى ساحة المخيم التي سقطت عليها قرابة ست قذائف اطلقها جنود الاحتلال من دبابات تتمركز على بعد اكثر من كيلومتر، يشعر بمدى بشاعة الجريمة “المجزرة” الأطفال ممزقة أجسادهم والرجال المسالمين خرجوا للتو من منازلهم وعادوا أشلاء ممزقة أجسادهم، بركة من الدماء أحالت الساحة إلى لون أحمر امتزجت فيها دماء الأبرياء، وحتى المصابين كانوا ملقيين على الأرض ولم يستطع الاخرين اسعافهم جراء استمرار القصف من قبل جنود نزعت الرحمة من قلوبهم، جنود بل وحوش أو قل شياطين على هيئة بشر، كونهم يدركون من هم في المخيم ويدركون أن غالبية من هم في المخيم كانوا أطفال صغار ومدنيين ابرياء، لا علاقة لهم لا بالسياسة والمكان ليس ثكنة عسكرية لعدو يستعد للمواجهة، يتجسد مشهد الجريمة أكثر وبمنظر يثير التقزز والاشمئزاز عندما أصرت تلك الوحوش على استمرار ضرب المتواجدين في المخيم لتمنع اسعاف الجرحى، مستهدفة حتى سيارات الاسعاف لأكثر من ساعة كان المصابين خلالها ينزفون وينزفون ليفارق البعض منهم حياته، وصمتت دبابات المحتل بعد اكتمال المشهد الدموي، لكن مشهد الدم وأشلاء الشهداء وصور الأطفال وصورة الشهيدين شجاع ووالده فارس بقيت في محفورة في ذهن كل من شاهدها،و وستبقى الصورة محفوفة بالألم في قلوب الجميع وسيشهد التاريخ على ابشع جريمة ارتكبتها سلطات الاحتلال اليمني بحق أطفال بعمر الزهور..