فتحت عيني هذا الصباح على قراءة سريعة لمحتوى المبادرة الأخيرة التي قدمها ابو الأحرار المناضل الجسور حسن باعوم الى الأخ على سالم البيض .. وطار بها ابنه الشاب الخلوق فادي الى بيروت يوم 25 ابريل – وخرجت الأخبار والتباشير ملوحة بقدوم مفاجئات ساره وجمع مرتقب بين الزعيمين قريبا – الا ان هذا القريب قد بعد علينا وصار طويلا الى ما شاء ربك!!

الموضوع الذى لفت انتباهي في هذه المبادرة ان الفقرة الثالثة والرابعة كانت صريحه جدا الى درجه انها ممكن ان تكون هي الميثاق والاطار السليم للالتقاء 
و يمكنكم ادناه قراءة ما تقول هاتين الفقرتين :-

(ثالثا: التأكيد على اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تحول دون انقسام الصف الجنوبي التحرري . مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية الجنوبية كأساس للتصدي للاحتلال اليمني وتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الجنوبي . 
رابعا: الابتعاد عن كافة الصراعات ومظاهر الانقسام التي تشوه الصورة الحقيقية لنضالات وتضحيات الشعب الجنوبي وطموحه في السيادة والاستقلال التام…وتعميق مبادئ التعايش وقبول الآخر الجنوبي وعدم التخوين أو إطلاق النعوت والأسماء على ذوي الآراء المتباينة .)

ولعل الاستاذ حسن باعوم يرى من خلال ما تقدم ان الخطر المحدق بالقضية الجنوبيه هو ما يعترضها من تشويه نابع من ذاتها – ومن اتباع اساليب تضر الغير وتنعكس سلبا على القضية نفسها الأمر الذى يجبر الكثير من المتعاطفين تغيير نظرتهم وتحويل تعاطفهم الى تعاطف مضاد – وهذا فعلا ما حصل مؤخرا من نتائج عكسيه ومواقف سلبيه جاء بها فرض العصيان الطويل والاسبوعي على كا هل المواطنين الضعفاء في الجنوب – وحصد الكثير من المواقف الساخطة على اساليب الحراك غير المدروسة .. لأنه وبكل بساطه أذية الناس في ارزاقها لا تنتج محبه ولا تحرر وطن ولا تصنع مستقبل ولا ترفع من مستوى الشعوب

خلاصة المشهد الحالي …فان المواقف المتشددة والأساليب التعسفية والتخوين والشتات في المواقف والرؤى وبعثرة الحلول والتثوير غير المنظم وفلتان الشارع كل هذه الأمور وغيرها عناوين بارزه في حائط الحراك الجنوبي المنادي بالتحرر والاستقلال – فهل يكون الاستقلال مع هذه التناقضات امرا يسيرا ؟!!