fbpx
في عدن البساط كله جنوبي !!

حدثني تفكيري هذا الصباح مع تباشير نسمات الحرية القادمة من الجنوب – ان هذا اليوم الاربعاء 27 فبراير ممكن ان يطلق عليه (مليونية لكم دينكم – ولنا دين) – بعد ان خرجت الآلاف في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، في تظاهرة دعماً لمطالب أبناء الجنوب بالانفصال، في وقت يتأهب أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتنظيم فعالية من خلال مليونية اخرى مؤيدة له بعنوان “الوفاء لصالح”، هذا اليوم تحت عنوان مرور عام على تسليمه السلطة !!.
وقد طاف المتظاهرون بالامس عدداً من شوارع العاصمة وهم يحملون اللافتات والشعارات، من بينها “كلنا عدن”، التي تنتقد التعامل الفج لقوات الأمن مع أبناء المناطق الجنوبية من البلاد . وانتقد المتظاهرون، في بيان، ما يحدث في الجنوب، واعتبروا ذلك “استمراراً لنهج العنف وآلة القتل المتواصلة منذ حرب صيف 94 التي يتعرض لها أبناء الجنوب” الاحرار.
وفي الجنوب نفسها تمكن المواطنون عبر انتفاضة شعبية عارمة من بسط سيطرتهم على بلادهم بشكل كامل وتمكنوا من ازاحة حزب الاصلاح الذى يتخذ من الدين وسيلة للوصول الى السلطة ويخفي نياته المبيته الموصوفة علنا بمراهقات الاسلاميين ليشيع الفساد والارهاب والقتل في الارض بعد ان يتمكن في الحكم– وظهر جليا ان الجنوب بما فيه من معدات عسكرية ومعسكرات ضخمة مقارنه باتساع رقعته الجغرافية وتباعد المسافات فيما بين المحافظات الست ومابين المدن قد تكون في الوقت الحاضر كافيه لإعلان دولة الجنوب المستقلة في اقرب وقت ..

 

الى جانب ذلك هناك مؤشرات قويه على لم شمل القيادات الجنوبية وعودتهم الى بلادهم جميعا ليشكلون قيادة متآلفة للمضي بالبلاد نحو المستقبل برؤية جديده وعهد جديد .. 
صحيح ان العالم يراقب باهتمام الوضع في اليمن من خلال دعمه للمبادرة الخليجية التي تخص الازمة في الشمال .. وهناك محاولات شتى قد تكون غير مجديه في الوقت الراهن الى تطويع الجنوب لإدخاله عنوة في مخرجات هذه المبادرة التى لا تعنيه من باب (المجاملة السياسية) من غير ان يكون طرفا في الازمة الشمالية ولا تحمل المبادرة نفسها ذكرا له لا من قريب ولا من بعيد هذه المحاولات اليائسة مكنت الجنوبيين من التشبث بمطلبهم الثابت والقوى في استعادة دولتهم السابقة التي دخلت في تجربة وحدويه فاشله مع الشمال انتجت ركام كبير من مخلفات الكراهية والبغض في النفوس بين الشعبين الجارين الشمالي والجنوبي .
نعم ارتكب حزب الاصلاح خطاء فادحا في مهرجان الدم بساحة العروض في 21فبراير2013 في عدن الجنوبية – واشعل في هذه الحادثة المأسوية فتيل ازمة سياسية جديدة وتباينات جديدة اعادت الازمة اليمنية برمتها الى المربع الاول للازمة – واخرجته هو من ساحة العمل السياسي في الجنوب على الاقل ,واعادت جماهير الشمال الى مليونيات ساحة السبعين وخطابات الرئيس صالح الطنانة الرنانة والمراهنات والتحديات بين جنرالات الحرب وشيوخ سوق المصالح من جديد – وابعدت مسيرة التغيير وثورة الشباب الى ذيل الاولويات والمهام الوطنية الامر الذى يعنى ويعلن للملاء ان اليمن الشمالي لم يستطع مغادرة دائرة تفريخ الازمات في تفكيره بعد – ولم يعي مطالب التغيير في العالم – وفي هذه الحالة سوف ترحل من بين يديه الكثير من الفرص والحلول والعطايا والامتيازات الى زمن آخر من الدورة الكونية في محرك تبادل الخير والشر على الارض .