fbpx
شعبٌ لا يستحقُّ إعلاماً كهذا

 

ياســين الرَّضــوان

بكلِّ أسفٍ تابعتُ الإعلام الجنوبي فوجدتهُ ( هشٌّ للغاية ) ، الصورة هي الشيء الوحيد الذي فيها نوعٌ من التعبير عما حدث ، كونها تشبه صورة وسائل الاعلام الأخرى ولو كانت بسيطةً للغاية ، وإن لم تُصور بمهاريَّة الإصابات والقتلى ، وسائل التواصل الاجتماعية كانت تعمل بعشوائيَّة بالغة ( جهود في الهواء )، والمواقع أيضاً لم تحسن حتى صياغة الأحداث وتأخرت كثيراً بالنقل ، و ( كأنها آخر من علِم ) !، ولم يزد في ( قهرنا ) إلا قناة (( عدن لايف )) المُتنفَّس الوحيد ، للنقل المباشر للجنوبيين وكل العالم ، ومن يُفترض أنَّ لديهم شيءٌ من حرفيَّة في الطرح ، حتى أنهم لجأوا وقت حدوث الحدث إلى تشغيل الأغاني سنضحي ونضحي .. وبعدها شغَّلوا القرآن ( في غير وقته) ثم – مُرتبكين – قطعوه سريعاً ، هناك شيءٌ مهم وهنالك ما هو أهم  منه في اللحظة الراهنة ، ولم تنقل القناة عزاءاً بحقِّ الشهداء الذين سقطوا وإنما تتبع نوعٌ من العشوائية التي نتمتع بها كجنوبيين حتى اللحظة ( الغالب الأعم ) ، انتظرناها طويلاً ، حتى أتت الساعة التاسعة ، كي نسمع تقريراً يليق بما حدث ، قلنا يمكن الوقت عامل مهمٌ لهم ، ويريدون أن يتثبَّتوا من بعض المعلومات ، كل الناس كان لديهم تقبلٌ رهيب لأي شيءٍ قد يُقال إذا وجِد من يقرأ بصوتٍ موحي فيه العزاء لوحده فما بالنا لو أتت الصورة مرافقة لذلك ، ولكن قناتنا سقطت وأظهرت كم أنها لا تحمل كفاءاتٍ حقيقية تعي ما يحدث ولا كيف يمكن أن تنقله للمشاهد ، وتكون عند مستوى الحدث ، كنت منتظراً أن يُتلَ تقريرٌ يهزُّ كل الكيانات وكل الانتماءات وكلَّ الأحزاب ، ويُأصِّلُ لردٍّ قاسٍ جداً ، بحق مرتكب هذا الجرم الشنيع ، للأسف لم يستفيدوا ، أو حتى أنهم لم يستطيعوا على الأقل “محاكاة” التقارير التي كانت تتبع كل حدثٍ يحدث في “الثورة اليمنية” ، وحتى الأحداث المصرية ، أو حتى يعملوا مثل قناة “اليمن الرسمية” عندما تعمل تقريراً عزائياً ، إعلاميون لم يضعوا أنفسهم ولو للحظةٍ واحدةٍ مكان هؤلاء ، لم يُفكِّروا أن يحدث شيءٌ من هذا القبيل لإخوانهم الجنوبيين ، رغم كل ( الكاميرات والحواسب الآلية ) التي وزَّعت يمنةً ويسرة ، أو ليعمل القائمون على مثل هذه الوسائل والمواقع فريق طوارئ يعمل في ضلِّ هكذا أحداث للأسف نقول على هذا الوضع الذي يستحق الكثير من المراجعة : شعبٌ لا يستحقُّ إعلاماً هشَّا كهذا..