fbpx
الغاصبون يذرفون الدموع .. بقلم – سالم عبدالمنعم باعثمان
شارك الخبر

ليس من شك بأن التاريخ يعيد نفسه ـ عبارة متداولة وليست مبتكرة ـ ولم نسمع يوماً أن التاريخ ينفي نفسه ، بل هو موجود ، يعود الى خبرة شعب عاش ونقل هذه الخبرة الى غيره بوسائله المختلفة شفهياً أو كتابةً ، على اعتبار أن حتمية وجود التاريخ هو وجود أشياء مكتوبة تثبت اصالة عيش شعوب على الأرض ضمن تاريخ وحقبات معينة .

من هذا المنطلق : أيمكننا إنكار هذا الناريخ وتهميشه ؟ أيمكننا أن نمحو هذا التاريخ العريق الذي حمل معه العديد من الأشياء المهمة ؟ أيمكننا هدمه ؟ .

أن الحقبة التي نعيش فيها هي الحاضر ، ومن هنا لا يمكننا الرجوع الى الوراء ولا التقدم بالزمن الى الأمام ، لذلك فالماضي قد مضى ، والمستقبل مع المستقبل ، الحاضر هو الحاكم والانسان يعيش فيه ، وليس لديه الامكانية لا العيش في الماضي ولا في المستقبل .

عبرت قبائل الحموم هذا التاريخ وهي اليوم حاضرة في كل زمان ومكان ، في الماضي ، الحاضر ، والمستقبل ،  وتمكنت بفعل دورها التاريخي أن تجمع وتوحد وترص صفوف قبائل حضرموت في حلف قبلي يعيد لهم في وحدتهم تاريخهم المجيد، فما بتنا نسمع حتى اليوم إن اغتيال المقدم علي بن حمد بن حبريش من قبل جحافل المحتل قد شكل خنوعها أو إذلالها بقدر ما يعبر عن حنكتها وعقلانية تدبير أمورهابعكس عقلانية المتغطرسين ، وهي حركة السير في طريق رص صفوفها وتلاحمها في حلف مع قبائل حضرموت يجمع الكلمة ويعيد لقبائل حضرموت مجدها وعزتها وكرامتها وتاريخها ، ولم يعد ذلك الهجوم المتجدد بالغطرسة والهنجهية من قبل قوى الاحتلال على المقدم سعد بن حمد بن حبريش مقدم طائلة الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت إلاّ إعادة التاريخ وإثبات الوجود وكأن هؤلاء الذين يفعلون هذه الأعمال يقدرون أن يقللوا من قيمتها أو تهميشها أو هدمها ، فانقلب السحر على الساحر ، تنادت كل قبائل محافظات الجنوب ومكونات الثورة الجنوبية السلمية التحررية ومنظمات المجتمع المدني لتلتئم وتؤازر هذه الهبة الشعبية التي تم إعلانها في العاشر من ديسمبر 2013م بمؤتمر حلف قبائل حضرموت في وادي نحب بغيل بن يمين وفقاً لخصوصية وضعها لتشكل محوراً هاماً في الدفاع عن النفس والكرامة والحرية والهوية وحق الشعب في استعادة أرضه وثرواته المنهوبة وأخذ الحيطة والحذر من تفاعلات الغدر والمكيدة والمصيدة في التعاطي مع الهبة الشعبية من خلال بث السموم المخدرة للأعصاب التي تنم على خفايا مغلفة .

يظنون أن معنويات الشعب وصلابة مواقف حلف قبائل حضرموت والمحافظات الجنوبية المؤازرة لها مع مكونات الثورة الجنوبية السلمية التحررية ومنظمات المجتمع المدني ستنهار وتتخاذل في مواقفها عبر وسائلهم الاعلامية وبث سمومها ، فأصبح العكس ، ازدادت قوة وصلابة وصمود وتلاحم ، فمن الحياة تستقي الدروس والعبر ، فأعمال الغطرسة والعنجهية وفرض القوة قد انهارت ولن تجدي نفعاً بفعل الصمود ، ولا يمكنها أن تمس الجوهر .. الذهب يبقى ذهباً مهما فعلوا به ، إن حرقوه أو حطموه أو ذوبوه ، يبقى ذهباً .. ولا يضيع حق من ورائه مطالب ولم ولن يبق الظلم سائداً .

أخبار ذات صله