fbpx
صناعة الموت

 

بقلم | زينة الغلابي

أدمعت بحرقةً ويديِ على رأسي , أشاهد بصدمةُ وأشعر بخوفً ممزوج بأسى  وكأن كل شي في هذا الوطن أصبح مُخيف وقابل لأن تلقى حتفكَ فيه على يد من تجهل , أن كان قلبي يعتصر ألماً على موت الأبرياءِ لا بأس يصبرني أنهم عند ربهم الذي لا يُظلم عندهُ أحدٍ , نعدهم شهداءَ ولا نزكي عليه أحد , ولكن يعتصر قلبي ألف مرة على أدمغة تم غسلها بأن كل من حولها عدو وكافر وبأنَ الجنة لا تتسع إلا للقتلة , وبأن لهم قصورً تبنى على حسابِ جثث قتلاهم وجرحاهم,  ومن عظامهم يُبنى لهم  سورً عظيمً  يحول بينهم وبين القومِ الكافرِ , بما فية المجتمع الذي يُقاسمكَ الهوية اليمنية أو العربية ,وإن كنت من عرقً مخالفً فيجمع بينك وبين أهلِ المللِ والاديانِ والكُرة الارضية جميعها إنسانية غُرست بك وبهم دون إرادةً منك أو منهم , من بدل هذه الفطرة السمحة وحولها إلى إجرام , من حولِ هؤلاء إلى ذئابِ بشريةِ تقتلُ بعضها , من علمهم بأن صناعةِ الموتِ تخلقُ حياةً أُخُرى أجمل ؟!
 
النفسِ البشرية تُحب أن يُمدها الله عمراً وأنتم تقربون الأجل , النفسُ تخشى الدماءِ والموتِ أنتم تتخذونَ قتل البشر حرفةً لا يجيدها سواكم , البشر يخُلق بهم مهابةً من الخالق وأنتم تذيلوا حقارِتكم برحمتهِ التي وسعت كل شي , أسئلة تجوبُ رأسي ولا تتوقف ولا يجيدُ خيالي لها إجابةً , كيف يمارس القاتلِ حياتةُ؟ , وهو سببً في يُتم أطفال و حرقةِ أم و وجع زوجةً وزوج وأم وأب .. , ودعاء شعب بأكملةِ بفنائهِ على أكثر الاساليبِ فاجعةً , فمن يُهدي الناس طلقاتِ في أجسادهم دون ذنب ويزرعُ القنابلِ في أوساطهم لا يستحق الموت مرة واحدة , يستحقُ حياةً تشبةُ الموتَ كل يوم يُعذب فيها ولا يرتاح مضجعة, كيف يتأهب قبل أن يُقدم على إنهاء حياة الناس ؟ , وكأنة يرى في نفسهِ ألوهيةٍ يختار لهم يوم لقاء ربهم  , إن كان بالسوء الذي يجعلة يقتلُ الخلقِ عبثاً فما الجنونِ الذي يسوقهُ بأن يقتل نفسه لاأجل هدم بنايةً او حرق سورً , وهو في طريقةِ لإفناء عمرهِ من أجلَ لا شي , ماذا يشعرُ أو ماذا ُأن قد يجني ! 
 
أسئلتي البسيطة من نسج خيال مواطنةً لاحول لها ولا قوة أمام بطشكم بالعباد وإجرامكم , لن أجد لها إجابة مطلقاً إلا إذا ماقُرنت اسئلتي بكلمة إرهاب , ففي شرع الإرهابِ لاشي لهُ قيمةً ولا شي يستحقُ الحياةَ فهم من يعطيك حق ان تكون أسير أو يطلق سراحك أو يحدد لك ساعة الفناء ! 
 
تفجير وزارة الدفاع في صنعاء حادثةُ أشبه بفيلم في الدقةِ والتخطيط والتنفيذ , عمليةً قد يكون تنفيذُها أحتاجَ إلى فركِ الارهابيونَ لرؤسهم لرسمِ طريقً يؤدي  إلى لا شي  كقتل الابرياءِ مثلاً .. لا أعتقد ذلك , فهناك دون شك غايةً أكبر أثارها تُنبى بإنقلابً , السيارة التي سلكت مسار الموت لتصطدم في بوابة الوزارةِ وترمي بمن فيها في الجحيم وتجُر ضحايا خلفها , جميعنا رأيناها عند بث مالتقطته كاميرات المراقبة , والسؤال البديهي هنا كيف لسيارةِ مجهزة بمتفجرات أن تمر مرور الكرام دون التفتيش في أكثر من بوابة  إلا إن كانت معروفة ,أم نعد هذا  اختراق إستخباري وأمني بحد ذاته , وبأن جهة ما إستخبارية تمدهم بمعلومات ولها يد في الحادث ! 
 
 
تكملُ كاميراتِ المراقبة بث الجريمةِ من داخل مستشفى العرضي , لنرى تنقل القتلة  حسب النص المرسوم لهم من مكان إلى الآخر , وكأنهم يحفظونَ المبنى مثلهم مثل ساكنية ! , لا أعلم مالغرض من قتل المرضى والكوادر الطبية , وإن كان يبرر الارهاب نفسهُ بأنه يُحارب الكفرَ او الفسادِ , أعطني تبرير القتل عبثاً , وإن كان القتل لا يُبرر اصلاً , إلا اذا كان الغرض هو الوصول إلى رأس بعينها وتصفية كل من يقفون امامهم دون رحمة , في حينها  انتشرت الاخبار حول ان الرئيس هادي كان في زيارةً لقريب لهُ في المستشفى , هذا وإن صح الخبر كان خيط النور قد بداء بالظهور لكشف الخفايا !  
 
تخبطت الاراء وأصابع الاتهامِ لا تُشير لجهةً بعينها , قاعدة هي أم إنقلاب ام تعاون بين القاعدة وأجنده معينة لتصفية الرئيس , أو أن شائعات وجود الرئيس في مجمع وزارة الدفاع ايضاً فبركةِ التمجيدِ وإظهارة البطل وبدء لعبة التمديد ,و أن كان أغلب المفجرين ينتمون للشقيقة عجوز الويل كما أُحب تسميتها ( السعودية ) يُعطي مؤشر إلى ماذا .. , لن نجد لنا خصم بعينة فاليمن تزج بالخصوم وكلاً يرمي بالتهم لغيره ويصنع من الحدث مايريد , ولكن يتفق الجميع بأن ماحدث من قُتل وتكبير على جثث اليمني مع الأجنبي ,المسلم وغير المسلم , شي يجعل الأبدان ُتقشعر ,أكُمل النقل المباشر و رن في مخيلتي تساؤل إن كانت أزقة محافظة ابين في ذلك الوقت  تحمل كاميرات كوزارة الدفاع لرأينا ماذا ؟ !