ما قاله اليوم الرئيس العليمي بشأن نتائج حرب ٩٤م بأنها (حرب قد افرغت المشروع الوحدوي من مضمونه وقضت على مبدأ الشراكة) كلام ليس بجديد وقد سبقه قبله كُثر من السياسيين ومن رموز شاركت بتلك الحرب الجائرة منهم اللواء علي محسن الاحمر الذي وصف قبل سنوات وضع ما بعد تلك الحرب ٩٤م بأنه وضع احتلال للجنوب.
ولم يكشف الرجُل اي العليمي بالتالي عن سِر خفي فالكل يعرف هذه الحقيقة برغم المكابرة والعناد التي ظلت تتملك بعضهم بمن فيهم جنوبيين بلهاء للاسف. لكن ما هو مثير للانتباه بهذا الاعتراف وبهذا الوضوح والذي يعد زلزالا سياسيا ومفاجأة صاعقة للجميع وأولهم غُلاة وحدة ٩٤م أنفسهم هو ان يأتي من رجُل يشغل منصب رئيس الجمهورية. فلهذ الامر دلالات وأبعاد كبيرة وخطيرة على كل المستويات والصُعد بما فيها القانون الدولي.
كما وأنه يأتي في وقت تحقق فيه القضية الجنوبية كثير من المكاسب.
نقرُ للعليمي شجاعته هذه المرة – شجاعة غير متوقعة من رجُل عُرف عنه التدليس بالاحاديث والخداع بالمواقف- ونحيي فيه كلامه هذا ولو متأخرا فقد كان كلاما شجاعا بحق . فضلاً عن انه غاية بالأهمية السياسية كحُجة دامغة لأصحاب الحق و كدليل قاطع ومن اعلى سلطة امام الداخل وامام المؤسسات الدولية على ان المشروع الوحدوي قد تم ذبحه من الوريد للوريد وباعتراف الجُناة أنفسم وان الجنوب ظل من حينها والى اليوم تحت احتلال صريح باسم الوحدة ..
وأن ما تم من غداة تلك الحرب من قرارات وقوانين ودساتير وتغيير ديموغرافي وغيرها من الاجراءات هي باطلة جُملة وتفصيلا ولاقيمة لها من وجهة شرائع السماء ومواثيق الارض فقد تمت عنوة وباطل من طرف واحد كانت له الغلبة العسكرية ذات صيف …فما بُـنيَ على باطل فهو باطل.
( فلله الحُجة البالغة).