fbpx
عودة طالبان إلى الحكم تُشجع المتشددين في باكستان على تصعيد هجماتهم
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

يعكس الهجوم الذي استهدف الأحد جنودا باكستانيين على الحدود مع أفغانستان سعيا من المتشددين لتصعيد هجماتهم، حيث شجعتهم عودة حركة طالبان الأفغانية إلى الحكم على ذلك.

 

والهجوم جد في إقليم بلوخستان جنوب غرب البلاد الذي تكثف فيه الصين استثماراتها، وهو ما يعزز توقعات أن تضاعف الجماعات المتشددة -سواء طالبان باكستان أو غيرها- هجماتها؛ إذ تنظر إلى بكين على أنها قوة استعمارية جديدة -ولو بأدوات ناعمة مثل الاستثمارات- ينبغي محاربتها.

 

وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن أربعة جنود من قوات الأمن الباكستانية قُتلوا وأُصيب 20 في هجوم انتحاري في جنوب غرب باكستان الأحد.

 

ويُقاتل انفصاليون الحكومة منذ عقود في إقليم بلوخستان بجنوب غرب البلاد.

 

وقال شيخ رشيد وزير الداخلية الباكستاني في مؤتمر صحافي إن الهجوم وقع في وقت راحة الجنود بنقطة تفتيش أمنية.

 

وقال أزهر أكرم نائب المفتش العام لشرطة كويتا إن انتحاريا على دراجة نارية محملة بستة كيلوغرامات من المتفجرات صدم إحدى مركبات الشرطة.

 

وأعلنت منظمة إسلامية متشددة تسمى “تحريك طالبان باكستان” مسؤوليتها عن الهجوم.

 

وصعدت هذه الجماعة -التي جددت ولاءها لحركة طالبان الأفغانية بعد سقوط كابول- حملتها ضد الجيش الباكستاني في الآونة الأخيرة.

 

وقال رئيس الوزراء عمران خان على تويتر “أندد بالهجوم الانتحاري الذي شنته جماعة ‘تحريك طالبان باكستان’ على نقطة تفتيش حدودية على طريق ماستونج في كويتا”.

ويقطن كويتا نحو 500 ألف من الهزارة الذين يعيشون في جيب على أطراف المدينة. ولطالما استهدفوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إسلامية سنية.

 

وأسفرت سلسلة من التفجيرات التي نفّذتها مجموعة باكستانية طائفية مسلّحة عام 2013 عن مقتل أكثر من 200 من الهزارة في المدينة.

 

وبعد استيلاء طالبان الأفغانية على الحكم في أفغانستان إثر انهيار القوات الحكومية غداة الانسحاب الأميركي الفوضوي من البلاد تزايدت المخاوف من أن يقوي ذلك شوكة المتشددين في باكستان المجاورة.

 

وهناك مخاوف بشكل خاص من أن تشكل الصين هدفا للجماعات المتطرفة لاسيما بعد أن تم استهداف حافلة لموظفين صينيين مؤخرا في وقت كانت فيه طالبان الأفغانية تحقق مكاسب ميدانية سريعة.

 

ولطالما شكّل أمن الموظفين الصينيين العاملين في مشاريع بنى تحتية مختلفة في باكستان -مثل سد داسو على نهر السند الذي بدأ بناؤه في 2017 على أن يستمر لخمس سنوات- مصدر قلق لبكين التي استثمرت مليارات الدولارات في هذا البلد خلال السنوات الأخيرة.

 

وفي أبريل الماضي تبنّت جماعة “تحريك طالبان باكستان” هجومًا انتحاريًا على فندق فخم في كويتا (غرب)، عاصمة إقليم بلوشستان، كان يمكث فيه السفير الصيني الذي لم يُصب بجروح.

 

وتبنّت الجماعة أيضًا مؤخرًا عدة هجمات على نطاق أصغر في المناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان وفي بعض المدن ومن بينها العاصمة إسلام أباد.

 

ومنذ تحقيق طالبان الأفغانية مكاسب متسارعة انتهت بسيطرتها على كافة أنحاء البلاد -عدا وادي بانشير آخر جيب للمقاومة الوطنية- توجد مؤشرات على أن متمردي طالبان الباكستانيين تجمّعوا في الأشهر الأخيرة على الحدود مع كابول، حيث يتبنّون بشكل متكرر مواجهات مسلّحة مع قوات الأمن الباكستانية.

 

ويرى مراقبون في ذلك مؤشرا على تنسيق بين الحركتين اللتين تتشاركان نفس الأيديولوجيا ونفس الأهداف.

 

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن بكين قد تكون على سلم أولويات الجهاديين في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة.

 

وتعتبِر عدة تنظيمات جهادية إقليمية الصين عدوتها، ومنها الحزب الإسلامي التركستاني وحركة أوزبكستان الإسلامية واتحاد الجهاد الإسلامي وجماعة أنصارالله وحركة طالبان باكستان، بالإضافة إلى ركوب جماعات إرهابية دولية قوية أيضًا -مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة- الموجة المناهضة للصين أيضًا.

 

وتعتبر حركةُ طالبان الصينَ زعيمة نظام عالمي معادٍ للمسلمين. وأصدر تنظيم داعش، في مجلة النبأ، تعليمات لأتباعه تقضي بالاستعداد لحرب طويلة ضد الصين “الوثنية” التي تدعم الحكومات المحلية المستبدة.

أخبار ذات صله