fbpx
منابر ومنبر !

منابر:

طالما بقيت منابر التطرف الديني وخطاب (الإسلام السياسي) ترى في تنظيم القاعدة بأنه تنظيم سلمي ينشر الإسلام ويقيم شريعة الله ويطبق مقاصد دينه,حتى ولو شاهدت أمام أعينها أكوام الجثث وسيل الدماء جراء أحزمة النسف و سيارات التفخيخ و عبوات متفجرة. وطالما الحراك الجنوبي في نظر أصحاب تلك المنابر الدينية المتشددة هو حراكا مسلحاحتى وهم تتحدث من علياء منابرها وقنوات تلفزتها عن أن الشعب اليمني بطبيعته شعبا مسلحا وان السلاح جزء من هوية وثقافة عادات اليمن لا يمكن التخلي عنه, ويشاهدون عشرات الألاف من المطرودين من وظائفهم يهيمون على وجوههم في الساحات والشوارع ,والألاف من المنفيين في الشتات و الشهداء والجرحى والمعتقلين يتجرعون حنظل الضيم وسم التعسف,

وطالما بقيت تلك القوى المتأسلمة تشد شعر رأسها وتعض بنان أيديها أسفاً وحسرة من العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اليمني اليوم بشبوة وأبين وبتعاون القوى الخيرة من أبناء الجنوبوالتي تعتبرها تلك القوى الشريرة المؤدلجة بثقافة القتل حربا تستهدف مستقبلها السياسي بل وتستهدف الإسلام برمته وتصب في مصلحة من تعتبرهم بالروافض والانفصاليين,وطالما بقيت هذه القوى تعمل على خلط الأوراق حيال مفهوم الإرهاب ووضع تنظيمات إرهابية معروفة بدمويتهاووحشيتها في خانة واحدة مع خصوم سياسيين, وتطالب بتدوير فوهات المدافع وتصويب قنابل الطيران إلى مقر وسكن الخصوم السياسيين والعزف عن نغمة سمجة نشاز اسمها( ازدواجية التعامل ) كما ذهب احد رموز تلك القوى المتطرفة ان يوسم احد أوراقه الأكاديمية بعنوان (:ازدواجيةالتعامل مع القاعدة والحوثيي غذي الصراع الداخلي). نقول انه طالما بقي الحال لدى هذه القوى المتطرفة على هذه الشاكلة من التفكير حيال موضوع مكافحة الإرهاب والتطرف فلا يمكن التقدم خطوة واحدة بهذا الشأن, فهذا التعاطي السلبي المشين من قبل هذه القوى ليس فقط عامل كبح وعرقلة لهذه الجهود بل هو عامل تشجيع ومؤازرة صريحة لقوى التطرف والإرهابوالتكفير,

ويؤكد صوابية القرار الذي اتخذته بعض الدول الإقليمية والدولية بتصنيف الجماعات المتأسلمة بإطارها الدولي بانها جماعات إرهابية. فلا تتملكنا الدهشة إذن حين نرى تلك القوى اليوم تحاول العبث بمختلف أشكال وصور العبث التي تعمد له بمثل هذه الحالات بالجنوب لصرف الأنظار بعيدا عن الحدث للتخفيف من الضغط الذي يواجه عناصرها المتطرفة بتلك المحافظات, وما عمليات القتل التي اشتدت ضراوتها بحق الكوادر الجنوبية بالأيامالأخيرة إلا واحدة من تلك الأساليبالمتشيطنة.

–      منبر:

–      أن صح خبر عودة صحيفة (الأيام )العدنية إلى الصدور فهو سيكون بحق -برغم بقاء مرارة الألم وقساوة المأساة التي تعيشها هذه الصحيفة وناشريها- أروع خبر نسمعه منذ سنوات. فالفراغ الصحفي الكبير الذي تركه منبر إعلامي ومدرسة صحفية بحجم الأيام لم تستطع أية صحيفة سده برغم كثافة الصحف التي تزخر بها المكتبات والأكشاك على طول البلاد وعرضها, فالليلة الظلماء بقيت مدلهمة وقاتمة السواد بساحة الخبر والإعلام بغياب بدر  صحيفة الأيام المفقود, فعودة هذه الصحيفة إلى بين يدي القارئ حتى وان كانت البداية بــ(الأيام الرياضي) سيفتح نافذة من الأمل ويغلق أخرى من الألم

تحية من الأعماق للأيام بعودتها التدريجية والف تحية وتقدير للمعتقل الحر أحمد عمر المرقشي وهو يكابد جحيم الزنازين وقهر الظلم وغطرسة القتلة والمجرمين. فشتان بين منبر يشع منه ضوء الحق ويتهادى من خلاله شعاع الحقيقة, وبين منابر تفقّـس التطرف وتولد القتل وتصنع الجحيم وتنثال منها فتاوى النسف وخطب التفجير وصناعة قنابل تمشي على الأرض, فالتفكير في نظرها تكفير والفكر لديها كفر والإبداع بدعة وبدع.

     و(لله الأمرمن قبل ومن بعد )