fbpx
القضية الجنوبية… وقرار مجلس الأمن بقلم | بكيل التركي
شارك الخبر

قرار مجلس الأمن الأخير الخاص باليمن والذي أصدر تحت البند السابع الذي يجيز للمجتمع الدولي استعمال القوة عند الضرورة ، وإذا ما تمعنا بنص القرار يتضح لنا إن مجلس الامن تحاشى الإشارة بشكل مباشر للجنوب وما يجري على أرض الجنوب ،مما يشير بشكل أو بآخر بأن المجتمع الدولي لم يقل كلمته بعد فيما يتعلق بالوضع في الجنوب ،بل رمى الكرة في مرمى الجنوبيين ،وهو ما يحتم على الجنوبيين التقاط الخيط واغتنام الفرصة والتعاطي مع المتغيرات الدولية والفهم الحقيقي للوضع العالمي الجديد والتعامل مع المتغيرات على الساحة ببعد نظر وأفق واسع يعكس جوهر القضية الجنوبية وعدالتها.

هل يا ترى يستخلص الجنوبيون الدروس والعبر من أخطائهم ويسرعون برص صفوفهم وتشكيل جبهة جنوبية موحدة وقيادة سياسية تمثل جميع أطياف الشعب بعيداً عن التعصب والأنانية وصراع الشعارات الذي يعد اليوم سيد الموقف في المناكفات السياسية بين المكونات الجنوبية، مما أضعف الجنوب سياسياً وانفرد الفعل الثوري في الميدان دون أن يواكبه فعل سياسي يرتقي لمستوى تضحيات وتطلعات الثورة الجنوبية السلمية.

بحسب القرار الدولي “الوضع في اليمن تحت المراقبة لمدة عام يتخلل هذه المدة الزمنية نزول لجان تقصي حقائق لرصد الأوضاع على الأرض ورفع تقاريرها إلى الجهات الدولية المعنية، وهو أمر يجب أن يأخذه الجنوبيون على محمل الجد والاستعداد لعمل دبلوماسي حقيقي يواكب الثورة السلمية الشعبية والبحث عن آليات سياسية وثورية فعالة تبرز الطابع السلمي لثورة شعب الجنوب، وتحديد الخيارات المتاحة واللازمة للتعامل مع الاستحقاقات القادمة المترتبة على مخرجات الحوار التي أجمع الجنوبيون على رفضها باعتبارها لم تلبِّ الحد الأدنى من آمال وتطلعات الجنوبيين ،بل سيكون لها –أي المخرجات – مخاطر كبيرة على شعب الجنوب ومحاولة إعادة الجنوب إلى عصر ما قبل الدولة وهو أمر لن يقبله الجنوبيون بالقطع ،فقد عمد متبنو مشروع التقسيم إلى عدم الالتفات إلى الجانب التاريخي بل كان حرصهم وكل همهم الجانب الاقتصادي الذي يضمن استمرارهم في نهب ثروات ومقدرات الشعب الجنوبي والسعي لإلغاء الجنوب وقضيته السياسية وطمس هويته ومعالمه الجيوسياسية.
كما أشرت لابد لنا – سيما بعد هذه التطورات والمستجدات على الساحتين المحلية والدولية- من رؤية استراتيجية والتعاطي المرن مع المتغيرات هذه وتكثيف الفعل الدبلوماسي بشكل أكثر واقعية وانتهاج خطاب إعلامي صحيح ومتوازن يعتمد على أسلوب الإقناع وليس الاستعطاف لكسب المزيد من المناصرين والمؤيدين لقضيتنا العادلة على مستوى الرأي العام العربي والدولي.

الكرة في ملعبنا فهل يا ترى نعي المرحلة وخطورتها؟؟
سؤالٌ كبير ينتظر شعب الجنوب الإجابة عليه.

أخبار ذات صله