تقرير خالد الكثيري – عدن

أجرى الاستاذ علي هيثم الغريب المحامي رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي لقاء مفتوح مع القيادات الشباب بالعاصمة عدن تم خلاله مناقشة العديد من المسائل المتعلقة بالمسيرة الجنوبية مستعرضاً لهم الوقائع الجارية في المرحلة الراهنة التي أعتبرها تحتم ضرورة المضي نحو إنعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع .

وعلى اثر فشل التنظيمين الكبيرين “المجلس الأعلى للحراك والمجلس الثوري” في تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي بالحرية والكرامة والاستقلال واستمرار حالة الانقسام , بسبب انسداد قنوات الحوار بين الجانبين , فان دعوات باتت تنطلق لأقصاء التنظيمين وفتح المجال لخوض ثورة جديدة عبر مؤتمر جنوبي جامع يحاكي في شعاراته وأهدافه الوحدة الوطنية الجنوبية والثورات التحررية وصولا الى طرد الاحتلال واقامة الدولة الجنوبية الجديدة “بحسب ما استقر إليه اللقاء ” .

قال الاستاذ علي هيثم الغريب المحامي أنه لا يستبعد اندفاع ثورة شبابية في وجه المكونات إذا لم ينجح المؤتمر الجنوبي الجامع , مستطرداً أنها لن تكون في المدى القريب وستكون بعد عقد المؤتمر الجامع في حالة فشله متوقعاً أي فشل للمؤتمر الجامع سيكون سببه الذي لا جدال فيه هو بعض القيادات سواء كانت في الداخل أم في الخارج .

وفي هذا اللقاء المفتوح مع الاستاذ علي هيثم الغريب المحامي رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ورئيس لجنة وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع تحدث قيادات شباب العاصمة عدن بألم وحرص شديد على إيجاد السبل والحلول التي من شأنها ان تفضي إلى ضرورة التوافق والخروج بالموقف الجنوبي الواحد ، وكان حريصاً على الأجابة على إستفساراتهم المتعلقة بالمرحلة الجنوبية ومعطياتها الجارية برحابة صدر واهتمام بمناقشاتهم والتي دارت في الأسئلة التالية :

س – ) في ظل هذا الفشل في قيادة الثورة الجنوبية هل سيضع المؤتمر الجنوبي الجامع نصب عينيه ايجاد قيادة توافقية يلتف حولها الشعب الجنوبي وهل يضع المؤتمر الجنوبي الجامع ذلك ضمن اولوياته ؟

قال الاستاذ علي هيثم الغريب المحامي رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ورئيس لجنة وثائق المؤتمر الجنوبي الجامع أنه لا يستبعد اندفاع ثورة شبابية في وجه المكونات إذا لم ينجح المؤتمر الجنوبي الجامع , ولكنها لن تكون في المدى القريب , وحتما ستكون بعد عقد المؤتمر إذا فشل. وأي فشل للمؤتمر الجامع سيكون سببه الذي لا جدال فيه هو بعض القيادات سواء كانت في الداخل أم في الخارج .

واضاف ان الاندفاع سيكون ضد بعض القيادات إذا فشل المؤتمر الجنوبي الجامع , وعلى المدى المنظور في وجه المكونات اذا لم تغير او تتغير, وبعد ذلك سيكون الانفجار الشعبي الجنوبي في وجه الاحتلال اليمني خاصة عندما يرى وطنه وهو يقسم بين المتنفذين إلى اقليمين , لا سيما من خلال الدعوات على المواقع الاجتماعية من قبل شباب الجنوب وتحديد تواريخ لذلك وطرق تلك الاحتجاجات لكن بطرق سلمية كما واجهنا الاحتلال اليمني .

س – ) هل الشباب الجنوبي قادر على حمل الراية ؟

اشار الاستاذ المحامي الغريب إلى رهان الكثيرين على ان الشباب الجنوبي شأنهم شأن المكونات لن يتوحدوا , منوهاً إلى أنهم الآن في الساحات يتوحدون بقوة تحت شعار أنهاء الانقسام والتركيز على الوحدة الوطينة الجنوبية. لكن هذا لا يعني إن المكونات التي بنت لنفسها أقفاص من ورق لم تستلم الرسالة بعد , وعليها ان تغير في “ميكانيزم” عملها واستثمارها لجيل الشباب, لا سيما وان بعض المكونات تخلت بالفعل عن الشباب بالمفهوم الفعلي والعملي, هذه المكونات وان كابرت قد وصلتها رسالة التغيير وعرفت ان دور الشباب لم يعد دور تابع وثانوي. والتغيير يجب ان يكون سريع ومن خلال المؤتمر الجنوبي الجامع الذي سيختار قيادته من الآباء والبنين , واعطاء الشباب فرصة لا سيما وان الشباب قادر على حمل الراية .

س – ) ماهي الطريقة المثلى لمعالجة أمر القيادة وأمر الشباب ؟

قال الأستاذ الغريب ” لا بد ان يرفع الشباب شعار انهاء الانقسام والتوجه لعقد المؤتمر الجنوبي الجامع , وهو شعار موجه للقيادة في الداخل والخارج لفشلها في تقديم مشروع وطني موحد للتحرير ومشكلة تفعيل الوسائل النضالية , ولكن لا ننسى أن هناك شخصيات غير شبابية التحقت بالحراك الثوري , وتريد الإنتقام بوسائل غير شريفة من القيادة في الداخل التي ضحت من أجل تحرير الجنوب طوال 20 عاما , هذه الوجوه التي تحاول اللعب بورقة الشباب لا تعمل لتصحيح مسار الحراك الثوري بوسائل شريفة , بل إنها تحرض ولا تنتقد نقد وطني صادق , وهي أصبحت عبئ على التغيير وعلى الحالة الوطنية الجنوبية وعلى الشباب. هذه الشخصيات وهي تملك المال والأمكانيات التي لا يمتلكها من عاش حياته في السجون والمعتقلات والمحاكم من قيادات الداخل , تريد ان يكون الشباب في مواجهة مباشرة مع قيادات الداخل ,وتحاول الالتفاف على التحركات الشريفة للشباب من خلال دعوات إقصاء قيادات الداخل. وهذه الأساليب التي هي أسواء من أخطاء القيادة يرفضها الشباب “.

مضيفاً ان هناك بالفعل تحركات يحضر لها الشباب وهم بحاجة الى تشجيع ودعم الان , لا سيما وان الشباب يستطيعون حمل الراية على غرار ما يحصل في الثورات خاصة , وان الشباب في الجنوب هم الشعب الجنوبي لان نسبتهم تمثل حسب الإحصائيات الأغلبية , والمكونات وأن كانت لها مكانة خاصة في قلوب الشباب الذين تربوا على أيدي آبائهم إلا أنها لا تمثل الأغلبية , وإذا لم تستجيب لمتطلبات التغيير التي تجتاح الشارع الجنوبي ستفقد مصداقيتها “.

س – ) ما هي معوقات التغيير الايجابي المدروس , وما هي الخيارات المطروحة ؟

قال القيادي الغريب رئيس الدائرة السياسية للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي ” ان المعوقات كثيرة ومنها تلك الشخصيات التي ذكرتها والتي تريد تشوية التغيير , أي التغيير لمجرد التغيير بعيدا عن خلق استراتيجية سياسية بديلة . أما الخيار المطروح هو المؤتمر الجنوبي الجامع الذي سيحتضن الشباب والمديريات على وجه الخصوص , وهو الخيار المطروح بقوة خاصة وان جرس التغيير يدق على باب المكونات كما يدق على ابواب القيادات. فالمؤتمر الجامع هو ملك الشباب والمكونات والمرآة وشرائح المجتمع الجنوبي ومنظمات المجتمع الجنوبي , وسيكون التمثيل عبر المديريات “.

س – ) لماذا المديريات ؟

استطرد المحامي الغريب ” المديريات هي أصل الحراك الثوري الجنوبي , وهي صانعة الأبطال والشهداء , وخلال الفترة الماضية مع الأسف جاءت قيادة المكونات من فوق ولم تعط المديريات حقها , ولابد من رد الاعتبار للمديريات وتضحياتها. إضافة إلى أن المؤتمر الجنوبي الجامع هو ذات بعد وطني وسيعيد البناء والتمثيل الوطني والمجتمعي الجنوبي وهو استجابة لمتطلبات الشباب والمكونات وشرائح المجتمع الجنوبي ولان القيادة في الخارج مطلوب منها كما هي القيادة في الداخل التجاوب مع متطلبات التغيير من خلال المؤتمر الجنوبي الجامع ” .

وتابع ” للاسف بعض المكونات هي أنعكاس للقيادات , والثقافة كما هي ثقافة استبداد وقهر وفساد, ومتطلبات التغيير الحقيقية اليوم ليس رفع الصوت وانما تقديم النموذج , مؤتمر يمثل كل فئات الشعب, تنفيذ متطلبات شبابية واجتماعية وسياسية  “.

س – ) هل هناك أعمال توجه بعض المكونات إلى المشاركة في المؤتمر الجنوبي الجامع , خاصة وأن هناك مكونات تعتبر نفسها هي الوطن والوطن هي ؟؟

أجاب الاستاذ المحامي الغريب إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع ستعمل من اجل تنظيم تحركات شعبية عارمة  لمطالبة مجالس الحراك الثوري بالخضوع للارادة الشعبية الداعية الى انهاء الانقسام والتوجه نحو مؤتمر جامع , باعتبار ان المجالس مسؤولة عن الحالة القائمة وتعميق الانقسام الداخلي الامر الذي يلحق ضررا كبيرا بالقضية الوطنية الجنوبية وبات يعيق مواصلة النضال الوطني من اجل انهاء الاحتلال اليمني. فإنهاء الانقسام بين المكونات يشكل اولوية رئيسية أمام المؤتمر الجنوبي الجامع , من اجل استمرار المقاومة السلمية والنضال الوطني لانهاء الاحتلال ومقاومة سياسة تقسيم الجنوب ، مؤكدا ان الشعار الذي يجب ان يرفع هو انهاء الانقسام بمشاركة المكونات وليس اسقاط المكونات .

س – ) هل هناك مخاوف من قبل بعض مكونات الحراك من المؤتمر الجنوبي الجامع ؟ 

الممارسات على الارض وكثر مطالب المكونات بشأن آلية عمل المؤتمر الجنوبي الجامع تؤشر الى وجود مخاوف لدى بعض المكونات واتضح ذلك من خلال حرصها على ضرورة عقد مؤتمر يجسد مطالبها وليس مطالب كل شرائح وفئات الشعب الجنوبي وتعمل حتى ضد العناصر الوطنية حتى المنادية بانهاء الانقسام من داخلها .