fbpx
مجلس الامن يختزل قضية شعب الجنوب وأزمات الشمال بقناعات ” بن عمر “

 

في الأول من شهر أغسطس عام 2011م تم تعيين الشخصية السياسية والدبلوماسية المغربي ( جمال بن عمر) مبعوثاً دولياً للأمين العام للأمم المتحدة السيد (بكمي نون) إلى اليمن، في مهمة كما يبدو (؟؟؟؟)، وعلى مدى أكثر من 930 يوما تقريبا، أمضاها اخونا في الدين وشقيقنا في العروبة (جمال) في صنعاء.

… نعتقد جازمين بأنها بالنسبة له كانت من أجمل فترات عمره وأفضل أيام حياته السياسية والدبلوماسية، فمنذُ أن وطأة أقدامه مطار صنعاء واستنشق هوائها، وطعم ملذات ما طاب له من مكارم موائد البذح لشيوخ قبائلها، فقد ارتضى بالرضوخ لنفسه وضميره أن يكون عند حسن ضنهم فيه، وذلك بالتجوال والاستمتاع والاستجمام في فنادق صنعاء السياحية وقصور حكامها الوثيرة، وفي رحلاته المكوكية بين صنعاء ونيويورك ودبي والقاهرة وغيرها، حيث عاش المبعوث الدولي خلالها في زهو وخيال مفرط من التحليق فوق سماء الواقع اليمني المتناحر، وبعيدا كل البعد عن ما يحدث في أرض الجنوب ويتعرض له شعبها من جرائم قتل وإبادة ومن انتهاكات سياسية وحقوقية ومن مظالم ونهب وخراب واستبداد من قبل نظام الاحتلال اليمني .. وما يؤسف له ويبعث على الحيرة والاستغراب !!؟.

أن هذا المبعوث الدولي طوال هذه الأيام والأشهر والسنوات لم يكلف نفسه يوما من أيامه التي أمضاها باليمن، بإمكانية قيامه بزيارة استطلاعية لتقصي الحقائق في مدينة عدن أو المكلا أو غيرهما من المدن الجنوبية، ولو من باب التجاوز اللاإرادي لأعراف وعادات القبائل المضيفة والمستضيفة له باليمن.. وعلى الرغم من كل ذلك

.. فقد كنا كشعب في محافظات الجنوب نتابع جهوده ومساعيه الحميدة بين القبائل في صنعاء، ونبعث له عبر البريد الكتروني الخاص بمدير مكتبه (صادق الأجرس)، كل ما يحدث وترتكب من جرائم دموية وانتهاكات غير إنسانية، ومن معلومات تتعلق بقضية شعب الجنوب السياسية وخاصة أعمال النهب والفيد والهيمنة والاستحواذ لكبار المتنفذين في نظام صنعاء. وكنا على أمل بأن المبعوث الدولي سيكون عند مستوى المسؤولية الدولية تجاه شعب الجنوب ومطالب قضيته العادلة.. إلا أن الأمل خاب فيك يا جمال ؟..

ونقولها بصدق وشفافية أننا في يومنا هذا الأربعاء الموافق 26 فبراير 2014م، كنا في حالة ترقب وانتظار لما ستتمخض عنه تقاريرك المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي الموقر، من نتائج وقرارات ستضع حلولا عادلة ومنصفة، سواء كانت في معالجة الأزمات السياسية والقبلية المتراكمة في الجمهورية العربية اليمنية أو أنها ستطرح حلول عاجلة ومخارج عملية تلبي حق شعب الجنوب المناضل في سبيل التحرير والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة، والرافض لكل مخرجات الحوار اليمني، والمناهض بقوة لكل مشاريع سلطة صنعاء وحكومة (الوفاق) الهادفة إلى بقاء الهيمنة العسكرية، وسياسة الاستبداد وجبروت الانتهاكات الإنسانية ضد شعب الجنوب.. ولكن.. كما يقول المثل المأثور ” تمخض الجمـــــــــــــل وولد فـــــــــارا” ومع ذلك لن تهتز معنويات صمودنا وعزيمة جماهير شعبنا في مواصلة نضاله التحرري مهما طال صبره وقدم على قربان حريته واستقلاله مزيداً من تضحيات