fbpx
ديناصورات أم آلهة مقدسة !

 بقلم | اياد الشعيبي

إن القيادات الجنوبية التي تتصدر المشهد الجنوبي ليست أصناما تعبد ولا آلهات مقدسة تمارس الصواب الأبدي ، إنهم جزء من هذا النسل البشري المسمى “إنسان” بل إنهم ذلك الإنسان المتورط تاريخيا في حرق مستقبل شعب وأمة وتاريخ وهوية وأحلام صغار وكبار.. أحلامي أنا وأنت وملايين الأحلام المعدمة بسبب التقديس غير المشروع.

إنهم ليسو فراعنة تُخرس معهم الأصوات ، ولا أباطرة تفرش لهم الساحات ، ولا أساطرة بلغوا بعلمهم حجب العقل البشري ، وبسياستهم تجاوزوا حد الاجتهاد والتفكير والانتقاد والتنوير.

إن القيادات الجنوبية بكل شخوصهم وأسمائهم هم أكثر من يجب أن يضعوا في ميزان المحاسبة والقصاص ، بل إنهم أكثر من يجب الحذر من سياساتهم وأقوالهم وتصريحاتهم ، ودراستها والتمحص بها ألف مرة قبل الأخذ بها.

لا يذهب البعض لتصوير هذه القيادات الموغلة في الفشل السايسي منذ قدم التاريخ ، على أنها هي وحسب المنقذ المخلص لشعبنا ، مهما بلغت فصاحتهم السياسية ، أو مهما كبرت منابرهم الإعلامية وزاد المرجفون لهم.

إنهم مثلي ومثلك ومثلها .. وربما قد يكونون أسوأ منا بكثير ، فلا تنتقص من قدرتك على التفكير وإمكانيتك في العطاء ألف مرة مما قد لا يستطيع هؤلاء فعله .

إن قول الحقيقة والمدافعة عنها وكشف الأخطاء وانتقادها ، مختلف جدا بين الإكراه على التلبس بها والانتداب باسم الشعب لمعاقبة المخطئين.

يؤلمني كثيرا أن البعض وصلوا إلى حد العنوسة الفكرية ، والانتقاص من قدر أن بإمكانهم صنع ما لم يقوى على صنعه أولئك “الديناصورات*” التي حولت الجنوب إلى ساحة انقراض للفكر والعقل الجنوبي.

إن لك حق عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة المنتمي/ ـة لطهر هذا الجنوب أن تكون أنت من يفسر إرادتك الصلبة وأن تكون أنت من تسير وتحرك أولئك الذين ينبرون لتمثيلها والتحدث باسم مصيرك .. باسم أنفاسك .. باسم لقمة عيشك .. باسم الكرامة التي التي ترغب في أن تعيشها .. باسم الوطن الذي ترويه بالدم كي ينبت أحلامك المشروعة.

إننا مسئولون عن مصائرنا ، ومسئولون في اختيار ما نؤمن به وندافع عنه ، بعيدا عن الاستسلام للاغتصاب الفكري والرضوخ العدمي في الحياة دون التأمل والتفكر والتمحص ، وبعيدا عن المضي كقطعان من سبقونا إلى مسالخ اللا حياة.

* ديناصورات : مصطلح أطلقه نشطاء جنوبيين شباب على “القيادات التاريخية” التي حكمت دولة الجنوب