fbpx
لا تفرحوا بمخرجات الموفمبيك فالقادم مخيف أكثر / المحرر السياسي لصدى عدن
شارك الخبر

حكام صنعاء سيقيمون اليوم السبت حفل خطابي ويستضيفون مُمَثّلين عن اسياد المبادرة الخليجية والدول الراعية، يحتفلون ويصفقون وربما سيزغردون لساعة او ساعتين ويردد إعلامهم مشاهد الخطابات والمصافحات والترنيمات وغير ذلك لأيام قليلة ثم تعود حليمة لعاداتها القبيحة ويظل الصراع هو الصراع ومراكز القوى هي مراكز القوى ويظل عبد ربه منصور رئيس توافقي لعام واحد خارج الخطّة ويرمم الحكومة بشخصيات جديدة من ذات الجذور المعروفة في المؤتمر والإصلاح وبعض الجنوبيين الموالين جداً. لكن ماذا بعد ؟ هل هذه المسرحية الاكبر من نوعها ستحول بقدرة قادر اليمن بكل علله وأمراضه الى دولة مدنية اتحادية كما يزعمون؟
 
هذا وهم سياسي عظيم وربما الايام القليلة التي ستلي مهرجان انتهاء الحوار ستكشف كيف سيتحول الحوار الى مجرد حدث مرَّ وانتسى وينصرف كل طرف لحَبْك مؤامراته وطرق اغتيالات الخصوم وسيظل الصراع الطائفي المسلح سمة بارزة ، وستنمو الموجة التكفيرية وهي الرائدة اليوم في كل بلاد العرب وستبقى الصراعات على السلطة كما هي بل انها ستنتقل الى مرحلة أعنف، أما الجنوبيون المشاركون في الحوار فسيحصلون على مناصب مؤقتة ربما لحين ثم يُتركون كأوراق الحمّامات الشعبية التي تسحبها المجاري المتّسخة.
 
لا احد يملك عقل سوي بإمكانه ان يقفز على الواقع المرّ الان في كل شبر يمني وفي الجنوب أيضاً ولا احد يملك حتى نصف عقل بإمكانه ان يصدق بان الحوار قد نقل اليمن الى شاطئ آخر لان الحوار كان زفّة شعبية تم إخراجها لحاجة الجيران في السعودية والخليج لتأجيل أزمات اليمن لكي يتفرغون لصراعاتهم الإقليمية ولحاجة العالم لمكافحة الإرهاب في اليمن وهي  أولوياته التي لا يعلو عليها اي امر آخر.
 
الجنوبيون الذين دخلوا الحوار جميعهم من قمَّة هيبتهم الى أخمص خيبتهم كانت لهم هواجس ذاتية لا تتعلق بالجنوب، البعض رسم لنفسه حدود معينه يصلها ثم ينسحب والآخرون بلا حدود معينة تركوا انفسهم كبغايا مدفوعة الأجر، وهذه ليست ظاهرة جنوبية فالتاريخ مليء بهذه الأصناف التي تبيع قضايا شعوبها بثمن بخس وهم لا يستحقون حتى القذف لأنهم صغار سيختفون خلف المشهد ما ان تنتهي مهمتهم القذرة.
 
دعوا صنعاء تحتفل لأنكم سترونها غداً تنسى كل ذلك وتعود تخوض في المجهول المريع لان الحوار لم يقدم سوى أوراق كثيرة ستطير مع اول موجة ساخنة. دعوها تحتفل لانه حتى الان لا احد يتجرأ بان يفترض ان الذئاب ستتوافق، وبيئة الغاب ستتحول الى مدينة مثالية. 
 
الجنوب في هذه المعادلة تم تزوير إرادته لكنه لم يخسر شيء ولن يخسر لانه حتى ان كان هناك حوار مثالي لن يتوقع بان حكام صنعاء سيتعاملون مع الجنوب بواقعية سياسية او من خلال قيم حقيقية فالقاتل مثلما كان لم يغير حتى خطابه.
 
لا يهم ما يحدث اليوم في صنعاء ولكن على الجنوبيين ان يدركوا دوما بان احد لا يقوى على إلغاء الثورة في الجنوب او إسكاتها او حتى إضعافها حتى لو اجتمع العالم كله، لا احد يقوى على ذلك سوى الجنوبيون انفسهم والتحدي الاكبر الذي يواجهه الحراك اليوم ليست مخرجات حوار صنعاء بل التشظي المخيف والفوضى القيادية في الميادين والخطاب الممل وعدم القدرة على قراءة المتغيرات الداخلية والخارجية وعدم الموالاة المطلقة لمصلحة الجنوب العليا وتذبذب البعض وانغلاق الاخر على نفسه والمكونات التي لا حصر لها والتي أصبحت بأسماء أشخاص بعينهم … وباختصار شديد على الجنوبيين ان لا يخافوا الا من عجزهم على التوحد ومواجهة العالم بعقل واحد 
وبلسان قوية البيان.

كتب المحرر السياسي لصدى عدن 
 25يناير 2014

أخبار ذات صله