fbpx
أبعد عنك التوتر .. مساهمة من / م . وحيد السرحي اليافعي
شارك الخبر
أبعد عنك التوتر .. مساهمة من /  م . وحيد السرحي اليافعي

غير نمط سلوكيات الحياة وتعلم وسائل الاسترخاء الذهني والعضلي
هو ذلك الصداع المزعج أو المؤلم، والمعيق عن عمل أي شيء مفيد أو ضروري. شكوى لا يخلو منهاالمرء من آن لآخر، وللبعض في كل يوم. أكثر أنواع الصداع شيوعاً بين الأصحاء منالناس، صغاراً وكباراً، هو «صداع التوتر» tension headache. وألم هذا النوع ينشأ عنشد في أحد عضلات الأكتاف، أو الرقبة، أو فروة الرأس، أو الفكين. وغالباً ما يرتبطظهور نوباته بحصول إجهاد أو اكتئاب أو قلق. ولذا فإن ….

 احتمالات معاناة أحدنا من «صداع التوتر« ترتفع حال ضغط العمل علينا وقيامنابمجهود نفسي أو ذهني أو بدني لتلبية متطلباته، أو حينما لا تنال أدمغتنا وأجسامناالقسط اللازم والكافي من النوم العميق المريح، أو حينما نحرم أنفسنا أو لا يحصل لنافرصة لتناول أحد وجبات الطعام، أو نتأخر عن تناولها. ولدى البعض، قد يكون الأمرمرتبطا بالإفراط في التدخين أو تناول الكحول أو عدم تناول أحدهم ما تعود عليه منالمشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي أو القهوة، أو غير ذلك.

أنواع الصداع

«صداع التوتر» ليس هو النوع الوحيد الشائع للصداع، بل ثمة أنواع أخرى تُصيبالكثيرين. منها صداع الشقيقة النصفي (أو «مايغرين»)، والصداع العنقودي cluster headaches، وصداع الجيوب الأنفية sinus headaches. ومع كل الإزعاج والألم، فإنالجيد في شأن الصداع هو أمران؛ الأول أنه بالرغم من تعدد أسباب الصداع، إلا أنالخطير منها وما يعكس وجود أمراض مهمة، شيء نادر. والثاني، من الأخبار الجيدة، أنلغالبية أسباب الصداع تلك، أموراً يُمكن، بالاهتمام بها، تحقيق تعامل سليم معها،وتخفيف حدة تأثيرها ومنع ظهور نوباتها بالقيام ببعض التغيرات في نمط سلوكياتالحياة، وتعلم وسائل تُساهم في الاسترخاء الذهني والبدني والعضلي، وتناول أحدالأنواع البسيطة من الأدوية المُسكنة للألم. إلا أن النصيحة الطبية، كما تقولالمؤسسة القومية الأميركية للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، لا تزال تُؤكد علىضرورة المبادرة بمراجعة الطبيب لو حصل الصداع فجأة، أو كان شديداً جداً بدرجة لميعهد المرء حصولها في نفسه من قبل، أو أنه حصل بعد إصابة للرأس، أو كان مصحوباًبتيبس في الرقبة وصعوبة تحريكها يمنة ويسرة وانحنائها للأمام أو الخلف، أو مصحوباًبارتفاع حرارة الجسم أو التشويش الذهني أو فقد الوعي أو ألم في العينين أوالأذنين.

عجلة الحياة اليومية

 تُصيبنا نوبات الصداع أكثر حينما نواجه إجهاداً وتوتراً، أي عندما يكون ثمة «سترس» توتر في حياتنا. والمراجع الطبية تختصر الأمر لتقول: في الحقيقة، «السترس» هو أكبر مثيرات ظهور نوبات الصداع. ومعرفة هذه الحقيقة يقطع نصف مشوارنا في معالجةالصداع والوقاية منه. لأنه، وكما يقول الباحثون من مايو كلينك في نص ترجمة كلامهمحول الصداع، يجب ألا نجعل للـ«سترس»، أي الإجهاد والتوتر، اليد العليا علينا، بلعلينا اتخاذ خطوت بسيطة للتعامل مع هذا الإجهاد، كي نُبقي الصداع بعيداًعنّا.

وكلنا نواجه «سترس» أحداث كبيرة في الحياة، كموت عزيز أو فقد ودّ ومحبة وصداقةإنسان، أو طلاق، أو سفر قريب، أو عقبات معيقة في طريق العمل. لكن أحدنا، بما يختزنهجسمه من طاقة نفسية وذهنية وبدنية، ومما نغفل عنها أحياناً، قادر على مواجهة تلكالأحداث.

الإشكالية ليست في هذا، بل في تتابع أحداث الحياة اليومية ودوران عجلتها بشكلمستمر، وما يرشح عنه من حصول أمور بسيطة وتافهة لو تأملناها حقيقة، مثل البحث دونجدوى عن ورقة في المكتب، أو الانتظار أمام إشارات المرور وفي اختناقات زحمة السير،أو تأخر الضيوف أو تعليقات سخيفة من أحدهم أو نظرات أسخف من إحداهن. كلها، وغيرهامما هو أبسط، قد تُفقدنا قدرة السيطرة وضبط التفاعل، ما يجعلنا غير ناجحين في عمليةالتكيف، وبالتالي عُرضة للتوتر. وهو ما يُثير لدى البعض أوتوماتيكياً نوبة منالصداع. وسبب الصداع هنا هو إثارة الإجهاد لرفع مستوى هرمونات التوتر Stress hormones التي تعمل بدورها على حصول اضطرابات في مواد كيميائية معينة داخل الدماغ،وفي العضلات، وفي الأوعية الدموية. كما أن بعضنا، لا شعورياً، يتفاعل مع الـ«سترس» بالصرّ والشد على الأسنان، أو شد عضلات الكتف أو الرقبة أو التي تغلف جمجمة الرأس،وهو ما لا ينتج عنه سوى مزيد من الصداع والإزعاج والألم.

للتكيف مع الإجهاد.. أوقف تأثير عجلة الحياةاليومية

مع علمنا يقيناً أننا لن نمنع حصول تعرضنا للتوتر والإجهاد، وأنى لنا ذلكإلا إذا عاش أحدنا وحيداً فوق سطح القمر مثلاً، إلا أننا نستطيع فعل الكثير لتخفيفتأثيره علينا ولنُحسن التكيف معه، بل حتى لنتجنب أو نُخفف من التعرض بشكل مستمر له. وهو ما سيُؤدي حتماً إلى قطع ووقف عجلة تتابع الفعل ورد الفعل، فيما بين الـ«سترس» والصداع. وهناك خطوات بسيطة، لو جربنا اتباع بعض منها، أو كلها، لخفت علينا وطأةطحن عجلة الحياة اليومية.

ومما تذكره نشرات خبراء الأعصاب في مايوكلينك:

ـ بسّط حياتك.وبدلاً من البحث والنظر في طرق لضغط يومك كيتنجز الكثير مما لا تستطيع عمله في الأربع والعشرين ساعة، تخلى عن بعض الأشياءولزوم تحقيقها. واسأل نفسك بكل تجرد، ما هو الواجب عليّ في المبادرة لتحقيق فعلة،وما الذي يُمكنه الانتظار وتأجيل القيام به، وما هو الذي لا يلزمني أداؤه أصلا؟. ومن الضروري أحياناً، حتى في العمل، أن تقول: عفواً، لا أستطيع القيام بهذا! ـ تدبرشأن وقتك بحكمة. وأول خطوة في هذا إعداد، والانتظام في إعادة تجديد، قائمة ما يجبعليك فعله والقيام به من واجبات يومية، في كل من المنزل والعمل الوظيفي. وهنا حاولأن تنتدب غيرك، في المنزل أو خارجه، للقيام ببعض من تلك الواجبات أو المهام. كماحاول أن تُجزّئ وتُقسم خطوات انجاز بعض الأعمال الكبيرة أو المعقدة، وأن تنجزالأعمال الواحد تلو الأخرى بدلاً من القيام بمجموعة منها في نفس الوقت.

ـ كن دوما جاهزاً.بمعنى أن تُرتب برامج أيامك مسبقاً، وبشكلمرن قابل للتغير بكل راحة، والأهم أن تضع في ذهنك وبرنامجك مكاناً للمفاجآتوإمكانية حصولها. سواء كانت من نوع متطلبات العمل وواجبات الأسرة أو من نوع العارضالصحي أو غيره.

ـ تقبل الخسارة.وهو خصلة من الصعب على الكثيرين التحلي بها،لكنها قد تكون ضرورية لاستمرار التفاعل مع الحياة وديمومة الإنتاجية. لأن فقد أمريجب ألا يكون عائقاً عن انجاز أمور أخرى، وخسارة شيء لا تعني فقد كلشيء.

ـ اضبط سلوككوتفاعلك.وخاصة في لحظات التوتر والإجهاد. والأهم أن تتعلم كيف تكون منتجاً في لحظات قد ييأس البعض فيها، دون أن يزيد هذا منتوترك وإجهادك. والأساس في هذا، بالإضافة إلى الثقة بقدرات النفس، تهيئة النفس لوضعالإيجابيات فوق الأفكار السلبية لجهة عدم القدر على النجاح.

ـ خصص وقتاً يومياً للاسترخاء.وتكون في تلك الأوقات معنفسك، ولو لبضع دقائق يومياً أثناء زحمة العمل أو القيام بالواجبات الأسرية، وخاصةحينما تشعر أن عضلاتك بدا عليها التوتر والشد والإجهاد. وهنا عدة تمارين، كالتنفسببطء لعدة مرات، والراحة بعدها، وغيرها.

ـ لا تفرط في الأجازات.سواء الأسبوعية أو السنوية. واجعلمنها وسيلة لتصفية الذهن وراحة الجسم. وليس المقصود بالراحة ممارسة الكسل والخمول،بل النشاط الذي يُساعد الجسم على الاسترخاء. ومما أثبتت الدراسات الطبيةالفسيولوجية دوره في راحة البدن والذهن، ممارسة الأنواع المتوسطة القوة من الرياضةالبدنية. ولا أفضل في هذا الشأن من رياضة المشي، والابتعاد عن العمل حتى لو كانالتواصل مع العمل عبر الهاتف.

ـ كن ذكياً فيما تأكل.واحرص على الفواكه والخضار الطازجة،وعلى تناول الحبوب الكاملة، والمنتجات الغذائية الطبيعية القادمة من الأرياف. واجعلتناولك للأطعمة متعة بحد ذاتها، لا واجباً عليك القيام بإتمامه كي تعيش وتتمكن منالعطاء! ـ اضحك وامرحْ. ولا تغفل البتة عن أهمية الضحك والفرحة في حياة أحدنا. ولاتنسى أن أطباء القلب وأطباء الأعصاب يكتشفون كل يوم شيئاً صحياً جديداً في الضحكعلى القلب والأوعية الدموية وهرمونات الغدد الصماء وسلام العضلات وعمل أجزاء الدماغوحفظ الذاكرة وغيرها، بما أثبتت التحاليل الكيميائية وصور الأشعة حقيقةحصوله.

ـ خذ كفايتك من النوم الليلي.وبداية انتظام مدة ووتيرةالنوم هي من تحديد وقت مبكر للاستيقاظ، حتى في أيام عطلة نهاية الأسبوع. وتهيأللذهاب إلى النوم، ولا تدخل إلى السرير إلا حينما تجد الرغبة لديك في النوم. ولو لمتخلد إلى النوم خلال ربع ساعة من التقلب على السرير، فقم واعمل أي شيء آخر خفيفيُسهل عليك النوم والعودة إليه. ولا تنسَ أن المشروبات المحتوية على الكافيين، وحتىبعض أنواع أدوية معالجة الصداع تُبعد عنك النوم.

 

أخبار ذات صله