fbpx
المشترك ورث صالح سياسيا واخلاقيا

 

كتب | سامي غالب

نهاية فضائحية لحوار موفنبيك تستوجب تحركا شعبيا عاجلا لاستنقاذ اليمن

 حان الوقت لخطوات عملية لمواجهة المؤامرة التي تحاك في موفنبيك ضد السعب اليمني. من الثابت الآن أن لا أحد هناك يعبر عن مصالح اليمنيين. لا يجد اليمنيون صوتا يمثلهم في فندق ال5 نجوم الذي صار ثكنة يحتمي بها القتلة واللصوص وعصابات الخطق وقطع الطرق وممولو الإرهاب والهاربون من جلودهم. هناك تتسيد ذهنية لصوصية تريد الانتهاء من صفقة تقاسم كيفما اتفق.

بينما يتردى اليمن في الفوضى والعنف والارهاب والمحاصصة الحقيرة التي يتورط فيها الجميع يواصل الرئيس هادي وقادة المشترك والمؤتمر الشعبي ومنتحلو التمثيل باسم الثورة والحراك مفاوضاتهم على تفكيك البقية الباقية من الدولة باسم مشاريع مموهة تستثمر أسوأ ما في ممارسات نظام الرئيس السابق صالح لتبرير خياناتها لتضحيات اليمنيين في ثورتي الحراك الجنوبي والشباب وتمرير مخططات تجهز على اية فرص مستقبلية لقيام دولة العدل والقانون والمواطنة.

يمثل الوضع الراهن إهانة عميقة لليمنيين الذين قاسوا الويلات خلال الاعوام الأخيرة، وبذلوا الدم والمال والجهد من أجل الانتهاء من نظام ديكتاتوري عصبوي فاسد. لكن حفنة سياسيين فاسدين وفاشلين تكيفوا على مدى عقود مع نظام الرئيس السابق بل وتموضعوا كمعارضة ديكورية في أغلب الأوقات تمثل على الشعب في الانتخابات والاستفتاءات، استطاعت ركوب موجة الثورة الشعبية في 2011 ثم حرفها باتجاه التقاسم والمحاصصة والتفكيك.

باستخدام فزاعات الحرب الأهلية والفوضى وثب قادة المشترك إلى السلطة باسم الاعتدال والواقعية. والحق انهم كانوا قد التزموا لإرادة عواصم غربية وخليجية ارتأت خروج الرئيس صالح من الحكم باتفاق يضمن بقاء ركائز حكمه وادماج احزاب المشترك مجددا في نظامه. هكذا صارت حكومة الوفاق خير تجسيد للقيم المشتركة بين طرفي النظام السياسي السابق (مؤتمر شعبي ومشترك)، آية ذلك ما يفعله المشترك بالخدمة المدنية والخدمة العسكرية.

منذ اللحظة الأولى لتشكيل حكومة الوفاق (والنفاق والشقاق) تجلت أولويات هذه القيادات المعارضة في تعظيم منافعها وتكريس شبكات المصالح في احزابها ذاتها عبر نهش الخدمة المدنية وانتهاب المال العام. مع كل قرار بتعيين عضو من اعضاء هذه الاحزاب في موقع جكومي أو خدمي أو عسكري أو أمني بالخلاف للقانون كان خنجر يغرس في قلب الثورة التي لم يستطع نظام صالح اطفاء شعلتها على مدى عامين فتولى شركاؤه في المرحلة الانتقالية المهمة باقتدار.

اليمن يترنح تحت وطأة الفقر والعنف والعصبويات المذهبية والمناطقية بينما بتابع رجال المبادرة في صنعاء مناوراتهم الانتهازية للفوز بأكبر قدر من الوظائف والمكاسب والحصص التموينية والرقع (والبقع) الجغرافية حاضرا ومستقبلا.

وفي الأثناء يبلع “ممثلو الشباب والمرأة والمجتمع المدني” في موفنبيك السنتهم في واحدة من أشد اللحظات مأسوية وفضائحية في تاريخ اليمن حيث صار “الحوار الوطني” مجرد واجهة مموهة لشراء مواقف كل من كان محط رهان الناس العاديين في اليمن.

آل الحوار الوطني إلى مشاريع محاصصة وتفكيك وتمديد، واختزل مؤتمر الحوار الوطني في زمرة انتهازية انتحالية في لجنتي التوفيق وال16. ولاذ الاعضاء الباقون بالصمت في انتظار صفقة الكبار التي سيصوتون عليها لاحقا باعتبارها منجزا وطنيا تاريخيا توافق عليه اليمنيون.

اليمن ليس حكرا على ناهبي الأرواح والأموال والاراضي، ليس شأنا خاصا بمحترفي السياسة ومنتحلي الثورات واعضاء القوائم الخاصة السعودية والايرانية والقطرية، لا! ولا هو اقطاعيات المناطقيين والطائفيين ومربعات مراكز القوى وأمراء الحرب في العاصمة وخارجها. إنه أكبر من هؤلاء وأعرق منهم جميعا. وقد حان الوقت للجم هؤلاء الجامحين المتكالبين على الحاضر الانتقالي والقادم التأسيسي، الذين يهينون اليمن في موفنبيك وخارج موفنبيك بخطوات عملية تتضافر فيها الخبرات القانونية والسياسية والاعلامية والحقوقية من أجل هبة شعبية تنتصر لتطلعات الشعب وتعيد الاعتبار لتضحيات أبنائه.

أضم صوتي هنا إلى صوت الصديق العزيز هائل سلام وأصوات أخرى دعت مرارا إلى بحث صيغة سياسية وشعبية تتدارك الانهيارات الراهنة وتمنع انزلاق اليمن إلى هاوية الفوضى والتشرذم. واقترح عقد لقاء منتصف الأسبوع المقبل في مقر نقابة الصحفيين في صنعاء لبحث المشاريع المقترحة منهم.