fbpx
إلى متى يكابد الجنوب تراجيديا الوفيات في الخارج

كتب | نجيب يابلي

انشرح صدري كثيراً لتفاعل قيادات جنوبية مع الحادث الإجرامي الذي استهدف الشيخ سعد بن حبريش من مشائخ قبائل الحموم الأشاوس يوم الاثنين الماضي (2 ديسمبر) بمدينة سيئون وقد أدان الحادث وتضامن مع قبائل الحموم عدد من القيادات منهم المناضلون الوطنيون المعروفون بمواقفهم المبدئية مع قضايا شعب الجنوب عبدالله الأصنج والشيخ محسن بن محمد ومحمد علي أحمد والشيخ عبدالرب النقيب ونجل السلطان الواحدي وآخرون

كما أدانت العمل الإجرامي القذر مكونات الجنوب ومنها مثقفون من أجل جنوب جديد. كما انشرح صدري كثيراً للمبادرات الكريمة لقيادات جنوبية مجربة بحجم الأساتذة الرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر العطاس وعبدالله عبدالمجيد الأصنج وآخرون الذين قاموا بزيارة المناضل الوطني المعروف المغفور له بإذن الله محمد علي القيرحي حيث زاروا الفقيد في منزله قبل وفاته وودعوا جثمانه قبل رحيله من القاهرة على عدن وبرزوا جميعاً في طليعة المعزين بوفاة المناضل الوطني ووزير الزراعة الأسبق في اليمن الديمقراطية المغفور له بإذن الله محمد سليمان ناصر.

كما انشرح صدري كثيراً للتقارب الجنوبي ومنها استقبال الرئيس علي سالم البيض للشيخ صالح بن فريد العولقي في مقر إقامته ببيروت وأرى تقارباً جنوبياً هنا وهناك وهذا مطلوب من الجميع لأن قضية الجنوب قضية شعب وتاريخ شعب توسم خيراً في قبائل الشمال ومبادلتهم بالود والعرفان لأن الجنوب صاحب الأرض الأكبر مساحة وثروات وبحار والأقل سكاناً، إلا أنه نكب في حرب غادرة في صيف 1994م ونزح آلاف الجنوبيين على بلاد المنافي ولو توخينا الدقة لاعترفنا بأنها خطيئة لم نعترف بها ونقف أمامها ونعالج آثارها.

مات جنوبيون خارج أرضهم وآخرهم كان محمد سليمان ناصر ومحمد علي القيرحي مات الأول في الهند والثاني في قاهرة المعز وتراجيديا وفيات الجنوب في الخارج تدمي القلوب وتدعونا إلى سد تلك الثغرات التي نشأت في منعطفات متفرقة من تاريخ الجنوب العربي. ففي جدة في المملكة العربية السعودية توفي السيد محمد علي الجفري، الذي تأهل في الجامع الأزهر ونال العالمية مرتين والوحيد من غير المصريين بالترافع أمام المحاكم المصرية وهو صاحب رصيد كبير في تأسيس الجمعية الإسلامية الكبرى في عدن عام 1999م وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي (SAL) عام 1951م وكانت أمنيته كما قال لمحمد مرشد ناجي : يا محمد أرد مواراة جثماني في ثرى حوطة لحج.. الاستاذ شيخان الحبشي خريج القانون من العراق وطالبه البريطانيون بمعالدتها باللغة الإنجليزية فذهب إلى باكستان وفي وقت قياسي جاء بليسانس الحقوق من جامعة كراتشي وكان شيخان رحمه الله من مؤسسي حزب الرابطة وفيما كانت النزعة الدينية قوية عند السيد محمد علي الجفري كانت النزعة القومية والإسلامية قوية عند شيخان الحبشي وقيل أنه كان وراء إعداد برنامج أحد الأحزاب القومية..

الاستاذ محمد أحمد بركات أحد أعمدة الصحافة في عدن وخارجها.. هذا العبقري الذي بهر توم ليتل، صاحب كتاب (ناصر العرب) عندما جاء إلى عدن في نهاية الخمسينات لاختيار أفضل مرشح لإدارة مكتب وكالة رويتر في عدن وكان الأفضل محمد بركات (والد زكي رحمه الله وفريد أطال الله عمره ومتعه بالصحة ونجلاه زكي وفريد من أعلام الحركة السياسية والأدبية في الجنوب ولا يحتاجان لتزكية أحد). الاستاذ أحمد شريف الرفاعي وهو علم من أعلام الصحافة البارزين في الجنوب العربي والمملكة العربية السعودية وتحمل مسئوليات كبيرة في عدة صحف منها “الأيام” و”الجنوب العربي” الناطق باسم اتحاد الجنوب العربي) وغيرها من الصحف في عدن وجدة كان رحمه الله يعشق عدن والأندلس. الاستاذ محمد حسن عوبلي علم بارز في الاقتصاد والسياسة والصحافة وتبوأ مناصب وزارية في حكومة اتحاد الجنوب العربي صحيفته “الزمان” وحزبه “الحزب الوطني الاتحادي” وأحد كتبه (اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي).. غادر إلى السعودية بعيد الاستقلال وعمل هناك مستشاراً في وزارة الخارجية. الاستاذ عبدالرحمن جرجرة من أعلام الصحافة والعمل الحزبي والوطني أصدر صحيفة “النهضة” عام 1939م ثم “اليقظة” عام 1957م والاستاذ جرجرة ثاني خريج صحافة في الجزيرة العربية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وسبقه علي محمد لقمان وتخرج بعده حامد لقمان والاثنان نجلا رائد النهضة في عدن محمد علي لقمان. وفي جدة أيضاً ت وفي الفنانان الكبيران اسكندر ثابت وأحمد يوسف الزبيدي وللاثنين رصيد يذكر في عدن ولحج وحظيا باحترام الناس في كل من الجنوب والسعودية وأثبتت اللحظات الحرجة التي تعرض لها الاثنان أن هناك من جاء يساهم في تطويق تلك اللحظات دو علمهما. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد التحمت هذه الدولة الطيبة وخاصة في عهد الخالد والعطر الذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتجسد ذلك الالتحام أن أعلاماً من الجنوب توفاها الله هناك ووريت جثامينهم ثرى تلك الدولة الطيبة ومنهم التربويون الأجلاء: الاستاذ علي محمد زريقي وألمته الفاضلة منيرة عبدالله صدقه واستاذنا محمد عبدالله الذهب. وممن توفوا في الإمارات الخبير الزراعي عمر حسين عنبول والفنان يوسف أحمد سالم والإعلامي والكاتب المعروف فضل علي النقيب والإداري المعروف محمد أحمد باشراحيل والمناضل الوطني خليفه عبدالله حسن خليفه. وفي قاهرة المعز “قبلة كل عربي” حاضرة مصر الطيبة منذُ أن أسسها القائد الفاطمي جوهر الصقلي هذه المدينة الطيبة فاضت فيها أرواح طيبة وعزيزة علينا منهم أبو الشهداء جلال وعادل وسمير عبدالقوي حسن مكاوي رئيس وزراء ولاية عدن وأمين عام جبهة التحرير ومنهم أنور دقمي، الشخصية الاجتماعية والوطنية المعروفة والمضيافة هناك فكم استقبل الدقمي من ضيوف قادمين من عدن وسهل لهم أموراً كثيرة بحكم إقامته في القاهرة لعقود من الزمن ومنهم الشخصية الاجتماعية والوطنية المعروفة خالد أحمد سعيد المفلحي، الذي ناضل في بداية الستينات ضمن العناصر الناصرية في عدن ومنهم أبوبكر علي شفيق (أول محافظ لعدن بعد الاستقلال) وانضم للجبهة القومية وبعد ذلك انضم للتنظيم الشعبي للقوى الثورية وكان قائداً لفرقة “النصر” إلى جانب فرق أخرى منها “صلاح الدين” و”سند الرسول” و”النجدة”.. وآخر وفيات المنافي كانت وفاة المناضل الوطني محمد علي القيرحي. إلى متى يكابد تراجيديا الوفيات في الخارج؟ وليل إلى متى؟ ؟