fbpx
( صرخة قلم ) الجنوب .. عشق لا ينتهي !!

 

تنبري الأقلام وتخط عنك.. ويتسابق الشعراء والكتاب ليتغزلون بك وأقف أنا مشدوها أنظر إليك بزهو وفخر والقلم يترنح بين أناملي والكلمات تتعثر في فمي, فأجدني لا أقوى على لملمة ذاتي وجمع كلماتي, لأعود لذات البداية بعد أن مزقت صفحاتي وشردت بأفكاري أحلق في ذلك الوطن الجريح.. وأدرك أن عشق وطني لن تبلغه كلماتي, ولن تصل إليه مشاعري الثكلى التي بالكاد تستطيع أن تنبثق من تلك الحنايا ومن ذلك الجوف رغم مابه من الآم وأوجاع واحزان, ورغم تكالب المشاكل والهموم عليه إلا أن حبه يتعاظم بداخلي ويكبر مع ربيعات عمري.. فانا جنوبي المولد والمنشأ والهوى وبين ثنايا روحي قصة العشق السرمدي لذلك الوطن الذي تناوحته أكف الفاسدين وتقاذفته عبثية المخربين,ذلك الوطن الذي يعطي بسخاء ويبذل دون مقابل ولاينتظر شفقة أو رحمة من احد, رغم تلك الخناجر التي غرزت في جسده وأنهكت قواه,وسلبته عافيته وراحته.. عشقي له ربما يختلف عن ذلك العشق الهش الذي يدعيه البعض ويتبجح به بينما هم في حقيقة الأمر هو أول من سعى ويسعى لأن يدمره ويقتل كل شيء جميل فيه, حتى وأن تشدق بلسانه او تفنن في كلماته او سحر الناس بعباراته,فالتاريخ كفيل بأن يكشف حقائق البشر التي بات الكثير منهم يخفيها خلف (روتوشات) ومساحيق سرعان ما تذوب وتتلاشي أمام شمس الحقيقة ودموع المحبين الحقيقيين الذين يبذلون بسخاء وبصدق وحتى وان كان في صمت وبعيدا عن الأنظار.. الجنوب .. عشقي له ليس صولات وجولات .. ليس منصات وخطابات .. ليس معسول الكلام.. وحلو البيان.. ليس تسابق على الأموال, ليس إعلان الولاء للمحنطين, ليس السخرية من الآخر, ليس أقصى لأحد.. ليس تعد على الغير..عشقي له خوفي عليه, حزني عليه, وجعي لأجله,إنسكاب دمعاتي, زفير أناتي, تلاشي أوصالي, نوح دواخلي, أنين أحشائي.. عشقي له ليس التناحر من أجل حفنات المال, ليس التباغض من أجل الكراسي, ليس العداء من أجل المناصب, ليس من أجل الظهور, عشقي له لملمة الصف,توحيد الكلمة , تطبيب الجراح, الذود عنه,الحفاظ عليه, بقاءه في قلوبنا بذلك الطهر والنقاء , بذلك الجمال, بذلك البهاء,بتلك البراءة في عيون الآخرين حتى يراء الآخرون في وطني أخلاقي وسجايا شعبي وعفة أهله, ويبددون من أذهانهم تلك الصورة الدموية والهمجية التي رسمها البعض وخلدها البعض بأفعالهم.