fbpx
بنعمر يطفىء حرائق ولا يفرض حلولا

كتب / منصور صالح

اطالع هناك وهناك تسريبات تتحدث عن توجه السيد جمال بنعمر مساعد الأمين العام  للأمم المتحدة ومبعوثه الى اليمن  لفرض صيغة يعدها هو تحدد شكل الدولة وبأنه طلب من لجنة ال16 تفويضا يخوله اعداد هذه الصيغة على ان يتم  التوقيع عليها دون مناقشتها ،والمقصود بشكل الدولة هنا هو تحديد عدد الأقاليم التي اختلف حولها المتفاوضون وكل تلك تسريبات لا أساس لها .

الواقع ان موقف السيد جمال بنعمر يتعرض للتشويه ،وتعمد سوء الفهم من الجميع ،والهدف في كل ذلك تبرير مواقف الاطراف المتحاورة ،في حال ان ما خرج به مؤتمر الحوار لم يحظ بقبول الشارع في الجانبين بحيث يكون لدى هذه الاطراف مبرر تتحجج به وهو ان هذه الحلول قد فرضت  من المجتمع الدولي.

حد علمي وما

حد علمي وما أنا على يقين منه هو ان السيد بنعمر، لم يعلن في اي مناسبة عن اي موقف من عدد الأقاليم ،كما أنه لم يعلن عن أي موقف مع الوحدة أو ضدها، بل يحرص في كل مرة على التأكيد بأن القرار هو قرار المتحاورين، وبإمكانهم ان يتفقوا على اي مخرجات أكانت اقليمين او خمسة او عشرة أو حتى انفصال ، مؤكدا ان دوره فقط دور تيسيري  ومحاولة لتقريب وجهات النظر وان المهم لديه فقط هو ان تكون أي مخرجات مبنية على التوافق.

ما يعني من كل هذا ان نتائج مخرجات الحوار وخاصة ما يتعلق بعدد الأقاليم  للدولة الاتحادية، يعود على قدرة كل طرف على فرض شروطه ،والثبات على موقفه، وان ليس من الوارد ان يفرض على أي طرف القبول بأي حلول لا يقبل بها، الا اذا كان هو مقتنع بها ولو بنسبة بسيطة.

من المهم فهم دور السيد جمال بنعمر على انه فقط مطفئ حرائق وانه غير ذي مصلحة من اي مخرجات حتى لو كانت فك الارتباط  أو بقاء الوحدة الحالية كما هي طالما تم كل ذلك بالاتفاق.

المؤسف ان كثيرا من النخب في الشمال والجنوب تحاول ان تداري سوأتها وتغطي فشلها بالهجوم على السيد جمال بنعمر، فالشماليون يتهمونه بالسعي لتمزيق اليمن، والجنوبيون يعتقدون انه يتعمد تجاهل مظالمهم، والواقع هو ان الشماليين هم من دمر الوحدة واوصلوها الى هذا المأزق فيما عجز الجنوبيون، عن اقناع العالم وأولهم بنعمر بطبيعة المظالم الواقعة عليهم ،لضعف حجتهم في أثناء التخاطب مع المجتمع الدولى، وحتى المجتمع الاقليمي الذي يظهر من حديثه عن الجنوب وكأنه يتحدث عن مظالم تشبه مظالم منطقة الجعاشن.

ان فشل النخب السياسية في التمسك بمواقفها والثبات عليها مشكلة خاصة بها، وهي من ستتحمل وزر أي أخطاء تاريخية ترتكب ،وليس جمال بنعمر او الامم المتحدة كما تحاول هي ان تبرر بالحديث عن سعيه لفرض حلول جاهزة ،ولذلك عليها ان تكون شجاعة وواضحة في تحمل قراراتها بعيدا عن البحث عن كبش فداء تحمله ضعفها او ضعف حجتها.