fbpx
ديمقراطية تفصيل‎
واقع الحال  لايسر ولايرضي احد ؛ كلما اوشك الجرح ان يلتأم هنا ؛ اذا بنا نجد جراحا اخرى تفتح في جسد الامة …
 
ما ان اوشك الربيع العربي على حسب تسمية البعض والانقلابات على حسب تسمية انظمة الحكم المتهالكة التي كانت ضحية هذه الثورات  ؛  الا و بدأ الصراع بطريقة اخرى ..
الكل ينادي بالديمقراطية  والكل يتبجح بها … وكم سمعنا من الانظمة الديكتاتورية شعارات مفادها انهم بناة الديمقراطية ( والتي انا شخصيا كافر بها ؛ اعني الديمقراطية ) وكم سمعنا تنازلات من تيارات الاسلام السياسي ظنا منهم ان الحكام جادين في ممارسة الديمقراطية ؛ دون وعي منهم او ادراك بحقيقة تلك الشعارات التي يتم ترديدها ، انخدعوا  في كل مرحلة يدخلون بها الانتخابات …
 
نعم ؛ فالانتخابات والديمقراطية كذبة كبرى يراد منها فقط تثبيت انظمة حكم معينة وابعاد اخرى ..
 
كلنا يتذكر الجزائر في مطلع التسعينيات  ؛ جبهة الانقاذ الاسلامية اكتسحت الانتخابات البلدية وحصدت قرابة 856 مقعدا في الانتخابات المحلية ؛ فقامت المخابرات والحزب الحاكم جبهة التحرير بعمل العراقيل امام هذا الزخم الشعبي الجارف الذي اندفع مؤيدا الشخصيات الاسلامية ؛ فحدث صراع ودماء مسلمة تراق من اجل السلطة ؛ على اثرها تم اعتقال قيادة  التيار الاسلامي عباس مدني وعلي بلحاج ؛ وكان ذلك قبل الانتخابات الرلمانية  ؛ حان موعد المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية  فاكتسح الاسلاميون الصناديق وحققوا فوزا ساحقا  ؛ حصلوا على 188 مقعدا من اصل 228 مقعد ؛ الحزب الحاكم جبهة التحرير حصل فقط على 16 مقعدا فعندها قامت قائمة المخابرات الفرنسية وبدأت في الجزائر مرحلة جديد من الصراع والدماء …
 
رافقتها حملات تشوية للاسلام والدعاة الى الاسلام  وجعلوا الشعب في الجزائر يقبل بحقيقة تقول ان الاسلاميين لايعرفون الا الدماء  والاسلامين ليسوا سوى ارهابيين ووو الخ  تلك الافتراءات التي مازالت اثارها المدمرة على الجماعات الاسلامية حتى يومنا هذا ….
 
فواقع الحال ان الانظمة العالمية وانظمة الحكم تريد ديمقراطية تكون نتيجتها فوز من يريدون هم فقط ..
ان فاز غيرهم فهي كارثة ولابد من تعطيل الانتخابات ولابد من اعادة الانتخابات ولابد من الطعن ولا بد من السجن والاعتقال لفلان وعلان من الناس ..
 
ومايجري في مصر الحبيبة ليس عنكم ببعيد …
 
فقد فاز التيار الاسلامي ولم يرق الامر للعلمانيين  فقاموا بتاجيج الشارع الذي هو اصلا يعاني من قطيعة وخصومة مع التيارات الاسلامية بسبب حملات التشوية للاسلاميين 
فانجر الناس الى فوضى عارمة  لم تنتهي فصولها بعد ؛ نسال الله ان يحفظ البلاد والعباد …
 
الخلاصة ان المطلوب هو ديمقراطية تفصيل وبالمقاس والا فلا !!!