fbpx
رمضان في اليمن.. إجازات للموظفين وموسم رزق للعاطلين
شارك الخبر

صنعاء: من ليلى الفهيدي ” الشرق القطريه ” 

كعادته عند حلول شهر رمضان من كل عام، يسلم محمد الضوراني (موظف يمني)، طلب إجازته السنوية خلال شهر الصوم كاملاً، من أجل “الراحة والتفرغ للعبادة، فشهر رمضان له روحانية خاصة وليس للعمل”، كما يقول. ويمثل الضوراني الموظف في القطاع الحكومي اليمني شريحة كبيرة من الموظفين اليمنيين الذين يراكمون إجازاتهم السنوية الى شهر رمضان الذي يعتبرونه “راحتهم السنوية”، بعد العمل طوال السنة، ولهم مذاهب شتى في قضاء هذه الإجازة الرمضانية، فمنهم من ينصرف للتفرغ للعبادة في هذا الشهر الفضيل، وقراءة القرآن وزيارة الأقارب، او جلسات المقيل المسائية والسهر مع الاصدقاء ومتابعة ما لذ وطاب من المسابقات والبرامج والمسلسلات التي تدخرها الفضائيات لهذا الشهر.

يقول وائل العواضي العامل في شركة يمنية خاصة: “بالطبع أنا لا افضل العمل في شهر رمضان، وأتقدم لآخذ إجازة من بدايته كل عام، فمن ناحية ليس هناك عمل في هذا الشهر كما في الاشهر الاخرى، وشيء آخر انه فرصة للعبادة والجلوس مع الأهل والأصدقاء”.

 ما اتخذه الضوراني والعواضي ينسحب على كثير من العاملين في القطاعين الحكومي والخاص في اليمن، إذ تشهد البلاد عادة في شهر الصيام إقدام أشخاص كثيرين على أخذ اجازة في هذا الشهر، لأسباب متفاوتة، تتفق في مجملها على طلب “الراحة والتفرغ للعبادة.

ويشهد شهر رمضان في اليمن تراجعاً ملحوظا في إنتاجية العاملين والموظفين في القطاعين العام والخاص على حد سواء مقارنة بالأشهر الأخرى، نتيجة لكثرة عدد المجازين وتخفيض ساعات العمل، وانخفاض طاقة الأداء، حيث يقدر خبراء اقتصاد محليون نسبة تراجع إنتاجية العاملين في شهر رمضان الكريم بحوالي 20 %، بالمقارنة مع أشهر العام الأخرى.

وتقلل الحكومة اليمنية ساعات العمل في شهر رمضان من 8 إلى 5 ساعات خلال الدوام الرسمي في القطاعين العام والمختلط، وهو ما يعتبره مختصون نتيجة طبيعية للتراجع الكبير في العمل والإنتاج خلال هذا الشهر.

 ويفضل الكثير من اليمنيين استقبال شهر رمضان المبارك بطقوس دينية واجتماعية مشبعة بالود والروحانية، بعيدة عن اجواء العمل وهمومه، وينصرفون إلى الاعتناء بتوفير احتياجات شهر استثنائي تخفت فيه الهموم اليومية العادية، وترتفع فيه روحانية العبادة بازدحام المساجد وأصوات التواشيح الدينية، وصلاة التراويح.

لكن ما قد يراه موظفو الحكومة أو القطاع الخاص من أن شهر الصوم فرصة للاجازة والراحة، هو العكس بالنسبة لكثير من الشباب اليمني العاطل وذوي الدخل المحدود، الذي يترقب حلول هذا الشهر الفضيل لاقتناص فرصة عمل، فهم يعتبرونه “موسم الرزق”، ويقومون خلاله بأعمال مؤقتة تطلبها طبيعة الشهر، وتدر عليهم دخلاً جيداً، حيث يبتكرون أعمالاً حرة لبيع السلع والمواد الاستهلاكية التي يكثر عليها الطلب في هذا الشهر.

وبحسب محمد الريمي، وهو شاب يمني عاطل عن العمل، فإن شهر رمضان بالنسبة إليه هو فرصة للعمل، ويستعد له قبل أيام من حلوله، لبيع الخضراوات والفاكهة في أحد شوارع العاصمة صنعاء.. مؤكدا أن الكثير من الشباب يقدم على العمل في هذا الشهر بأشياء مختلفة يكثر عليها الطلب في رمضان، ويقومون ببيعها في الأرصفة والشوارع.

وتشمل مجالات العمل (المؤقتة) في رمضان صنع وبيع المأكولات الخفيفة والحلويات الخاصة التي درجت عليها العادة في رمضان؛ مثل: السمبوسة واللحوح، أما الحلويات فمنها بنت الصحن (المشبك)، إلى جانب المشروبات بمختلف أنواعها، وكذا بيع التمور، والمسواك والمصاحف والمسابح وغيرها.. وكما هي عادة جميع المسلمين في الاستعداد لشهر رمضان، يحرص اليمنيون على التهيئة لهذا الشهر الفضيل، بما لذ من أنواع الأطعمة، وتختص به كل العائلات باختلاف مستواها الاقتصادي والاجتماعي، بوجبات مميزة لا يتكرر تقديمها في غيره من الشهور إلاً نادراً.

أخبار ذات صله