fbpx
صعتر يقع تحت طائلة.. سكت دهراً ونطق كبراً

 

نجيب محمد يابلي

طالعنا كلام للأخ عبدالله صعتر، الإصلاحي المعروف في صحف محلية بعضها أعاد نشرها منها الدعوة للجهاد في سوريا وما أشبه الليلة بالبارحة عندما وقفت عواصم عربية وإسلامية وجماعات إسلامية ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان قبل مطلع الثمانينات من القرن الماضي حيث عملت تلك العواصم والجماعات تحت مظلة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أما نظام صنعاء والجماعات فيها فقد دخلت المعمعة من باب الهبر والارتزاق.

راح صعتر يهذي بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع منها أن حزب الله وبحسب الأخ صعتر “حزب نصرالله” خدعهم بإدعائه مواجهة إسرائيل وتحديداً القدس وهي أراجيف صعترية، نصر ليس هو الأسير الحقير الذي عاث فساداً في صيده وأراق دماء جنود لبنانيين أبرياء بلغ عددهم 17 شهيداً ناهيكم عن الجرحى والمصابين ثم ولى الأدبار بعد قرار قيادة الجيش اللبناني، حسم الأمر عسكرياً وطالب القوى الوطنية اللبنانية بتحديد الموقف “إما معنا أو مع الأسير” وأعد العدة واقتحم معقل الجاني الأسير الذي لاذ بالفرار وربط في موقع آخر واقتحمه الجيش اللبناني ليغادر الأسير صيده ولغير رجعة.

القاصي قبل الداني والجاهل قبل المتفقة والزعتر قبل الصقر يعرف جيداً أن إسرائيل أعلنت الانسحاب من جنوب لبنان من طرف واحد ولم يخدعنه حزب الله وأنا أقول هذا الكلام كمثقف عربي ومسلم محايد فلا أنا من أنصار طهران ولا أنا من أنصار الرياض ولا أنا من الذين يقفون في طابور أمام مكتب الملحق العسكري السعودي ليتسلموا السحت الشهري المقدم من اللجنة الخاصة السعودية ويعرفهم صعتر فرداً فرداً ومعظمهم من جماعته.

يا أخ صعتر أنتم الذين خدعتمونا قبل حرب صيف 1994م ودخلتم التاريخ كمتآمرين على ما تسميه بوحدة 22مايو وأنتم من نحت أكذوبة المليونية وبعد حرب صيف 94 استبحتم الجنوب وتاجرتم في الأراضي ودخلتم في كوتات النفط والغاز ووكالات الشركات ومقاولات الفتاوى الظالمة.

ماذا تريد من مواجهة إسرائيل وتحرير القدس وأنتم حلفاء إسرائيل في الحرب على سوريا التي تقودها دوائر متعادية للعرب والمسلمين، أو ألم يذيل صاحبكم مرسي رسالته الموجهة إلى بيريز، الرئيس الإسرائيلي بعبارة “صديقكم الحميم” أو ألم يثني القرضاوي على إسرائيل عندما قصفت تقدم الجيش السوري بالصواريخ ووصف القرضاوي ذلك بأنه عمل إنساني.

ومن تخرصات صعتر أن ما يقوم به الحوثيون في صعدة مماثل لطريقة نصر الله في لبنان وهنا تبرز مفارقة مجافية للواقع لأن نصر الله في لبنان في مواجهة إسرائيل وما يقوم به الحوثيون في صعدة أمر طبيعي بعد طغيان القبيلة في شمال الشمال وأصبحت ثرواتهم تطاول التريليونات وهي في معظمها إما من المال العام اليمني أما المال العام السعودي أو من نشط بالتهريب والكوتات غير المشروعة وتفاصيل ذلك ستجدونها عند الأخ صعتر.

ثم وقع الأخ صعتر في منزلق مريع عندما قال “نرفض الاعتذار للجنوب قبل أن يعتذر طرفا أحداث 86 و67م ونقول للأخ صعتر اعتذاركم للجنوب للجرائم التي ارتكبتموها في الجنوب بعد 7 يوليو 1994م السيئ الصيت وإقصائكم عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين الجنوبيين ولبسطكم على أراضي الجنوب ومنها أرض البرتقالة في حضرموت التي باعها عبدالوهاب الآنسي عام 1995م بمليوني دولار وقد منحت لنجله “محمد” وأنت تعرف يا صعتر أن محمد “نجل عبدالوهاب الآنسي” كان عمره آنذاك 9سنوات لأنه من مواليد 1986م وأنت تعرف ذلك يا صعتر وجاءت المطالبة بالاعتذار لإصلاح التشوهات التي علقت بالجسم ما تسمى بدولة الوحدة أما طرفا أحداث 86 و67م فهذا شأن جنوبي جنوبي ولا شأن للقبيلة المتنفذة في الشمال “التي تعتبر نفسها الوريث الشرعي لبيت حميدالدين” وهذا ما سيقدم عليه الجنوبيون فور استعادة الوطن السليم، لأن جنوب ما بعد 67 أصبح في حكم الالفي سينشأ جنوب عربي فيدرالي جديد.. مدني.. جنوب النظام والقانون.. جنوب الكتاب والسنة، لا جنوب الأعراف القبلية الجاهلية لأن الإسلام يجب ما قبله، أما أن ترفض الاعتذار للجنوب فهذا سيان عندنا وقد عفا عنه الزمن.

يا صعتر لا تأخذك العزة بالإثم وسمي الأمور بمسمياتها بوضع النقاط على الحروف، أما شعب الجنوب فقد عزم الأمر على حقه بتقرير مصيره، ولن يكون هناك مجال للفتاوى لأن ملفها سيقدم إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبار أن من أصدر الفتاوى مجرمو حرب ولابد أن ينالوا جزاءهم العادل في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب العسير، إن شاء الله.

هذا ما أردت قوله يا صعتر والله المستعان!