بين هدنة مشروطة واستسلام مرفوض.. مفاوضات روسيا وأوكرانيا “تتأرجح” في إسطنبول
شارك الخبر

يافع نيوز – ارم
تتأرجح مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا بين مؤشرات إيجابية محدودة وتصعيد ميداني مستمر، وسط مخاوف من توسّع الصراع حال ثبوت تورط دول أوروبية في عملية “شبكات العنكبوت”، في وقت يتمحور فيه الخلاف الأكبر حول مفهوم “وقف إطلاق النار”، حيث تسعى أوكرانيا لهدنة قصيرة لإعادة التموضع، فيما تصر موسكو على استسلام كامل.

ويرى خبراء أن التعيينات الروسية والتصريحات الأوكرانية تؤكدان أن الميدان لا يزال يتحكم بسقف التفاوض، ومع ذلك، فإن التفاهمات الجزئية كملف الأسرى قد تفتح المجال لحوارات أوسع.
ويجمع محللون على أن السلام الحقيقي ما زال بعيدا، لكن المسار التفاوضي لا يزال قائما، وإن كان “بنكهة الحرب”.

ويرى رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، الدكتور عماد أبو الرب، أن المشهد رغم تعقيداته قد يكون مقدمة لبدء مفاوضات جادة، لا سيما أن جلوس الجانبين في الجولة الثانية أخيرا في يحمل عدة جوانب إيجابية، حتى مع استمرار المعارك والهجمات في الساحة.

ويعتقد أبو الرب في تصريحات أن توافق موسكو وكييف على الشق الإنساني بتبادل الجثث والأسرى المرضى، ومن يعانون من إصابات خطيرة ومن هم دون سن الخامسة والعشرين، يفتح المجال لإيجاد نقاط تقارب في المرحلة المقبلة.

ولفت أبو الرب إلى أن المسألة الأساسية الجوهرية الخلافية في أي تفاوض يخص هذه الحرب، تتمثل في الوصول إلى صيغة بشأن انضمام إلى حلف الناتو، وهو ما يمكن التوافق عليه في حال تقديم ضمانات دولية لكييف بعدم تعرّض أمنها لأي تهديد من جانب موسكو مستقبلًا.
وبيّن أن من بين القضايا الأساسية العالقة وضع الجيش الأوكراني؛ إذ قد يكون هناك توافق على عدم وجود قوات للناتو داخل الأراضي الأوكرانية، لكن كييف سترفض أي مقترح يخص تقليص عدد جيشها، في ظل امتلاك روسيا المجاورة عتادا وقوة كبيرة، ولا يمكن المغامرة حينها بتقليل القدرات العسكرية الأوكرانية في هذا السياق.

وذهب إلى أن التخوفات لدى الجانبين متعلقة بالأمن الاستراتيجي القومي؛ ما يتطلب تعاملا متوازنا مع مواقف الطرفين بهدف جمع النقاط الخلافية والتوصل إلى توافق بشأنها، أما البنود ذات “السقف العالي”، فمن الممكن التعامل معها من خلال مقايضات أو صفقات تبادلية، يتم فيها التنازل عن مطلب مقابل تلبية آخر.

“حوار بلا نتائج”
بدوره، يقول الباحث في الشؤون الدولية، راضي الرازي، إن استمرار الجولات التفاوضية وكونها قائمة يمنح بصيص أمل بأن مسار المفاوضات لا يزال حاضرا، وإن لم يكن بطموح التوصل إلى سلام في هذه المرحلة، فإن مجرد التوجه إلى هدنة قد يمهّد تدريجيا لاتفاقات تجريبية تمهّد لمسار ينهي الحرب.
وأضاف الرازي في تصريحات أن من أبرز عراقيل المفاوضات وجود طرف لا يمتلك قراره بالكامل؛ إذ يعود في كل خطوة إلى من يحرّكونه، وهم أجهزة الاستخبارات الأوروبية، خاصة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب دور أمريكي مشابه يأخذ شكل الوسيط لكنه في الحقيقة بعيد عن الحياد، وفي المقابل، تريد موسكو استمرار الحرب لتحقيق أهداف، أبرزها التمركز عند حدود الناتو، بعدما توسع الحلف باتجاه روسيا.

أخبار ذات صله