يافع نيوز – ارم
رأى خبراء مختصون في العلاقات الدولية، أن روسيا تخلق مسببات لفشل الجولة المقبلة من مفاوضاتها مع في إسطنبول، عبر مجموعة من الإجراءات، أبرزها المماطلة في تقديم الورقة الخاصة بمطالبها الخاصة بالمباحثات للانتقال إلى عملية السلام، وذلك في الوقت الذي قدمت فيه كييف مقترحها.
وأوضح الخبراء أن تمارس ضغوطًا على الجانب الأوكراني أكثر مما تمارسه على روسيا ولا سيما في هذه المرحلة، في وقت يقود فيه عدم تقديم موسكو لمقترحها إلى تعقيد الأمور وإفشال الجولة الثانية المنتظرة في الـ2 من يونيو الجاري؛ ما سيزيد التذمر الأوروبي من روسيا في ظل القناعة بأنها لا تريد سلامًا حقيقيًّا.
وحث الرئيس الأمريكي مؤخرًا، موسكو وكييف على العمل معًا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة منذ 3 سنوات، لافتًا إلى أن كلًّا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني يتسمان بالعناد، وذلك مع سعيه لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويؤكد المحلل السياسي المختص في الشأن الأوكراني، محمد العروقي، أنه وبدءًا من عملية التفاوض في السعودية شهر مارس الماضي، تحضر عدم الثقة من الطرفين بشكل كبير، وهي الحالة التي لن تأتي بنتائج لها قيمة سوى عملية تبادل الأسرى التي تعتبر النقطة الإيجابية الوحيدة، ومن ثم جاءت الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة في إسطنبول.
وأضاف “العروقي” في تصريحات أن الجميع في حاجة لجولة ثانية إيجابية، ولكن هناك خيبة أمل من مماطلة روسيا في كل أبعاد هذه العملية ، حيث رفضت موسكو منذ البداية إعلان هدنة غير مشروطة لمدة شهر لتهيئة الأرضية للمفاوضات، ولكن في مفاوضات إسطنبول اتفق الطرفان برعاية أمريكية أن يقدم كل منهما ورقة تتضمن إنهاء هذا الصراع.
وأوضح “العروقي” أن الجانب الأوكراني قدم ورقته ولكن ما زال الروسي يماطل في تقديم الورقة الخاصة به؛ ما حمل اتهامات من كييف لموسكو بأن عدم تقديم مقترح من الأخيرة يهدف إلى إفراغ الجولة القادمة من المفاوضات في إسطنبول من محتواها.
واستكمل “العروقي” أن أوكرانيا تريد الاطلاع على ما تحتويه رؤية روسيا التي تقول إنها موافقة على المفاوضات في إسطنبول يوم الـ2 من يونيو، ويوهمون العالم أنهم ذاهبون للتفاوض في وقت لا يعلم فيه الأوكرانيون ما ستحتويه ورقة الطرف الآخر.
وبين “العروقي” أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على الجانب الأوكراني أكثر مما تمارسه على روسيا، ولا سيما في هذه المرحلة، ولكن ذهاب كييف إلى إسطنبول دون العلم بمقترح الروس وما هي طلباتهم، سيؤدي إلى تعقيد الأمور وإفشال الجولة الثانية القادمة؛ ما سيزيد التذمر الأوروبي من روسيا في ظل القناعة بأن موسكو لا تريد سلامًا حقيقيًّا؛ ما سيأتي بمطالب غربية أكثر بتبني عقوبات جديدة على الطرف الروسي.