تقرير: هل ستتدخل أمريكا برياً في اليمن؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص

تزايدت التساؤلات مؤخرًا حول احتمال تدخل الولايات المتحدة برياً في اليمن، بعد تصاعد وتيرة الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف مواقع جماعة الحوثي، وخصوصًا منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومخازن الأسلحة، وحتى قيادات ميدانية بارزة.

ورغم أن هذه الضربات الجوية تُنفذ بشكل مكثف، إلا أن نتائجها على الأرض ما تزال محدودة. جماعة الحوثي ما تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية، وتواصل تهديد الملاحة في البحر الأحمر، بل وتوعدت بتوسيع عملياتها لتشمل الإمارات والسفن الغربية.

تقرير حديث نشرته شبكة CNN الأمريكية أشار إلى أن الحملة الجوية الأمريكية، رغم تكلفتها التي قاربت المليار دولار خلال أقل من ثلاثة أسابيع، لم تحقق أهدافها كاملة، ما يعزز الحديث عن تدخل بري كخيار مطروح. وقال مايكل نايتس، الزميل في معهد واشنطن، إن “أفضل وسيلة للقضاء على الحوثيين هي إخراجهم من العاصمة صنعاء وساحل البحر الأحمر”، مؤكدًا أن الغارات وحدها لا تكفي.

هل ستستعين أمريكا بالقوات المحسوبة على الشرعية اليمنية؟

تشير تقديرات دبلوماسية إلى أن أي تدخل بري – إن حدث – لن يكون أمريكيًا خالصًا، بل سيكون مدعومًا من قوات محلية، وتحديدًا من الجنوب اليمني والساحل الغربي، حيث تتمركز قوات مدرّبة ومجهّزة ضمن قوام القوات المناهضة للحوثيين.

من المرجح أن يقتصر الدور الأمريكي في هذه المرحلة على الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وتوفير الغطاء الجوي للقوات المتقدمة برًا. ويُتوقع أن تستفيد أمريكا من خبرات وقدرات القوات الجنوبية، كما حدث في العام 2015، حين لعبت هذه القوات دورًا محوريًا في تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب عقب الضربات الجوية التي شنها التحالف العربي.

السعودية: بين الحذر والالتزام

السعودية، التي جمعتها مؤخراً تفاهمات مع إيران وتواصل مع الحوثيين، تبدو في موقف معقّد. فهي من جهة تخشى أن يؤدي أي تصعيد بري إلى إفشال اتفاقاتها الهشة، ومن جهة أخرى تدرك خطورة استمرار الحوثيين كقوة تهدد أمنها القومي.

من غير المتوقع أن تتصدر الرياض أي تدخل بري، لكنها قد تقدم دعماً غير مباشر عبر تسهيلات عسكرية، أو دعم لوجستي واستخباراتي، مع التركيز على تقوية الجبهات الجنوبية والغربية دون الدخول في مواجهات مباشرة.

الضربات الجوية وخدها غير كافية

الضربات الجوية وحدها لم تفلح حتى الآن في تحجيم الحوثيين أو وقف تهديداتهم. التدخل البري بات خيارًا مطروحًا، لكن تنفيذه يعتمد على تنسيق مع قوى محلية فاعلة، خصوصًا في الجنوب والساحل الغربي، مع دعم سعودي وأمريكي مشروط. التجارب السابقة أثبتت أن أي تدخل فعال ضد الحوثيين يحتاج إلى أقدام على الأرض، وليس فقط طائرات في السماء.

 

 

أخبار ذات صله