fbpx
إمارة النفط والغاز .. ولعب الكبار !!

اختلافنا مع بعض السياسات القطرية من بعض القضايا في المنطقة ومنها قضيتنا الجنوبية ، لا يعني ذلك عدم إقرارنا بدهاء السياسة القطرية التي أصبحت رائدة في المنطقة ، هذا فضلا أن هذه السياسة أكسبت الإنسان القطري احترام كبير في المنطقة والعالم ، وكذلك خلقت مناخ اقتصادي هائل  في هذه الامارة الصغيرة   وباتت صاحبة حصص كبرى من الاستثمارات في عواصم وبلدان اوروبية وغربية وشركات ومصانع عالمية فضلا عن تبنيها لأحداث رياضية عالمية كـ مونديال 2022 لكرم القدم، وأمنت الإنسان القطري بمختلف جوانب الحياة ووفرت بيئة اقتصادية وتعليمية وأمنية مستقرة باتت اليوم تنافس دول متقدمة كبرى .

العقلية السياسية التي أحترمها .. هي تلك التي تكون علاقاتها مع الآخرين وفقا للمصلحة التي تعود على علاقة هذه السياسة بالوطن الذي تنتمي له والإنسان الذي تحكمه والأرض التي تسيطر عليها .. وإن لعبت على المتناقضات الكبيرة وأهمها :

– فتح قاعدة أمريكية في قطر .. في حين أنها تبنت وعبر فضائيتها “الجزيرة” فضح الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق .

– لعبت دور بارز في إعمار وفتح مشاريع هائلة في جنوب لبنان وقطاع غزة وتبنت فضح العدوان الصهيوني خلال تغطية فضائيتها الجزيرة على المنطقتين ، رغم أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي فتحت مكتبا اقتصاديا لاسرائيل على أراضيها.

– علاقاتها ارتبطت بمحور الممانعة ( بشار – إيران – حزب الله ) حتى وقت قريب ، في حين علاقتها كانت تتوسع وتمتد مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

–  ساعدت وساهمت في إشعال الثورات العربية ودعم الأنظمة الديمقراطية الحالمة واحتواء حركة سير الثورات الجديدة بما يعزز مصالحها ، في حين أنها تجسد نظام ملكي عائلي وتفتقد للديمقراطية كمفهوم سياسي بات ديدن العرب .

–  إمارة صغيرة الحجم قليلة السكان .. لعبت دور العراب في السياسة العربية فاحتضنت عدد من أهم اللقاءات العربية للمصالحة اللبنانية والفلسطينية والسودانية وحتى بين الحوثيين وصنعاء .. فضلا عن عدد من القمم والأحداث المرتبطة بثورات الربيع العربي ، وأصبحت قبلة لمناقشة ودراسة تطورات المنطقة السياسية والإستراتيجية ، وهو الدور الذي كان تقليديا لعقود لدولتي مصر والسعودية.

–  “الجزيرة” أول شبكة إعلامية تطلقها من أراضيها ضد دول الاستبداد وتقييد حرية الإعلام في المنطقة ومناصرة الشعوب ، مع أن هذه الشبكة محرم عليها أن تنطق ببنت شفه حيال عدد من القضايا الحساسة القطرية ، التي يتم معالجتها بسرية مطلقة.

 – دولة تقع في بيئة خليجية محافظة جمعت بين الانفتاح والحداثة وبين الأصالة والتمسك بالقيم العربية .

– أول دولة خليجية يتم التنازل فيها عن السلطة سلميا بغض النظر عن تكهنات البعض بخلافات وما شابه ذلك من حديث عن انقلاب عائلي، ويكاد الأمير الجديد أول أمير شاب بعمر الثلاثين يحكم دولة خليجية .

خلاصة القول ، أن الإمارة الصغيرة قطر أو ما باتت تسمى بـ إمارة النفط والغاز .. تجيد لعب الكبار ، وتكاد تكون العقلية السياسية التي تديرها مختلفة تماما عن (العقلية العربية) .. السياسة التي جمعت بين المتناقضات بالغة التعقيد ، واستطاعت أن تنجز ما