يافع نيوز – خاص
تشعر مليشيا الحوثي، الذراع الأقوى المتبقية لإيران في منطقة الشرق الأوسط، بتهديد حقيقي يهدد وجودها في اليمن، في ظل تغيرات استراتيجية هامة في المنطقة. مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتفاقم الأزمات السياسية والعسكرية في لبنان بعد مقتل قائد حزب الله، حسن نصر الله، بدأت إيران في إعادة تقييم قوتها في المنطقة، حيث يعد الحوثي آخر ورقة قوة تلعب بها في الصراع اليمني.
لا يمكن لإيران التخلي عن مليشيا الحوثي، التي تعتبرها أداة رئيسية لتوسيع نفوذها في المنطقة. وبالتالي، تدرك المليشيا الحوثية أن أي تراجع أو هزيمة عسكرية سيكون بمثابة نهاية لمشروعها. في هذا السياق، بدأت القوى المعارضة للحوثي في تنسيق جهودها بشكل أكبر، من خلال دعم الجبهات التي تقودها القوات المناهضة للحوثي في مختلف المناطق.
على رأس هذه القوى تأتي قوات الساحل الغربي بقيادة طارق صالح، التي تشكل رأس حربة في مواجهة الحوثيين على الساحل، بالإضافة إلى قوات العمالقة بقيادة أبو زرعة المحرمي، التي تحظى بتقدير كبير في مناطق الجنوب. كذلك، تسعى القوات الجنوبية بقيادة عيدروس الزبيدي، إلى تعزيز وجودها على الأرض في الجنوب ومناطق أخرى استراتيجية. كما تبذل قوات تنظيم الإخوان في مأرب جهودًا حثيثة لتوحيد الصفوف ضد الحوثيين.
وقد صرح طارق صالح في لقاءاته الأخيرة بضرورة توحيد الجبهة الوطنية ضد مليشيا الحوثي، مؤكدًا أن التباين في المواقف يجب أن يتوقف أمام خطر الحوثيين الذي يهدد الجميع. كما شهدت الرياض لقاءات بين عيدروس الزبيدي وعدد من خصومه في حزب الإصلاح، حيث تم التباحث حول آليات توحيد الجهود لمواجهة الحوثي والاتفاق على ضرورة التنسيق بين مختلف الأطراف الجنوبية والإقليمية.
لكن في الوقت ذاته، تعيش مليشيا الحوثي حالة من الارتباك والتخبط، في ظل تكثيف الضغوط العسكرية والسياسية من جبهة المعارضة. فبينما تزداد قوة التحالفات المناهضة لها، تزداد معاناة الحوثي من فقدان الدعم الإيراني المتزايد، ما يهدد بقاءه في اليمن.
وفي هذا السياق، طالب نشطاء يمنيون الشرعية اليمنية بضرورة استغلال الفرصة المتاحة حالياً مع تهاوي مليشيا إيران في المنطقة، خصوصاً بعد اتفاق استوكهولم الذي وقع نهاية 2018، والذي تسبب في إيقاف معركة الحديدة الفاصلة. وقد ناشد هؤلاء النشطاء مجلس القيادة الرئاسي بسرعة تحرير مدينة الحديدة وحصار مليشيا الحوثي، لمنع وصول السلاح الإيراني إليها، في خطوة من شأنها تقليص قدرة الحوثي على الاستمرار في الحرب.
وبذلك، تتشكل جبهة واسعة مناهضة للحوثي، تدعمها القوى الدولية والإقليمية. لكن السؤال الأبرز هو: هل ستنجح هذه التحركات في القضاء على الحوثي؟ في ظل تهديداته المستمرة باستهداف السعودية ومصالحها في المنطقة، يبقى دور الرياض محوريًا في دعم هذه القوى. فهل ستدعم السعودية هذه التحركات لمواجهة الحوثي، أم ستبقى بعيدة عن هذه المعركة؟ الزمن كفيل بكشف الإجابة.