fbpx
فكاهات الجهاز العسكري الرسمي للقوات الإيرانية

 

كتب – خالد سلمان.

‏من فكاهات الجهاز العسكري الرسمي للقوات الإيرانية، تسويق التفاهات لأنصارهم ،  هذه الكتل المؤيدة هي تشبه كل جماعة دينية ،تطيع ولا تناقش تصدق ولا  تبحث ، جماعة تعمل كقطيع عليه أن يعطل التفكير وينجرخلف ترهات قياداته ، كقول أحد جنرالات إيران ،إن تأجيل ضرب إسرائيل أو إعادة دراسة وتقييم الأهداف المحتملة ، تعود إلى خشية إيران إلحاق الأضرار بالمسجد الأقصى !، وكأنها سترمي قنبلة نووية على القدس أو تل أبيب وتدمر إسرائيل من النهر إلى البحر.

الحقيقة أن جنرالات الحرس الثوري يدركون جيداً الهوامش المسموح لهم التحرك فيها ،وبنك الأهداف العرضية المسموح الإقتراب منها ،  وأن رسائل ملموسة قد تم إبلاغها من إسرائيل إلى إمريكا ومنهما إلى إيران عبر طرف ثالث ، أن أمن إسرائيل هو أمن قومي ،  وهنا لا جديد في الأمر فقط لتوكيد المؤكد.

ولإضفاء الجدية على قول بايدن موجهاً تحذيره لإيران أن لا تفعل ، تأتي عملية تحريك حاملات طائرات إضافية ، إستعداداً لإحتمالية إنزلاق إيران للمغامرة، في حال لم تقرأ جيداً مضمون الرسالة الإمريكية وعواقبها العسكرية.

طبعاً نحن في سياق القراءات غير القطعية، لما يمكن أن تقدم عليه إيران ، وحتى الآن ومن خلال شبكة محلليها على القنوات الفضائية،تراجع بشكل لافت حدة الخطاب وأنتقل من السقف العالي واللغة الشاطحة   ، إلى نبرة هادئة تعتمد على ربط إيقاف الرد الإيراني والتراجع عنه ،بما يجري في غزة ، وهو ذات خطاب نصر الله، فإذا ماحصل إنفراج ما في غزة ستتراجع إيران عن الرد ، أو ستخفضه إلى أدنى مستوى.

إيران من خلال الإعلان اليوم عن إستيلاء حرسها الثوري على سفينة برتغالية تعود بعض أسهمها لإسرائيل في مضيق هرمز ، تتحول من قوة إقليمية كبرى كما تقدم نفسها، إلى شيءٍ قرصني مليشاوي تتماثل مع الحوثي، واستهدافاته للسفن في البحر الأحمر ، الإقدام على خطف السفينة كرد على تصفية قيادات حرسها الثوري من مستوى جنرالات ،لا يوفر لها غطاءً إخلاقياً مقنعاً، لدى وسطها السياسي ، كما لا يشكل بديلاً عن خلق معادلة تتساوى فيها الخسائر : استهداف عمق إسرائيل ومجالها الحيوي مقابل تصفية القادة.

نحن لا نقطع ما إذا كانت إيران ستمضي بجدية نحو رد متعدد الأشكال ، ولكن ماهو مؤكد أن ايران تحسب جيداً ماذا يعني رد فعل المؤسسة الإسرائيلية،حال  تخطت إيران في ردها الحدود الممكن احتماله إسرائيلياً ،وفي ذات منسوب الرسائل المرسلة بإتجاه إيران، تمضي عمليات اللقاءات المعلنة عن قصد ، بين القيادات العسكرية الإمريكية الاسرائيلية ،وتدفق المزيد من الأساطيل الأمريكية ، في جغرافية تجعل كل إيران تحت مرمى أسلحتها ، وكذا التحذيرات الأمريكية بشأن استهداف قواتها ومصالحها في البحر أو في داخل دول الخليج.

كل هذه المؤشرات محل نظر صانع القرار الإيراني ، وعلى ورقة الحساب يجري تقييم ما إذا كان الرد  سيدمر ما بقي من القوة والهيبة الإيرانية، وبالنتيجة وقف مدد العم لوكلائها ،فإنها في حال كهذا ستكتفي برد يمنحها فرصة الخروج من المأزق المعنوي ،  وفي ذات الوقت لايقود إلى حرب شاملة، يذهب ثمناً لها الداخل والهيمنة الإيرانية في المنطقة.

أخطر مافي أمر الساعات القليلة الماضية ،تصريح حكومة الحرب المصغرة، أن ضرب إسرائيل من داخل الأراضي الإيرانية ، سيتوجب الرد بقسوة وفي داخل الأراضي الإيرانية ذاتها  ،مايعقد المشهد لدى صانع القرار في طهران ،ويطرح خيار الرد بواسطة  البديل عبر قوس أذرع إيران ،الممتد من العراق وحتى سورية ولبنان واليمن ،ناهيك عن عمليات نوعية ممولة إيرانياً داخل اراضي الخط الأخضر أي في القدس.

 والضفة.

حرب شاملة ام لا حرب ، استهداف حقيقي لإسرائيل أم  ضرب في الحواشي، رد مباشر من داخل الأراضي الإيرانية أم عبر الوكلاء؟

كل هذه أسئلة مفتوحة على تطورات الأيام أو الساعات المقبلة.