fbpx
ما هي “النقاط المعدلة” في مشروع قرار مجلس الأمن الجديد بشأن غزة
شارك الخبر

 

يافع نيوز – سكاي نيوز عربية.

حالة من الترقب تسود أروقة مجلس الأمن الدولي، حيث يُنتظَر من الأعضاء التحدثُ بصوت واحد، عبر تصويت أرجِئَ مراتٍ عدة، على مشروع قرار يهدف إلى زيادة المساعدات لقطاع غزة.
وتشير تقاريرُ إلى أن نصا جديدا، بات على طاولة المجلس، وهو ثمرةُ مُفاوضاتٍ شاقة جرت تحت التهديد الأميركي باستخدامِ حقّ النقض مجدّداً.
ويدعو مشروع القرار بنسخته الجديدة، التي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، إلى اتّخاذ إجراءاتٍ عاجلة من شأنها أن تسمحَ على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمِنٍ ودون عوائق، وكذلك تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال العدائية، وبذلك يكون مشروعُ القرار الجديد قد تخلّى عن الدعوة إلى وقفٍ عاجلٍ ودائم للأعمال العدائية، وهي عبارةٌ تضمّنها في نسخته الأصلية.
وكانت إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة، هي اقتراحٌ للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بإنشاء آليةِ مراقبةٍ لجميع شِحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، المقدَّمة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية.
وبدلا من ذلك، يطلب مشروع القرار المعدل من غوتيريس، تعيينَ منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار، لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة، لتسريع المساعدات لغزة، وسيتولى المنسق أيضا مسؤولية التسهيل والمراقبة في غزة، عند الاقتضاء، من الطبيعة الإنسانية لجميع المساعدات.
وكان مشروع القرار الأولي يطالب إسرائيل وحماس، بالسماح وتسهيل استخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية، المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه لتوصيل المساعدات.
وتم تعديل ذلك إلى جميع الطرق المتاحة. وقال بعضُ الدبلوماسيين إن هذا يسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على وصول المساعدات.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن مشروع القرار لم يضعف، ووصفته بأنه مشروع قوي جداً، ويحظى بدعم كامل من المجموعة العربية. وأكّدت السفيرة الأميركية أنّ النصّ الجديد سيتيح تقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها.

التصويت بات معقدا

وفي حديث له لـ”سكاي نيوز عربية”، قال الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية، أمين المشاقبة إن التصويت على القرارات لوقف إطلاق في غزة باتت معقدة في مجلس الأمن، مضيفا:

الفشل في تمرير قرار لوقف إطلاق النار وتوفير المزيد من المساعدات يعني أننا نتحدث عن عجز في التوصل إلى عملية التصويت.
تبني الإمارات والدول العربية إلى مشروع قرار يهدف إلى وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة لصالح سكان عزة.
هناك تخوف جديد من استعمال الفيتو الأميركي وتأجيل التصويت للأسبوع القادم في حال لم يتم الاتفاق.
الإدارة الأميركية الحالية تتفق مع وجهة نظر إسرائيل بأن يكون توزيع هذه الشحنات أو المساعدات تحت سيطرة إسرائيل.
الإصرار على إدانة حماس وتصنيفها كحركة إرهابية.
في حال امتنعت الولايات المتحدة أو اي دوله من الدول الخمسة الرئيسية التي تملك حق الفيتو عن التصويت بالفيتو يتم اعتماد القرار ويعتبر ملزمًا لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
من المهم أن لا تتخذ الولايات المتحدة أو بريطانيا حق استعمال الفيتو أمام القرار المتعلق بوقف الأعمال العدائية وتمرير المساعدات عن طريق الأمم المتحدة.
تشعر الولايات المتحدة بالعزلة عن باقي العالم وعن 153 دولة بالعالم قامت بالتصويت لوقف إطلاق النار وهو ما يشكل عامل ضغط عليها.
تقوم المملكة الأردنية الهاشمية وعدد من الدول العربية بالتحرك الدبلوماسي مع عدة دول أوروبية للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار وتسهيل تمرير المساعدات الإنسانية.
تجاوز حجم المأساة الإنسانية الموجودة في غزة اليوم كل حدود الدفاع عن النفس التي تدعيها إسرائيل، حيث تقوم بممارسة الانتقام المجنون على سكان قطاع غزة.
من الضروري أن يتم توفير المساعدات الإنسانية الطبية لتشغيل المستشفيات كخطوة أولى، وتعليق أعمال القتال مؤقتًا حتى يتسنى للشاحنات المساعدات الدخول إلى قطاع غزة.
خفضت إسرائيل عدد شاحنات المساعدات اليوميًة من 200 إلى حوالي 44 شاحنة، وهذا غير كاف، بالاعتبار أننا كنا نتحدث عن 500 شاحنة يوميًا لقطاع غزة.
الوضع في قطاع غزه مأساوي ويحتاج إلى موقف دولي أخلاقي.
الاعتماد على تصعيد المواقف لكل من الطرفين تجاه بعضهما هو نوع من أنواع الضغط في العملية الدبلوماسية.
خلال 80 يومًا من الحرب، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أيًا من الأهداف الثلاثة التي أعلنتها.
يقود اليمين المتطرف، بزعامة نتنياهو ومجلس الحرب، حملة عسكرية للتفتيش والتمشيط في قطاع غزة، بهدف الوصول إلى قادة حركة حماس داخل القطاع.
يرغب نتنياهو في إعادة احتلال قطاع غزه وخلق مناطق آمنة يقتطعها من القطاع مع استمرار الهيمنة الأمنية الإسرائيلية.
الولايات المتحدة شريك عملي في هذه الحرب من حيث المساعدات الاستشارية واللوجستية.

الفيتو.. وصورة واشنطن

ومن ناحيته، يقول الخبير في استراتيجيات الحزب الديمقراطي جاستين توماس راسل أن هذا التريث في التصويت حول قرار لإيقاف إطلاق النار في غزة دليل على بداية إدراك واشنطن أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ينعكس سلبا على الصورة الأميركية.
ويضيف توماس قائلا:
صعوبة موقف بايدن فيما يتعلق بالدعم الغير المشروط لإسرائيل.
وجود تأييد من الأغلبية في المجلس تدعم إدخال مزيد من المساعدات إضافة إلى وقف الاعمال العسكرية في غزه لمدة أسبوع على أقصى تقدير.
إذا تم استخدام حق النقض بعد كل هذه المفاوضات، ستتعرض إدارة بايدن لموقف صعب جدًا.
قد يكون الامتناع أفضل خيار أمام الولايات المتحدة.
إدارة بايدن واضحة جدًا في موقفها المؤيد للإسرائيليين في العمليات ضد قطاع غزة وفي الجهود المبذولة للقضاء على حركة حماس وحماية المدنيين الاسرائيليين في حدودهم.
صرحت إدارة بايدن في الآن نفسه عن ضرورة حل الدولتين في نهاية هذا النزاع.
حل الدولتين جزء لا يتجزأ من مستقبل القضية، ويشكل هذه تلميحًا لإسرائيل بأنه يمكن إنهاء الأمر بسرعة.
وإذا استمرت هذه الكارثة الإنسانية في التصاعد بشكل مروع، ستعمل واشنطن جاهدة للضغط من أجل إيجاد حلٍ سلميٍ لهذه الأزمة.
في حال استمرار الضغوط والهجمات من الإيرانيين والحوثيين وحزب الله على القوات الأمريكية في المنطقة، ستضطر الولايات المتحدة إلى الدفاع عن نفسها.
ونقلت “رويترز” عن المبعوثة الأميركية إلى الأمم المتحدة قولها، إنها تستطيع دعم المسودة الحالية لقرار مجلس الأمن بشأن مساعدات غزة.

أخبار ذات صله