fbpx
الحرب في اليمن أسلوب حياة لم تنتهي

 

كتب – د.فضل الربيعي.
  لم تكون الحرب الدائرة في اليمن والتي اندلعت في مارس 2015م، بين طرفيها وهما ما وصفا” بالمليشيات الانقلابية (الحوثية) والسلطة الشرعية ” هي حرب عادية وطارئة بل هي امتدادا لحروب سابقة قديمة وحديثة، إذ لا تخلو من ارتباطها بالأزمات الأخرى الذي يواجهها اليمن الذي يعيش أزمة بنيوية ” سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية” ولعلَّ أخطرها أزمة الحروب المستمرة منذ أربعة عقود من الزمن.
تنبئنا سوسيو لوجية الحرب في اليمن بانها -الحرب -قد اصبحت أمرًا دائمًا ملازمًا لحياة الإنسان في هذا البلد من الماضي التليد إلى الحاضر الجديد ، بل اصبحت وثيقة الصلة بحياة الناس على نحو مأساوي، تتكرر باستمرار في التاريخ الاجتماعي الذي يعيد انتاج سياسات الحرب في هذا البلد!! والذي يبدوا أن استمرارها سيبقى امرًا واردًا طالما يبدو غياب اُفق الوعي المعتبر من دروس التاريخ المأساوي المتمثل بالحروب. كما ثمل الحرب في اليمن موضوعًا يدرُ بالنفع في ذهنية الفعالين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، لهذا فالحرب تضل قائمة إلى اجلٍ غير مسمى.
إذ لم يكن استمرار هذه الحروب إلاّ حصيلة لواقع  ثقافة الاستبداد والاستقواء الذي عمد إلى مصادرة حقوق الآخرين والفساد والنهب للمال العام والثروات من قبل السلطات وقوى النفوذ، والدور السلبي للمؤسَّسات السياسية والتعليمية والدينية، وغلبة القوى التقليدية التي تتعامل مع الأحدث من منطق العصبيات ” الطائفية والقبلية والغلبة الجهوية والمناطقية”  التي مُورست طوال المراحل السابقة ، الأمر الذي أدَّى إلى إنتاج الأزمات الحادة وتعزيز الولاءات الضيقة، وشيوع  ثقافة التسلط والاستبداد الهمجي التي تتمحور حول أزمة بنيوية في هُوية الدولة والنظام السياسي.
إذ يُعدُّ موضوع الحرب في اليمن من الموضوعات التي يثار حولها جدل كبيرً في مجال الفكر والسياسية والتي تتضمَّن جملةً من التخوفات والمغالطات من خلال ما يصاحب ذلك من جدلٍ سياسيٍ وثقافيٍ واسعٍ، نظراً لما يتعلَّق بها من تداخلات خارجية، وتعدد المسارات والمحددات والمرجعيات، ويمكن القول من وجه اخر بإنَّ اليمن يعيش حالة أزمة صراعات متواصلة متجذرة ومتناسلة، تمثل أزمات مركَّبة ومزدوجة ومعقَّدة، تتصل بالهُويات المختلفة (مذهبية ومناطقية وعشائرية وقبلية، وطنية، وأيدلوجية ).