يعود الثامن من مارس .. كلُّ عام وأنا غريبة في وطني
شارك الخبر

 

كتب – عفراء الحريري.
(  مع أعتذري ومحبتي وتقديري للكثير من للنساء في ومن بلادي)
يقول الشاعر السوري نزار قباني: “أريد أن اسأل لماذا في بلادي تقف النساء ضد حرية النساء؟ وأتسأل أنا بدوري لماذا تقف النساء ضد بعضهن البعض في نجاحهن و تفوقهن وحتى في أوجاعهن وألامهن،  فبينما كنت حاضرة في إحدى الفعاليات بمناسبة يوم الثامن من مارس عن مدى تأثير النساء و أن تكون المرأة مؤثرة وخاصة المرأة القيادية وهي ليست الفعالية الأولى التي أحضرها وفي كلُّ مرة أحضرها يحدث معي و ربما مع غيري ذلك وأقول في نفسي:( بكرة أو الغد سيأتي وحتمًا سيحدث تغيير لهذه القاعدة والمقولة وستبقى من الأقوال،  إلا أن العمر يمضي وهذا القول:  تتسع رقعته ويزداد نفوذه.  فقررت بأن أكتب عنه وعن تجربة ولم أخترعه من رأسي أو افتري فيه على أي واحدة من النساء،  فكلُ واحدة منا تستطيع مواجهة نفسها في المرآة حينما تعدل خمارها وبرقعها أو تبدأ في وضع المساحيق أو لأي شيء أخر،  عليها أن تفتتح ذلك الحوار مع نفسها وحتى بعيدًا عن المرآة.
 وأنا اتحدث عن تجربتي( وأعوذ بالله من كلمة أنا) في هذا البلد من أقصاه إلى أقصاه،  لم أبالغ ولم أدعي ولم أزد وأضيف وأتجمل،  لاني لست ممن تدعي البطولة وتنسبها ألى نفسها أو تزيف التاريخ وتكذب على غيرها،  إذ عاش معي في كلُّ مرحلة من مراحل تجربتي وحياتي رجال ونساء مازال الكثير منهم ومنهن على قيد الحياة وبالأمكان سؤالهم وسؤالهن،  سواءًا كانت تجربتي  لاول تنفيذ  حكم إعدام في ساحة بريد الشيخ عثمان(قضية إختطاف وإغتصاب وقتل طفل المحاريق عام ٢٠٠١م) أو في سقوط أسمي سهوًا في مؤتمر نقابة المحاميين المنعقد في م/عدن،  وإتحاد نساء اليمن فرع م/عدن(برنامج العون والحماية القانونية،  وشبكة شيماء لمناهضة العنف ضد المرأة)،  ومركز رعاية المرأة( السحينات المفرج عنهن وضحايا العنف وأطفالهن)،  وساحات الحراك الجنوبي من عدن إلى المكلا و مجموعة إئتلاف الشباب لدفاع عن حقوق الانسان( الدفاع والترافع في قضايا الفساد( قضية ردم البحر جولة كالتكس  وقضية عمال ميناء الحاويات كالتكس/ عدن مثال) والترافع عن معتقلين الحراك في السجون المختلفة ومنهم قادة كبار الان)، و مؤتمر الحوار الوطني،  وثورة الربيع العربي،  ثم حرب ٢٠١٥م و عام٢٠١٦م عن تقييم مرور عام بعد الحرب لمحافظة/عدن حين كان القائد عيدروس محافظ وسرقة مبنى مركز الايواء بكلُّ مافيه  وتهديدات عام أغسطس ٢٠١٩م والدفاع عن حقوق الإنسان… وقضية هالة باضاوي وحتى الان،  ومافي كل مرحلة من معاناة وتحقيقات أمنية وإعتقال وضرب رصاص والحرمان من الوظيفة  وإتهامات بالتجسس والتأمر والدعارة وإحراق صورتي والسب والقذف والتكفير على وسائل التواصل الإجتماعي والتهديد  المباشر بسفح دمي….. وغيرها هذا وأنا لم اتناول فترة عام ١٩٩٤م حين طردت واسرتي من بيت أشتراه أبي بحرُّ ماله من هذه الدولة، تجربة لم أصنعها لنفسي بالمستوى الذي خطته الأقدار ليّ،  ولدي من الأدلة “والوثائق والصور والتسجيلات والشهود والصحف ووسائل التواصل الإجتماعي….إلخ” مايكفي لإثباتها،   ولم ولن أنكر خلال تلك الرحلة من وقف معي ومن كان صاحب  فضل عليّ (نساء ورجال)،  وأعجز عن رد الجميل.
 اتفاجئ  وتفأجت كثيرًا هذه المرة حين رأيت كم الحقد والحسد والرغبة فيه الإنتقام من البعض والمؤسف بأنهن نساء
وماكنت قادمة في أي فعالية لأتحدث عن تجربتي أو استعرض قوتي فيها على الأخريات،( لأني سأكتبها بنفسي، وأتمنى بأن يتسع العمر لهذا)،  طُلب مني ذلك فقط.
 فلست ممن تنافس على مناصب او موقع قيادي او أجامل وانافق واطبل كي يكون ليُّ مكان في أي من تلك المناصب والمواقع التي كن فيها جميع الحاضرات والغائبات،  لأني دائمًا أكرر “رحم الله امرء، عرف قدر نفسه”،  وأدرك بأني لست من المنطقة الفلانية او الانتماء السياسي او القبلي او صاحبة نفوذ ومال ووساطة،  حتى مكياج وكعب عالي لا اعرف كيف اعمل به او اتصرف معه؟
او وظيفة اتدرج فيها ولا اقارن نفسي بغيري “فروحانيتي تجعلني امرأة قدريه”  أنا عدنية ومستقلة وهذا يكفي للرفض،  ولا أكتب هذا كي يتعاطف معي مسؤولي السلطة السياسية او غيرهم، و(غايتي منهم أن قرأوا مقالي مكافحة الفساد إبتدأ  من عندهم وأنصاف الناس وإقرار الكفاءة للنساء وإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب) لأني لاأشتهي منصب لن أكون صاحبة القرار فيه،  ولا أريد أن يبغضني البسطاء وعامة الناس،  ولا أطمح لرصيد في البنك ولايعجبني السفر والمولات واسواق الذهب والمجوهرات ولا السيارات الفارهه والحراسة التي تكتم الانفاس ورقابة الصحف أو أكون تحت مجهر التحالف… إلخ،  يحز فيّ كثيرًا بأن اقول ذلك،  إلا انه فاض الكيل بي مما نفعله نحن النساء تجاه بعضنا البعض، وبلغ السيل الزُبى فهناك من القضايا مايزيد عن أعمارنا لتتفرغ لها النساء،  ولينظرن إلى ماتحقق وكيف عدنا إلى الوراء الاف الخطوات،  وإلى انجزاتهن وماتحقق وهي تتساقط امام اعينهن،  ومن المخجل أن أسمع رجال من السلطة يقولوا:( لم يأتِ رجل إلينا او يقف ضد امرأة، بالمستوى الذي حضر فيه نساء يقفن ضد نساء،  سواء من جيلهن أو أصغر منهن).
دعونا نمارس الحياء الذي اتصفنا به على أنفسنا،  فانا لست محور الكون ولا رابعة العدوية ولا حورية بحر ولا ملكة زمانها، او ادعِ بأني بلا خطيئة، كل مافي الامر شاءت الصدف وكنت في مكان وتحدثت عني او عن قضايا تخص النساء او حقوق الإنسان… فتذهبن للشكوى بي عند المسؤول فلان وزعطان بما فيهم الاجانب، وترفعن الشعارات ضدي والنميمة عليّ… وإلخ،   فلتبدع كلُّ امرأة في مكانها وتحقق ادعاءتها بأنها تحمل قضايا المرأة والإنسان  او حتى قضايا المجتمع المحلي في إطار مربع مسكنها وحارتها ويُحسب لها وتترك الاخريات وشأنهن،  لتتفرغ لذلك و تحقق إنجاز حقيقي وتترك غيرها تنشط وتعمل في مجالها،  سأمت الترقيع والتطبيع ووضع الحجج والأعذار للكثيرات،  فقد مضى من العمر مايكفي ويزيد وأنا في كلُّ لحظة أصنع عُذرا وامرًا ونهي لمعظم النساء اللواتي التقيت بهن من تلك النفسيات حتى من يضعن الأقنعة وماأكثرهن.
  تذكرن باستمرار أنه عندما تكون المرأة ضحية يتضرر الجميع،  وعندما تسيء واحدة عند الرجال فانها تسيء للجميع،  ستقلن ليّ وانتِ الان بهذه المقالة،  ماذا تسميها؟.
 مقالتي ليست فيها من الأساءة للنساء،  بمعدل الاساءة التي تعرضت لها طيلة مراحل عمري وتجربتي،  أكتبها كي تحاول الكثير من النساء التفرغ لانشطتها واعمالها وخططها وتحقيق أهدافها،  وتترك كلُّ واحدة منا أينما تضع نفسها بمحض إرادتها،  وتسمي الاشياء بمسمياتها وتستطيع كلُّ امراة أن تكون أفضل الجميع وافضل من الأخرى بالكيفية التي تناسبها وتتفق معها،  لكن بدون ضرر ولاضرار،  ولننظر ماذا فعلن الليبيات والسوريات اللواتي جئن بعدنا والتونسيات واللبنانيات والمصريات والعراقيات اللواتي سبقنن،  لديهن من المشاكل والقضايا و الخلافات الكثير،  لكن بالمقابل هناك إنجازات تحققت وتتحقق وستتحقق، إلا اليمنيات شمالًا وجنوبًا “انظر تقارير الأمم المتحدة ووكالاتها… وغيرها واسمع إلى مايقلنه حتى التحالف العربي عنا”.
 أدرك بأن الأن كلُّ امرأة ومنظمة نسوية… وغيرها،  ستفكر مليًا قبل أن تختارني في أي نشاط يخصُ منظمتها،  وهناك من سيتجملن لإرسال المقالة ربما إلى رئيسة منظمتي لغرض في أنفسهن،  ومعظمهن بداعِ المحبة التي تملأ حنايا النساء،  فهكذا نحن نحب بعضنا البعض،  يالسخرية حتى محبتنا لبعض قاتلة، ونسمح لذواتنا بتقرير مصير بعض، وننسى بأن الله يرزق من يشاء بغير حساب في كلُّ شيء وأي شيء….وهناك الكثيرات ممن تمثلهن هذه المقالة وتعرضن لما أتعرض وتعرضت له،  ويمتن غريبات في وطنهن.
و حسبي الله ونعم الوكيل.
أخبار ذات صله