fbpx
تحركات أميركية في المهرة تربك الحوثيين
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب
– تثير التحركات الأميركية في محافظة المهرة قلق جماعة الحوثي التي لطالما استفادت من الموقع الجغرافي للمحافظة الجنوبية للحصول على الأسلحة المهربة إليها من إيران برا وبحرا.

ومثلت محافظة المهرة الساحلية على مدار السنوات الماضية نقطة رئيسية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين بواسطة حلفاء محليين في المحافظة وأيضا من خلال شبكات تهريب تنشط من داخل سلطنة عمان.

ودفع هذا الوضع على ما يبدو قيادة القوات المشتركة البحرية المنتشرة في المياه الدولية بخليج عمان وبحر العرب بقيادة الولايات المتحدة إلى التحرك لتأمين هذه النقطة ومساعدة الجهات المختصة والتحالف العربي لتأمين الشريط الساحلي والبري للمحافظة الجنوبية.

وزار وفد أميركي بقيادة قائد الأسطول الخامس الجنرال كوبر، مؤخرا محافظة المهرة، حيث التقى بالسلطات المحلية ممثلة في المحافظ محمد علي ياسر، ورئيس مصلحة خفر السواحل اللواء الركن خالد علي القملي، وذلك في مقر التحالف العربي بمدينة الغيضة (مركز المهرة).
وناقش اللقاء بحسب السلطات المحلية في المهرة “جهود مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون والتنسيق وبناء القدرات لمصلحة خفر السواحل للإسهام في تعزيز الأمن البحري وحرية الملاحة الدولية في المنطقة، خاصةً مع استمرار إيران في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وتصديرها لشحنات السلاح النوعي لميليشيا الحوثي، والتي كان آخرها السلاح الإيراني النوعي الذي ضبطته البحرية البريطانية بتاريخ الثالث والعشرين من فبراير الماضي في خليج عمان وهو في طريقه إلى السواحل ”.
وكانت البحرية البريطانية قالت في بيان في وقت سابق إنها عثرت على قارب قبالة شواطئ عُمان الشهر الماضي يحمل شحنة أسلحة تضمنت صواريخ مضادة للدبابات ومكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى. ويُعتقد أن الأسلحة كانت متوجهة إلى المتمردين في اليمن.
وجاء الكشف عن العملية بعد أسابيع قليلة من إحباط البحرية الفرنسية بمساعدة نظيرتها الأميركية لشحنة أسلحة أخرى تضمنت بنادق وصاروخا مضادا للدبابات.
من جهتها أعلنت القيادة المركزية للقوّات البحرية الأميركية، في بيان، أن زيارة وفدها إلى محافظة المهرة “كانت بغرض مناقشة جهود الأمن البحري الإقليمي، والفرص المستقبلية لتعميق التعاون البحري الثنائي متعدّد الأطراف”.
ونقل موقع القيادة المركزية عن الأدميرال براد كوبر قوله إنه التقى، خلال الزيارة، قيادة قوّات خفر السواحل المشاركة في تدريبات مكافحة القرصنة متعدّدة الأطراف، وقال إن “التعاون الثنائي بين الطرفَين ساعد في اعتراض ومصادرة الأسلحة والذخيرة غير القانونية في البلاد”. وأشار إلى أن اللقاء ناقش “إطلاق دورة جديدة لعمليات القوارب الصغيرة، لأفراد خفر السواحل ، لتعزيز قدرة الشركاء وقابلية التشغيل البَيني”.
ويرى متابعون أن زيارة الوفد الأميركي إلى المهرة تحمل دلالات سياسية عميقة، بالنظر إلى وزن هذا الوفد الممثل في قائد الأسطول الخامس، وأيضا الإعلان الرسمي عنها، حيث عادة ما تتكتم الولايات المتحدة عن مثل هذه الزيارات إلى المحافظات.
ويشير المتابعون إلى أن الهدف المعلن حتى الآن هو التصدي لعمليات التهريب الإيرانية، لكن من غير المستبعد أن تتحول المحافظة إلى قاعدة عمليات أميركية متقدمة بالنظر إلى الأهمية الجيوستراتيجية للمحافظة.
ويلفت المتابعون إلى أنه ليس من الواضح بعد موقف عمان من هذه التحركات، وهي التي لطالما عدت المحافظة حديقتها الخلفية، في المقابل فإن هذه الزيارة الأميركية أربكت بشكل واضح الحوثيين، وهو ما يظهر في ردود أفعالهم المتشنجة .
ويشير المتابعون إلى أن التحركات الأميركية في المهرة يبدو أنها مثلت أحد الأسباب في تعثر المفاوضات الجارية بين الحوثيين والسعودية برعاية من مسقط.
وندّد مجلس الوزراء في حكومة مليشيا الحوثي بـ”الوجود الأميركي – البريطاني – السعودي في محافظة المهرة”، واصفا إياه بـ”عدوان واحتلال سافر وانتهاك لسيادة الجمهورية اليمنية”.
وقال المجلس الارهابي إن “استمرار الوجود المباشر للقوات الأميركية والبريطانية والسعودية في المهرة وبقية المحافظات الواقعة تحت الاحتلال لا يخدم جهود إحلال السلام في اليمن، ولا الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.

 

 

أخبار ذات صله