fbpx
الحراك الاجتماعي … بقلم / الشيخ عبدالرب السلامي
شارك الخبر
الحراك الاجتماعي … بقلم / الشيخ عبدالرب السلامي


مالم يكن للثورة مسار اجتماعي موازى للمسارين الجماهيري والسياسي، ومالم يصاحب الحراك الثوري حراك اجتماعي بناء فان حالة من الهدم اللامقصود لتطلعات الجماهير ستحصل ولاشك، وستصبح الثورة في لحظة تاريخية ما امام عقبات اجتماعية كبيرة كفيلة بوأد الثورة وقتل معنويات الثوار..
فالبشر هم البشر لن يصبروا طويلا على تهديد مصالحهم الحياتية الضرورية دون بارقة أمل عاجلة في الأفق، والشعوب لن تتحمل التوقف المستديم للتنمية، وقد تثور في لحظة تاريخية حرجة ضد الحاضر البائس والمستقبل القاتم حتى وان كان ذلك الحاضر منجزا من منجزات الثورة الأولى، فكم من ثوارات في التاريخ فشلت في تحقيق اهدافها بعد ان طال عليها الأمد فقسى قلبها النابض باحلام الثورة وتحولت تطلعات الجماهير الهادرة من المثال الى الواقع ومن المستقبل الى اللحظة ومن الحلم الى الممكن.
ان الثورة الجنوبية باتت في ظل الظروف المعيشية الصعبة للسكان وانفلات الحالة الامنية للبلاد وتدهور الخدمات الضرورية وتوقف عجلة التنمية -لاسيما في المناطق شبه المحررة من سلطة الدولة- باتت في أمس الحاجة الى حراك اجتماعي يتكامل مع الحراك الثوري والحراك السياسي، يوازيهما في المسار ويختلف عنهما في الوسائل و الأدوات ويلتقي معهما في الغايات.
حراك ينطلق من قلب المجتمع ويتكامل مع كل تكويناته، حراك ينطلق بصمت الالسن وحركة الجوارح وهدوء المشاعر وسلمية الادوات.
ان اقامة التجمعات الشعبية وتشكيل المجالس الاهلية والجمعيات الخدمية والمنظمات المدنية ولجان الاصلاح الاجتماعي واحياء رسالة المسجد التكافلية واحياء شعيرة الحسبة المجتمعية والجهود الشعبية المساعدة في حفظ امن الناس ومصالحهم الضرورية والاستثمارات التعليمية والصحية والخدمية والتنموية كل ذلك ونحوه من وجوه الانشطة التضامنية هو الذي نعنيه بالحراك الاجتماعي، والله المستعان..

أخبار ذات صله