fbpx
خدعونا فقالوا.. “ثورة” !!

أقنعوا الناس بكلِّ بساطةٍ أنهم معهم ، ومع الثورة حتى النخاع ، حتى وإن دخلت جُحر ضبٍّ لدخلوها معهم ، صدَّق الكلُّ لوهلةٍ – عن حُسن نيَّةٍ طبعاً – ما كانت تأمُله أنفسهم ، وصار البُسطاء يرسمون لوطن ما بعد الثورة ، لم يعلموا أن هنالك خطرٌ محدقٌ ، يتهدَّدهم وثورتهم في كلَّ وقتٍ وحين ، ولم يعلموا أيضاً أنه مهما تغيَّر الوضع والحال ، وأنَّه في كل زمانٍ ومكان من جنبات هذا الكون ، هناك أناسٌ يفكِّرون بأنانيَّةٍ بالغةٍ وبعقليَّة التاجر المحضة ، لا يرون أصوات الناس إلا قرع دنانير تتهتزُّ أمامهم ، لا يستطيعون مقاومة لعابهم الذي يسيل في كل اتجاهٍ ، بحثاً عن فريسة هنا أو هناك .

 وكذلك كان يفعل تجَّارنا ، يفكِّرون بعقليَّة ” تُجَّار السلاح” ، إذا لم توجد حرب انتهت مهنتهم ومصالِحهم ، ومن أجل أن يعتاشوا – لا أعاشهم الله – يجب أن يصتنعوا بيئاتٍ ملائمةٍ لفوضى خلاَّقةٍ تناسب الوضع الذي يبتغونه لأنفسهم  ؛ من أجل ضخِّ كميَّاتٍ كافيةٍ من الأموال إلى جيوبهم الفارغة ، إلا من غباء بعض مَن صدَّقهم وإن بحسن نيَّة  ، هم ذا اليوم يريدون رضاعة ثديي الدولة “الحلوبة” والطيبة أكثر مما نتصوَّر، والدولة بدورها لا تمانع أبداً في ذلك ، ولكن هذه المرَّة من رأسها ، والرأس لا يُحلَب إلا شيئاً آخر “أحمر” كما تعرفون ! ، دراكوليو الثورة نسميهم إذن ، هذا اللقب يليق بهم تماماً .

 هذا كلُّه لدفع فاتورة جشعهم ، والملايين المملينة بالدولار هذه المرة – إن صحَّ التَّعبير- مقابل كلَّ طلعةٍ قاموا بها مع الثورة ؛ لا فرق بينهم وبين “حلف النَّاتو” وطلعات طائراته وصواريخه في الثورة الليبية فكلُّهم “شُغاة” ، آخرها ما سمعناه عن تعويض شركات الاتِّصالات التَّابعة لبعض هذه الأطراف ، هذا غير ما سبق من بلعٍ وهضم وبلاوي “متلتلة” وأعتذر هنا إذ “أسرق” هذه اللفظة المصريَّة فهي أخَّاذة وتليق بعهرهم .

معتوهٌ وأبلهُ من يُصدِّق أنَّ “الذئب يتوب أو يتورَّع للحظةٍ عن أكل النِّعاج والأغنام ” ، وفي الأخير علامة تعجُّب من الحجم الكبير، وكالعادة فلن تساوي حجم طموحاتهم وتطلُّعاتهم  المشروعة في نظر البعض ، فهذه حقوقهم والثوار الأبرار الذين قتلوا في أنصاف الميادين ، وتأوُّهات وتلوِّيات الجرحى القابعين في بيوتهم ينتظرون قيمة حبَّة مسكِّنٍ لألمٍ تدفع ثمنه اليوم باهضاً ، وسنضلُّ دائماً نردِّد على الأسماع من أجلهم فقط “ليتهم لم يخرجوا .. ليتهم لم يخرجوا” .. ليس لديهم صميلٌ وطنيٌ معترفٌ به دولياً ، أو إقليمياً ، أو على الأقل عند هذه الحكومة العوراء والعرجاء ، وحكومتنا المبجَّلة أوشكت أن تصيب الثورة بمقتلٍ ، أو أنَّها قد فعلت ..  “إنا لله وإنا اليه راجعون ، ولا نقول إلاَّ ما يُرضي ربنا”..!!!