fbpx
الرئيس المصري يستكشف آفاقا آسيوية مع تركيز على الهند
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب
لفتت الجولة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كل من الهند وأذربيجان ثم أرمينيا أنظار المراقبين، وسط تساؤلات عما إذا كانت نوعا من دبلوماسية العلاقات العامة التي يجيدها بعض الزعماء في المنطقة العربية، أم أنها تنطوي على أهداف إستراتيجية محددة، بالتوازي مع علاقات القاهرة التي بدأت تزدهر مع باكستان العدو اللدود للهند. كما أن زيارة أرمينيا بعد أذربيجان عكست رغبة في ضبط الموقف منهما.

وكانت مصر والهند من أهم ركائز حركة عدم الانحياز في ستينات القرن الماضي، قبل أن تقرر القاهرة المراهنة بشكل كبير على الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة.

وبدا الجانب الاقتصادي ظاهرا في الجولة التي اختتمت الأحد، إذ تسعى القاهرة لجذب استثمارات هندية إليها والاستفادة من خبرة نيودلهي في مجال زراعة القمح الذي حققت منه الهند بعدد سكانها الهائل اكتفاءها الذاتي، بينما لا تزال مصر تبحث عن طريقة لسد العجز بعد انكشافه عقب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتوقف استيراد القمح منهما مؤقتا.
ولدى أذربيجان إمكانيات اقتصادية كبيرة وواعدة في مجالات متباينة يمكن للقاهرة أن تستفيد منها كي لا تصبح رهينة لدول محددة عند استيرادها المواد الغذائية أو الطاقة.

وأكدت جولة الرئيس المصري الآسيوية أن بلاده، التي تواجه برودا ملحوظا في مسألة التمويل من حلفائها الخليجيين، حريصة على إحداث توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية، الأمر الذي كشفته تجليات زيارة الدول الثلاث مؤخّرا.

وفي الوقت الذي نمت فيه الروابط بين مصر وباكستان، وهي على وشك أن تشهد المزيد من الازدهار الاقتصادي والعسكري، وكان من المنتظر أن يقوم السيسي بزيارة إلى إسلام آباد وتأجلت بسبب الأزمة التي عصفت بحكومتها، جاءت زيارة نيودلهي لتؤكد أن القاهرة حريصة على التوازن بينهما، وعدم الانحياز إلى طرف على حساب آخر.

وتنطبق هذه النتيجة أيضا على زيارة أرمينيا بعد أذربيجان، حيث أرادت القاهرة منع إخضاع الذهاب إلى الثانية لتفسيرات الصراع حول إقليم ناغورني قره باغ المعقدة، ولذلك بدا السيسي في يريفان كأنه يؤدي زيارة بروتوكولية.

وأوضح الخبير في الشؤون الآسيوية محمد إبراهيم الدسوقي أن زيارة السيسي إلى أذربيجان لها علاقة بمحور الطاقة، فهي من أبرز الدول المنتجة للغاز والنفط، ومصر تسعى للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة، كما أن باكو تريد دخول مجال الطاقة الخضراء عبر مد خط أنابيب في البحر الأسود لنقل الكهرباء إلى جورجيا ورومانيا، والاستفادة من الظروف البيئية الجيدة التي تمنحها وفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث تُبدي القاهرة اهتمامًا بهذا المجال.

وأشار إلى أن “القاهرة تريد شراكات بين القطاعين الخاصيْن في البلدين لتدعيم التعاون الاقتصادي والتجاري وألا تقتصر على المستوى الرسمي، وهناك فرصة للاستفادة مما حققته أذربيجان من طفرات في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الدوائية والسياحة”.

ويقول متابعون إن زيارة الهند هي جوهر جولة السيسي الآسيوية من حيث المناسبة والمخرجات، حيث انطوت على مزايا تصب في مسار تعزيز العلاقات المشتركة ونقلها إلى فضاء إستراتيجي اعتمادا على ما حوته من رمزية سياسية واضحة.
واحتفلت الهند الخميس بمناسبة ذكرى دخول دستورها حيز التنفيذ عام 1950، وشملت المراسم عرضا عسكريا كبيرا حضره السيسي كضيف شرف رئيسي.

وتميل نيودلهي إلى اختيار القادة الأجانب الذين يعتبرون ملهمين ومهمين لمصالح سياستها الخارجية، وركزت في الآونة الأخيرة على ممثلين من البرازيل وجنوب أفريقيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وتعد الهند ثالث أكبر سوق تصدير إلى مصر التي تهتم بشراء طائرات مقاتلة هندية، كما تسعى نيودلهي للاستفادة من موقع مصر الجغرافي المهم في التجارة العالمية، وعلاقة القاهرة الوثيقة مع كل من السعودية والإمارات، وهما من أقرب شركاء الهند في المنطقة.

وقررت القاهرة ونيودلهي خلال زيارة السيسي رفع علاقتهما إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، ما يدعم أحد أهداف السياسة الخارجية الحالية للهند في استخدام علاقاتها الثنائية لمتابعة التعاون مع الدول الأخرى.

ويُعد الشرق الأوسط مصدرا محوريا لواردات الطاقة الهندية ودعم البنية التحتية وموردا رئيسيا للتقنيات الزراعية الموفرة للمياه.

ويمنح الشرق الأوسطُ الهندَ فرصا جيدة لإظهار نفوذها الدبلوماسي والتزامها بالتعددية في مناطق خارج آسيا، وتتطلع إلى استخدام رئاستها لمجموعة العشرين لتكون بمثابة جسر بين الاقتصادات الغنية والدول النامية.

أخبار ذات صله