fbpx
مؤتمر واشنطن، يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي.

 

بقلم/ علي عبدالله البجيري
مسكين الشعب اليمني، يتنافسون عليه من كل حدب وصوب، فهاهم من يعملون على صنع مأساته واخرون يتربصون سقوطه، وهاهم كثيرون من ينتظر للانقضاض عليه، حتى أن كيانات وبعض شخصيات سياسية، نجدهم قد تحولوا إلى أدوات لهؤلاء الطامعين، لا يهمهم إلا مصالحهم التي تفرض عليهم التبعية، والإنقياد كقطعان الماشية، يتحكم بهم وبمصيرهم قانون العرض والطلب لسوق النخاسة .

‏قبل أيام سخُر الإعلام الإخواني قنواته واقلامه لتسويق مخرجات مؤتمر واشنطن الذي عقدته مؤسسة توكل كرمان يوم الاثنين الماضي ٩ يناير الحالي، باعتباره مؤتمر يدعو الى انهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.
‏لن أخوض في المزيد من التفاصيل عن هذا المؤتمر واهداف من يقف خلفه والمستفيدين منه، ولكنني سألخص في ما تم رصده حول هذه الفعالية الاخوانية على النحو النالي:

اولاً..التمويل خليجي، والأدوات المنفذة يمنية اخوانية، والحضور هم من طالبي الرزق. والرسالة إمريكية موجهة الى التحالف العربي والشرعية. الأخ الوزير خالد اليماني كان هو الوجه الجديد في الحلبة، وكنت اتمنى ان تكون كلمته للتاريخ وليس لإرضاء من حوله، وفي كل الأحوال الوزير خالد اليماني رجل نزيه لم يتلطخ بفساد الشرعية، ولكن كلمته لم تكن موفقة واتمنى عليه ان يراجع خطاباته كممثل للجمهورية اليمنية في الأمم المتحدة وكذا لقاءاته الصحفية ومقابلاته التلفزيوية كوزير للخارجية اليمنية، لاكتشاف كيف كان موقفه؟ واين وضع نفسه اليوم .

ثانياً.. المؤتمر سجل موقف سياسي ضد التحالف العربي والشرعية، واعتبره كثير من السياسيين اليمنيين بأنه يحمل موقفا اكثر صراحة وتحدي، متحاملا على التحالف العربي وما قام به من تصدي للمد الايراني في المنطقة. وانا هنا لا ادافع عن قوات التحالف وابرر لها ما ارتكبته من أخطاء ، الا ان ما مثله مؤتمر واشنطن يشوبه الكثير من الشكوك. وبالرغم من أن المشاركين هم من قيادات الشرعية اليمنية التي طالبت بتدخل قوات التحالف العربي، ومنهم نائب رئيس الوزراء عبد العزيز جباري وصالح الجبواني وزير النقل، وغيرهم من القيادات النافذة في الشرعية اليمنية، نجدهم اليوم يتصدرون المشهد لادانة دول التحالف العربي، وكما يبدو ان مواقفهم المستجدة هذه ما هي الا محاولة لاختفاء تورطهم بالفساد المالي وإثارة النزاعات الداخلية اثناء تبوئهم المناصب، علاوة على البوح بالولاء والانحياز الصريح لخدمة الاجندات الإخوانية. وبدون أي خجل قاموا بتصفير العداد وقلبوا الحقائق وراحو يبحثون عن من يدفع أكثر وأفضل مما كانوا يحصلون عليه من الشرعية وفي الحقيقة لم أجد ما اصفهم به غير ما قاله” الكاتب والأديب العربي الذي عاش قبل الف عام، بديع الزمان الهمداني: « بعض الناس خداعاً إلى جانب خداع ( يأكلون) مع الذئب ويبكون مع الراعي».

ثالثاً.. مراقبون سياسيون للوضع اليمني وصفو تلك الشخصيات التي شاركت في المؤتمر بأنها تريد تقديم أوراق اعتمادها للإدارة الأمريكية بأنها مع السلام وضد التحالف العربي، مستغلة الظروف الدولية والتبيانات بين الدول الخليجية وخاصة المملكة والإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وبرز ذلك واضحا في الدعوة إلى تشكيل قيادة يمنية جديدة، وكأن الحل للازمة يكمن في تغيير القيادة وليس البحث في جذور الازمة وهذا يعني عدم الاعتراف بالمجلس الرئاسي الذي تشكل بموجب اتفاق الرياض في أبريل العام الماضي.

‏رابعاً.. توقيت انعقاد مؤتمر واشنطن جاء متوازي مع تحركات مكوكية ومشاورات سياسية خليجية-امريكية باتجاه صنعاء، يصفها البعض بانها تدشين لمرحلة جديدة من النشاط الخليجي المعارض للتحالف العربي – وإعادة الحياة إلى أخوان اليمن الذين كان حضورهم متصدر للمشهد السياسي في مؤتمر واشنطن..

خامساً..الواضح أن عقد المؤتمر في العاصمة الامريكية يُراد منه توجيه رسائل سياسية، تمهد الطريق لمشروع الحل النهائي، يتم أعداده على نار هادئة، ولا يستبعد ان يصدر من أمريكا وحلفاؤها. وحتى لا يقال أننا نعترض على الحل السياسي، فإننا نرحب باي جهود دولية لحل الأزمة على أن تكون مبنية على المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الامن الدولي، مع مراعات الواقع على الارض، لاسيما فيما يتعلق بالجنوب وشعبه.
ختاما.. على ضوء ما أشرنا إليه أعلاه يطرح سؤال بالغ الاهمية، هل أرادت أمريكا والداعم الخليجي للمؤتمر التمهيد لمشروع يجري تداوله، أم أن الهدف إرسال رسالة للتحالف العربي بان عليه ان يتهادن مع الطرح الامريكي، ما لم فإن استخدم القضية اليمنية هو المدخل لزعزعة الأمن والاستقرار في عمق بلدانها، فهل هذا جرس إنذار وتحذير لمواقف سياسية قادمه ؟الجواب سنراه على الأرض في قادم الأيام .