fbpx
الاخوان وتعطيل الاستثمار في الجنوب !
شارك الخبر

 

ادونيس الدخيني

 

كل البلدان ترحب بالاستثمار الخارجي وتسعى إلى استقطابه باستثناء بلادنا، تنظر إليه على أنه احتلال ونهب الثروة، وهي طبعًا مشكلة حولت البلاد إلى بيئة طاردة للاستثمار. صادق مجلس الوزراء, قبل أيام على مشروع ميناء قشن للتعدين في محافظة المهرة، فعادت عديد وسائل إعلامية ونشطاء وصحفيين وكتائب إعلامية كاملة للهجوم على الإمارات، ومماسة السفاهة مجددًا.
لم يذكر خبر المصادقة أن الشركة إماراتية لا من قريب ولا من بعيد، وبحسب وزارة النقل، الشركة التي حصلت على العقد هي أجهام للطاقة والتعدين، شركة يمنية حاصلة على كافة التراخيص من الجهات المعنية لمزاولة مهامها ومملوكة لمجموعة من المستثمرين من الجالية يمنية من أبناء يافع. لكن الأمر قده بالنسبة لكل هذه الكتائب الإعلامية هي عقده.
وحتى إن كانت شركة إماراتية فما المشكلة؟ هي عقود واتفاقيات محددة البنود والشروط. في كثيرٍ من البلدان، كان الاستثمار الخارجي سواء كانت شركات أو دول، واحدة من عوامل نهوض هذه البلدان إقتصاديًا.
ذات الوسائل، قبل أعوام شنت هجومٍ مماثل تحت نبأ تمديد أنبوب نفط سعودي عبر محافظة المهرة، مارست الوسائل نفسها والكتائب ذاتها التسفية والهجوم ذاته، وتصويره كما تصور في الأثناء اتفاق مشروع ميناء قشن للتعدين على أنه احتلال، قبل أن تنشر صحيفة الشرق الأوسط خبرًا أفاد ببحث الرياض مع مسقط مسألة تمديد أنبوب للنفط، لم يقل هناك أحد أنه احتلال، لأن هذا المرض ليس موجود هناك، إنما هو امتياز خاص باليمن الذي يعيش أسوأ الظروف وهو بحاجة استثمارات ودعم يساعده في النهوض.
سأقول هنا، لولا التحالف العربي وفي المقدمة السعودية والإمارات، كان ثلاثين مليون يمني يحجون مجبرين حول قبر الصريع المقبور الهالك المدعو حسين الحوثي. كل المحافظات اليمنية تهاوت أمام ميليشيات الحوثي الإرهابية قبل تدخل التحالف، باستثناء محافظة الضالع هي الوحيدة التي صمدت وقاومت وخاضت المعركة بمفردها، ولم ينال كل الانهيار الذي عم مختلف المحافظات اليمنية، من عزيمتها وقرارها في خوض المعركة. وكل المقاومات التي اندلعت لاحقًا، كانت بدعم من التحالف العربي، وحتى اليوم.
وفي كل معركة حضرت الإمارات أنجزت. من عدن إلى تخوم مدينة الحديدة غربًا، وشرقًا، حتى حضرموت التي حررت من تنظيم القاعدة، إلى جانب محافظة مأرب وشبوة، والأخيرة مرتين، الأولى قبل عدة أعوام والثانية قبل عام، عندما سيطرت ميليشيات الحوثي الإرهابية على مديريات عين وعسيلان وبيحان في ظرف أيام دون أي قتال مع القوات الحكومية التي تقودها قيادات من حزب الإصلاح، قبل أن يستعيدها عمالقة المقاومة الجنوبية. وفي أقدس معارك اليمنين، قدمت أعلى ما تملك. روات تراب بلادنا دماء العشرات من ابناءها وهي تساند أشقاءها اليمنيين في عدن، ومأرب، والساحل الغربي إلى أبواب مدينة الحديدة.
ولا يجد اليمن في الأخير، سوى هؤلاء وهو يعيش في أسوأ مراحله مضاف إليهما مصر والكويت. يجدهم إلى جانبه في مساندته عسكريًا، وإقتصاديًا، وتنمويًا. خلال العام الماضي، عشرات المشاريع التنموية والإغاثية، بما في ذلك، مشروع إنشاء مطار المخا الدولي، وشق وسفلتة طريق تربط مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي بمدينة المخا، و15 مشرعًا مياه في محافظة حضرموت، وعشرة مشاريع تطويرية لقطاع المياه والصرف الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، ومشروع إنشاء سد حسان في محافظة أبين بتكلفة قدرها مئة مليون دولار، ومشروع تزويد العاصمة عدن بمحطة طاقة شمسية بقدرة مئة وعشرين ميجا.
ضف إلى ذلك، مليار دولار مقدمة دعمًا للإقتصاد اليمني، وقد وصل منها مليار ومئتي مليون درهم إلى حساب البنك المركزي، وفق تأكيد رئيس الوزراء معين عبدالملك في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل أسابيع. وقبل كل هذه، عشرات المشاريع في مختلف المجالات خلال سنوات الحرب الماضية.
وإذا كان هناك مشاريع استثمارية فهي لمصلحة البلاد لا ضدها، ولابد من التحرر من المرض والوهم الذي نعيشه، ونشاهد تجارب البلدان كيف نهضت، بدل الغرور بالذات، وكما يقال “والخط فاضي”.
أخبار ذات صله