fbpx
فقيدنا النجيب !

 

كتب – عادل حمران.

الايام التي كنت اقضيها بجانب عمي نجيب في مركز الامل للاورام كانت من اقسى ايامي على الاطلاق، اتذكر بانه سافر مصر ورجع بعد ان اخبره الاطباء بأن الورم بدا ينتشر في معدته و يحتاج قص المعدة، كان يسمع كلام الدكاتره ويثق كثيرًا باقوالهم.

قال لي بعد عودته بان الطبيب المصري الذي كشف عنه، بارك خطواته في تنفيذ العملية واستئصال الورم وانه سيخضع الى جرعات الكيماوي ثم سيكون بخير وسيعود تدريجيا الى حياته السابقة التي كان يعيشها ومن يعرف العميد نجيب الجوبعي يعرف حياته وتفاصيلها لقد كان استثنائي بشموخه وقيمه وصدقه وصراحته وكانت لكلمته صدى ولصوته هيبة ولوجوده ثقل وغيابه لن يغطيه أحدًا سواه.

كنت متفائل من تفائله وكنت اقضي جل وقتي بجانبه حتى كان يخبرهم ويقول ابني ومن كثر حبي له كنت اتباها كثيرًا به وابتهل الى الله ان يمنحه العافية، وفي ذات ليلة كنت اقف بجانب مركز الامل حيث يخضع لجرعات الكيماوي بمستشفى الجمهورية ومع الفجر دخلت الى غرفة الطبيب المناوب وكلي امل بان عمي نجيب سوف يخضع لكم جرعة وحينها سنغادر بعد ان نقضي على السرطان وننتصر جميعًا، قلت له دكتور لم يبقى لنا سوى جرعات قليلة وسنغادر قال لي نعم الحمد لله قلت له يعني خلاص سيعود كما كان وسينتهي منه الورم استغرب من سؤالي وقال لي صعب حتى امريكا رغم تطور الطب عندهم بشكل كبير الا انها ماقدرت تخترع علاج جذري للسرطان.

كان جوابه بمثابة كف كبير بعثر ملامحي، تسمرت في مكاني وانا اخبره بالطبيب المصري اخبرنا بذلك كنت اكلمه ودموعي تنهمر نظر نحوي بشفقة كله بيد الله يا ابني كنت اشعر باننا خُذلنا وان كلمات الاطباء مجرد كلمات لرفع معنويات المريض وليست لنا جميعا، خرجت ابكي بكل دموعي وانكسرت من قاع قلبي، حسيت انه بنفقد عمي نجيب باي لحظة رغم حبه لنا وللحياه وتشبثه فيها حتى رمق حياته الاخير، كان يحب الحياه جدا ويحب الناس ويحب ثوان حتى وجسمه ممتلى بالتعب والمرض كان حريص على اصلاح ذات البين وتحفيز الناس لكل شيء وتجلس معه يحسسك ان الامور كلها على ما يرام.

وفي نهاية ذلك العام الحزين ارتفعت روحه الى الله كانت نهاية حزينة ومؤلمة جدا لم ننساه قط ومع اقتراب نهاية كل عام اتذكر ذلك الوجع الكبير الذي صعقنا به حين قالوا عظم الله اجركم عمك نجيب مات .. صدمة الخبر مازالت تسكن قلبي حتى اليوم كان مختلف لا يشبه الا نفسه وكنا في اشد حاجتنا له وكلما جاء عام افتقدناه اكثر من قبل عزاؤنا فيه بانه الان بجوار ربنا الكريم الرحيم وانه باذن الله في مكان اجمل بعيد عن وجع الحياه ومشاكل وخلافات الناس التي كانت تاخذ جزء كبير من حياته وصحته وتفاصيل ايامه .. رحمك الله واسكنك فسيح جنانه!

 

#عادل_حمران