fbpx
حرب عالمية لعشر ساعات

 

كتب – د. عيدروس نصر النقيب.

على مدى اكثر من عشر ساعات اوشك العالم ان يعيش الحرب العالمية الثالثة، بسبب صاروخين سقطا في الاراضي البولندية، واأسفرا عن مقتل شخصين مع بعض الاضرار المادية.

بيد إن القيمة المعنوية لهذا الحدث هي الاهم، فبولندا عضوٌ في حلف الناتو، وأي دخول لها في الحرب يعني الدخول المباشر لحلف الاطلسي وبالتالي الذهاب باتجاه حرب عالمية ثالثة، وفي هذه الحالة كان سيعني ان نهاية العالم قد أوشكت.

كان الممثل الكوميدي فلاديمير زيلينسكي، وهو رئيس اوكراينا اكثر المتحمسين لتحريض حلف الأطلسي وكل العالم ضد روسيا باعتبارها هذه المرة اعتدت على دولة عضوٍ في الناتو، وقال حرفيا ما معناه إن المستهدف من هذين الصاروخين هو حلف الناتو وعلى الناتو ان يتحرك.

لم تمض ساعات حتى جاء التصريح الصاعق لزيلينسكي على لسان الرئيس الامريكي جو بايدن ، صانع هذه الحرب وبطلها الاول ومن مقر إقامته في جزيرة بالي الإندونيزية الجميلة حيث يشارك في مؤتمر مجموعة العشرين (G20)، إذ قال (بايدن) إن المعلومات المتوفرة تفيد بأن الصاروخين اوكراينيين اطلقا لاستهداف صاروخ روسي،

هل هذه هي الحقيقة كلها؟؟!!

نائب رئيس مجلس الدفاع  الروسي ديميتري ميدفيدييف كان قد اتهم  اوكراينا بإطلاق هذا الصاروخين بهدف جر الاطلسي للدخول المباشر في الحرب بعد دخوله غير المباشر.

وهكذا يأتي الكشف الجزئي عن هذه الحقيقة ليؤكد مجموعة من الحقائق الأخرى التي قد لا يعترف بها اليوم اساطين حلف الحروب والعدوان واهمها:

١. إن الصاروخين أوكراينيين وإن الاتهام الروسي لأوكراينا بمحاولة استدراج الأطلسي لخوض حرب عالمية ضد روسيا لم يأت من فراغ، أما القول بأن الصاروخين أطلقا للتصدي لصاروخ روسي، فهو مجرد محاولة للتخفيف على زيلينسكي من الإدانة العالمية.

٣. إن حلف الاطلسي ومعه  الغرب  عموما لم يعد لديه الاستعداد الكافي لتحمل مغامرات زيلينسكي الكوموتراجيدية وأنه قد سئم دفع ضريبة هذه المغامرات الصبيانية الطائشة.

٣. إن زعيم الحرب نفسه (جو بايدن) يراجع خطواته المتهورة التي شجعت زيلينسكي ودفعته إلى سياساته المتهورة التي اوصل بها العالم إلى حافة الحرب العالمية.

٤. إن محاولة دفع روسيا باتجاه توسيع دائرة الحرب لتشمل دولاً أعضاء في حلف الناتو هي محاولات بائسة مآلها الخيبة والفشل، وإن روسيا تمتلك من الذكاء والدقة والمسؤولية ما لا يمكن لصبية السياسة في اوكراينا أن يدركوه ناهيك عن ان يجاروه.

حادثة الصاروخين التي اراد زيلينسكي من خلالها جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة تحولت إلى لعنة عليه وعلى مهندسي سياساته المراهقة  الخائبة ونقلت روسيا من موقع المتهَم (بفتح الهاء) إلى خانة (المتهِم)  بكسرها، الذي من حقه اتخاذ مزيد من العقوبات بحق الجاني الذي لم يتعلم من الخيبات التي انتجتها سياساته.