fbpx
حال المعلم في اليمن

طه بافضل

 

‏لم تعد مهنة التعليم محبوبة ومرغوبة في اليمن؛ فالنظام السابق أهان المعلم ولم يعطه المكانة اللائقة به؛ لا راتب مجزي ولا علاوات سارية المفعول ولا مواكبة لما يحدث من غلاء فاحش ثم جاءت الحرب الظالمة لتنهي ما تبقى من حياة وحيوية في هذه المهنة المهمة في بناء الوطن.
‏راتب المعلم ولا أشبهه بأي موظف آخر، فالمعلم مربي الجيل ومن على ظهره تسلّق كل الموظفين والمسؤولين كبيرهم وصغيرهم، راتب المعلم زهيد جدا فلا يكفيه اسبوعا واحدا إن كان صاحب أسرة متوسطة العدد، يعني أنه سيبحث عن دخل إضافي ليسد حاجته لبقية الشهر ولا يجد بل يظل في دوامة الديون المزعجة.
هذه الدوامة وهذا العمل الإضافي ينهك قوى المعلم ويضعفها مما تجعله تائها مهموما غير مركّز على عمله واتقانه وجودته وفوق هذا وذاك آلية العمل والطريقة الإدارية التي تسير به كثير من المدارس فتحمّل المعلم فوق طاقته وما لا يتناسب وأجرة عمله التي تنتهي بعد ثلاثة أيام من استلام راتبه.
في اليمن، يتآمرون على المعلم؛ في درجته الوظيفية وفي معاشه وعلاواته وحقوقه هذا من جانب السلطة أما أولياء الأمور فكل ما يحصل من خلل في مستوى ولدهم يحملونه المعلم وأما عوام الناس بين حاقد على المعلم وناقم ومستهزئ به ومستكثر عليه راتبه فالمعلم واقع بين فكي كماشة إما ممرضة أو قاتلة.
لهذا كنت ومازلت أنصح طلابي أن لا يسعون أو يتقدمون لنيل وظيفة المعلم إذا كان حال معلم كما وصفته آنفا، فهو سيقدّم جهدا وتعبا لن ينال أجرة تناسب ماقدمه فإذا تحسنت الأوضاع وتغير الحال فلعله ينال شرفها ومكانتها. يجب أن يرفع الظلم عن كاهل معلم جيل المستقبل لنضمن مستقبل رائع للوطن.
المؤلم حقا أن رواتب المعلمين في الدول الغنية المجاورة يفوق عشرات المرات راتب المعلم اليمني مع بساطة المنهج وسهولته وجودة العمل الإداري وتنظيمه والحوافز والعلاوات التي تجعل يوم عمل المعلم الخليجي ينتهي بعد الظهر ليتفرغ بعدها للخلود إلى الراحة والترفيه عن النفس يجدد نشاطه وقواه.
ختاما: أطالب أصحاب الفخامة والجلالة والسمو حكام دول الخليج العربي بالتكفل بصرف مع راتبه إعانة شهرية للمعلم اليمني بمقدار(2000ر.س)شأنه شأن العسكري المكفول من قبل التحالف العربي فالمعلم والله لا يقل شأنا من الضابط أو الجندي فهو في ثغر عظيم ومكانة مرموقة سامقة ومهمة عظيمة التأثير.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك