fbpx
الحرب الاوكرانية … أوروبا على شفا الهاوية النووية

كتب/ علي عبدالله البجيري
تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية اصبحت تشكل خطر ليس على منطقة الصراع بل على العالم كله. فهي يوما عن يوم تاخذ مسارات اكثر تطرفا وحده. تطورات أحداث الاسبوع الماضي هي وحدها تؤكد انه لا أفق لوقف الحرب ،خبراء السياسة والحرب يروا في أن التصعيد السياسي والعسكري بين روسيا والغرب اخذ منحى خطير، ومن احتمال أن صداماً واسعاً بين الجيش الروسي و حلف(الناتو)، ربما يقع، على الرغم من حرص الطرفين على التذكير دائماً بأنهما لا يرغبان في مواجهة كبرى، ولكن تمدّد الصراع يظل خطره قائم اذا استمرت سياسة رفض دعوات الحوار والبحث عن حلول سلمية لوقف الحرب وتداعياتها.
أما على صعيد العلاقات الدولية، فالأزمة الأوكرانية يمكن لها أن تؤدي الى قيام نظام دولي جديد متعدد الاقطاب كنتيجة لتحيز كل دولة مع هذا الطرف او ذاك وفقا لما تمليه عليها مصالحها. نظام دولي تكون من نتائجه مراعات التوازنات في القرارات الدولية ومنع التهديد بالسلاح النووي. هذا أن سلمت البشرية من النتائج الكارثية لهذه الحرب فيما اذا انزلقت الى حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها الاسلحة النووية لا قدر الله.
وفي اطار حلقات الصراع أقدمت روسيا، إلى أجرا استفتاء حول تقرير المصير في المناطق الأربع التي احتلتها، معلنة استقطاع نحو 100 ألف كيلومتر مربع (أي 20% من مساحة أوكرانيا. وتعليقا على نتائج الاستفتاء يقول اندريه كليموف رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية الروسي « انه «سيتعين على الغرب وأوكرانيا اتخاذ أحد الخيارين الصعبين، إما قبول حقيقة أن هذه أرض روسية، أو إدراك أنهم يقومون بعمليات عسكرية ضد موسكو مع كل العواقب المترتبة على ذلك»؟!

ومن واقع المتابعة للمستجدات نرصد ما يلي:

اولاً.. ردود الأفعال على الاستفتاء وضم المناطق الأربع إلى الدولة الروسية، لم تعترف به دول العالم وتعتبره واشنطن والدول الغربية، باطلاً، و«ينتهك القانون الدولي»
وكان رد الفعل الصيني لافتاً؛ إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين بين، إنه «يجب احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان» هذا الموف أدى إلى امتناع بكين عن التصويت ضد مشروع قرار لمجلس الامن يدين استفتاءات الانظمام إلى روسيا ،فما تخشاه الصين أن تتخذ أمريكا نفس القرار وتصادر في يوم من الأيام جزيرة تيوان الصينية. وهنا تكتشف المكاييل المزدوجة في العلاقات الدولية، فقد صادرت إسرائيل الأراضي الفلسطينية وضمت الجولان السورية ومدينة القدس العربية ولم يحرك العالم ساكنا؟!
ثانيا ..لقد تركت الحرب الأوكرانية الروسية آثارا عميقة على النظام الدولي الحالي” فاحداث بهذا الحجم تركت أثر كبير على علاقات الدول الكبرى. أدت إلى استنفار الدول الغربية وإعادة الحياة إلى حلف شمال الأطلسي، ومجلس الاتحاد الأوروبي”. فاللجؤ إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية، ومصادرة أصول البنوك الروسية أكثر من 350 مليار دولار إلقاء بظلاله، على الاقتصاد الروسي ومسارات عده منها الصادرات الروسية ورحلات الطيران، والتأمين على السفن الروسية في الممرات والمياه الدولية.
ثالثا..على صعيد أوربا الغربية فإن انتقال الحرب إلى عمق أراضيها مؤشر خطير، فالتسرب الناجم عن انفجارات في أنبوب الغاز نورد ستريم 1 و 2 هي التي تؤجج التوتر الجديد بين روسيا والغرب، ويتبادل الطرفان الاتهامات المبطنة. الرئيس الروسي اعتبر ما حدث « عمل إرهابي دولي». وحمل “النظام الانجلو سكسون مسؤولية هذا العمل الإرهابي”
رابعاُ..السيناريوهات المتوقعة خطيرة جدا وهي لا تتناقض مع بعضها فالدمار الشامل اهم عناوينها المطروحة، وفي سراديب العمليات الحربية ترسم خطط الحرب العالمية الثالثة، أما اللجؤ إلى السلاح النووي فليس من مصلحة أحد، بل سيشكل كارثة للبشرية أجمع . في كل الاحوال ومهما كانت الطريقة التي تنتهي بها هذه الحرب المجنونة فإن العالم تغير ولن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الروسية الأوكرانية.
الخاتمة..الواضح ان القياد الروسية وضعت خطوطها الحمراء للصراع مع “الناتو ” وأبلغت رسالة مفادها أن تجاوز هذه الخطوط الحمراء يعني حدوث مواجهة كبرى، طالما لا يتم احترام السياده ومبدأ الأمن المتوازن للجميع. ولذلك فإن المراهنة على هزيمة روسيا ستكون كارثية على العالم لوجود خيارات نووية تهدد روسيا باستخدامها وفقا لعقيدتها النووية.