fbpx
22 مايو عندما تحول “الحلم” الى “كابوس “

ايام قليلة ويصادف الذكرى  ” 23 ” لإعلان الوحدة اليمنية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ذكرى وحدة لم  تستمر سوء اقل من 4 سنوات قبل ان ينقلب عليها الطرف الشمالي ويجتاح الجنوب بقوة السلاح ويسرح اكثر من خمسين الف كادر ويدمر كل المؤسسات والمصانع في الجنوب ، ويعلن انهيار دولة النظام والقانون في الجنوب ويحولها بدولة الفوضة والرشوة والمحسوبية والعنف والارهاب .

توحد الجنوب مع الشمال وهو دولة يحسب لها الف حساب في المنطقة دوله منتجه يسود ربوعها الامن والامان ، للنظام والقانون فيها هيبه في القرى قبل المدن ، لا مكان للرشوة والمحسوبية ، الكل سواء امام القانون ، واستطاع النظام القبلي والديني ان يحول دولة الجنوب الى مجموعة قرى متناثرة وتفتقر الى ابسط الخدمات بما فيها العاصمة عدن التي تمتلك ميناء من اهم موانئ العالم

الوحدة اليمنية الحقيقة ناضل من اجلها ابناء الجنوب سنوات طويلة وهتفوا بها ولها لسنوات عديدة ، سعوا لأجلها وقدموا الغالي والنفيس حتى تحقق ” الحلم ”  لم يفكروا بالثروة ولا بالفارق السكاني الكبير كان كل همهم تحقيق الوحدة اليمنية ” الحلم ” لكن لأن احد اطراف الوحدة كان هدفه فقط مصلحته كعصابة تحكم شمال اليمن حولوا هذا ” الحلم ” الى “كابوس” وتحولت نواياهم تجاه الوحدة الى واقع مرير عاش فصوله شعب الجنوب اكثر من 20 عاماً من المعاناة والقهر والالم والفقر والبطالة و المرض .

ان القهر والشعور بالغدر والخيانة والذل والمهانة كان كفيل بتحويل ” الحلم ” الى “كابوس ” يغض مضاجعنا كل يوم وكل لليلة ، ان الوحدة التي طالما حلم بها الشعب في الجنوب واعتبرها حلم قد فشلت فشل ذريع باعتراف كل الاطراف ..

اليوم وبعد اعتراف كل الاطراف بفشل مشروع الوحدة لماذا يصر البعض على الاحتفال بها مثل ما نسمع عن التجهيز للاحتفال بعيد الوحدة في عدن وصنعاء وغيرها هل سيحتفلون بفشلهم الذريع وفشل مشروعهم ؟ ام سيحتفلون بمعاناة ابناء الجنوب وقهرهم وظلمهم ام بذكرى اغتيال الحلم الجميل

شعب الجنوب سيعلن وفاة وحدة 22 مايو بمليونيه هي الاضخم وهي استفتاء علني للإعلان فشل مشروع الوحدة والتخلي عنه في الجنوب بشكل طوعي وسلمي بعد ان قامت قوى التخلف والنهب في صنعاء بالقضاء على هذا الحلم .

من يتحمل المسؤولية التاريخية امام الاجيال وامام الشعوب العربية هو علي عبدالله صالح و اركان نظامه فهم من قتل الوحدة ومثل بجثتها بعد اغتيالها عمداً مع سبق الاصرار والترصد .. اما شعب الجنوب فقد دفع ثمناً باهضاً لهذه الوحده ولم يستفيد

منها غير الجهل والتهميش والقتل والموت والتشريد ….