fbpx
صور من هذا الزمان الأغنية الساخره والقضية الجنوبيه علي صالح محمد
وطأه  وشده المعاناه  تخلق في العاده صورا كثيره لأشكال الرفض والتعبير والمقاومة ، منذ حرب الضم والالحاق بالقوه  في  ١٩٩٤ فرض على الجنوب واقعا جديدا اهم عناوينه الطمس والتهميش، والاقصاء، والافقار، والنهب، والتدمي ر الممنهج   لكل مكونات الدولة الجنوبيه الماديه والبشرية، ليشمل ناموس الحياه السائد ومجمل القيم الجميله   ،الامر الذي خلق  بالمقابل أشكالا وصورا  لا تحصى ولا تعد من المعاناه  المستمره ، ومن صلب هذه المعاناه نشأت اشكال متعدده للرفض والمقاومة لهذا الواقع ولهذه الأشكال، من حقيقه (ان الحياه نكته سوداء قاتمه ، ولابد ان يجد الناس حلا مبسطا للتخفيف من حده هذه النكتة)  ،  من خلال  (  السخريه ) كفن راقي بكل أشكاله المكتوب ،والمسموع ،والمنظور ) ،وهي في مجملها     ادوات للتعبير الداله  على  الرفض لهذا الواقع و للتخفيف من شده الوطأة والمعاناة ، وافضل وسيله لمواجهه الظلم    ، ومن ناحيه أخرى  للتحريض على هذا الواقع المرفوض ،حتى يتشكل الوعي المقاوم المطلوب فكما يقول ادلر :
    “هي خليط من انفعالين هما الغضب والاشمئزاز: فنحن إذ تثور فينا غريزة النفور نشمئز، فإذا عدا الشيء الذي أثار اشمئزازنا على صفاء عيشنا، من أية ناحية من النواحي، بعثت فينا غريزة المقاتلة والانفعال المقترن بها، وهو الغضب، فدفعا بنا إلى السخرية مما بعث اشمئزازنا أو ممن أثاره في نفوسنا. ولا يخلو هذا من عنصر الزهو، لأننا ننزع إلى الرضا عن أنفسنا والاسترواح إلى شعورنا، عقب مطاوعة السخرية والانسياق معها”. ،  ليتحول هذا الوعي  في نهايه المطاف الى سلوك إنساني  مناهض    ورافض لهذا   الوضع المتسم بالظلم . ومن هنا يأتي دور واهميه الكلمه بأشكالها المتعددة ،بما في ذلك الاغنيه  السياسيه الهازئه او الساخره .
 قبل ايام صادف ان استمعنا  في منتدانا المتواضع الذي يشمل عدد من الأكاديميين والأطباء والمهندسين والحقوقيين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية    الى فنان شعبي متواضع ، ولكنه  مثقف  وشاعر حيث  أتحفنا  بعدد من الأغاني التراثية الجميله ،  مضيفا عدد من الأغاني السياسيه  الساخرة،  من بنات إبداعه كانعكاس للمزاج الشعبي القائم و الذي تشكل في مناطق الجنوب لدى العامه ولدى النخب ،وأورد هنا  بعض الكلمات لواحده من الاغنيات التي أداها  بلحن شعبي مألوف وبسيط  :
 
        تسلى واحبيبي تسلى … ليله العيد وأنسى 
        مش مهم الكساء في الفطر او عيد الأضحى
المهم وحده الشطرين تحيا وتبقى
        تسلى وا حبيبي تسلى 
         مش مهم الغذا او يعدم الزاد والماء
المهم وحده الفيد  تحيا وتبقى 
      تسلى وا حبيبي تسلى 
     مش مهم العناء او التربيه والقضاء 
    ومش مهم السراج في الليل يطفاء ويلصى 
المهم وحده الضم  تبقى وتحيا
       
 
وفي أضافه  أخرى نستمع الى اغنيه  يؤديها فنانا   ولكن هذه المره على لحن  لبناني  لاغنيه جورج وسوف( ياللي تعبنا سنين في هواك ) ودبلجها فنانا الشعبي المبدع بكلمات من تصنيفه وإبداعه  ونورد هنا بعض منها :
 
ياللي حكمنا سنين على هواه
باسم الوحده مع دحباش 
قالوا مسلم وصدقناه
ولا نصحنا طاش ما طاش 
@@@@@@@@@@
وهوه من يومه لما خدعنا  يابوي
اصدر فتوى وكفرنا 
حتى الكلمه من دحباش
لما سمعها ما صدقهاش
@@@@@@@@@
تكفي الوحده مع الخائنين ، تكفي الوحده مع الظالمين
آه … ولا … القسوة بقلب شمالي 
وانا من دولتي وثروه ارضي 
أهلي وناسي محرومين 
حتى الجزمة يا دحابشي
لما اطرحها بباب الجامع ما نلقاهاش.
@@@@@@@@@@@@@@
 
 ياللي ظلمتوا الجنوب 
انسوه….. انسوه
.بلاش ثاني تخدعوه
ياللي ظلمتوا الجنوب قدخنتوا
باقي وحدتنا وإياكم 
آه .. انتم من باع الوحده … آه . 
واليوم الوحده ما تلزمناش.
 @@@@@@@@@@@
 
وللتوضيح وللتاريخ فان   مصطلح ( دحباش ) الشهير كان عنوانا لمسلسل ساخر منظور  وناقد للأوضاع في المناطق الشمالية ،وكان عنوانه ( دحباش يابو الدحابيش ) تم عرضه بعد الوحده مباشره في تليفزيون  صنعاء،   وحين تم اكتشاف المعنى من الكلمه تم إيقاف المسلسل والممثل الشهير  ادم سيف ، وهي كلمه شماليه بامتياز وهنا يكمن ذكاء مخرجها في  استخدامات الفن  الابداعي  -الساخر، ومع الايام ألتقطها ابناء الجنوب في اطار التداول الشعبي  واسقطوها على كل سلوك او ممارسه لا يمت للقانون او النظام   او الثقافه  والسلوك المدني   بصله