fbpx
في الذكرى الاولى لرحيل عميد النضال “عبدالله الحوتري”
شارك الخبر

كتب – عبدالعزيز باداس
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى باحزانها والامها وفاة عميد المناضلين ومقدام العمل الثوري والسياسي وهمام الكلمة الحقيقية وشجاع الميدان والدنا المناضل الجسور الشيخ عبدالله احمد الحوتري  (طيب الله ثراه) الذي رحل عنا قبل سنة من اليوم بعد صراع مع المرض والأمراض وودع هذه الدنيا في مثل هذا اليوم التاسع عشر من يونيو 2021م .
لقد ترعرع ونشأ وشب وشاب وشيب العميد “الحوتري” طيب الله ثراه في بيئة وتضاريس مجملها علم ونضال ومدنية وفداء وعسكرة وقبيلة وحنكة ومقدام وتضحية وسماحة و غيرها من الصفات النبيلة التي نفتقدها اليوم للأسف عند معظم الناس في مجتمعنا الا بعدد الأصابع.
ولقد كان الفقيد “الحوتري” من الرعيل الأول الذي مهد وخاض النضال في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني الأول وكانت له مآثر خالدة في مختلف مراحل النضال لخدمة الوطن والشعب، وكان من ضمن كوكبة من الثوار المناضلين الذين أشعلوا فتيل الشرارة الأولى لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م ضد الإستعمار البريطاني من على قمم جبال ردفان الشماء، رائد من الرواد الدولة المدنية التي ازدهر بها الحكم والشعب بجانب الرئيس الراحل سالمين.
لقد كان لفقيدنا “الحوتري” دور نضالي صادق في الكثير من المنعطفات التي شهدها شعبنا وموثق لدينا كتاريخ، كما إننا نضيف لكم هنا الا ابرز الذكرى ومناقبة ومواقفة ونختصره في إرساء الدفاع عن صحيفة الحق “الايام” وأسس جنباً إلى جنب الأخوة للحراك الجنوبي السلمي، وكان مشاركا بكل الفعاليات السلمية واللقاءات المصيرية والقبلية بطول وعرض الجنوب بل يتقدم الصفوف الأولى في كافة المواقف السياسية والجماهيرية والقبلية المعبرة عن مصالح الناس وقضاياهم العادلة رغم العمر العتيق ، لكنه حمل هم الشعب وتطلعاته وكان عنوان وطني يقتدى به وانا كشاب والكثير والالاف غيري اليوم نفتقد من المدرسة التي كان يوصينا بدروس من حياتة العملية والوطنية والإدارية المتميزة، وكان ذلك الرجل الصلب والصابر على متاعب الحياة وقسوتها ومنعطفها وتحدياتها.
رافقت الفقيد الحوتري فترات سابقة متفرقة حتى ان شاء الله أن يكون رئيس للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة ابين ، فوجدته المخلص للوطن وللعمل بين الوجوة السمراء ، حيث جعل من حياته فداء للوطن مخلصاً مناضلاً صلباً يرفع الهمم وينشد الهدف السامي للجنوب ، فقد عاش شجاعاً مرفوع الهامة قوي الشخصية معتمداً على النفس في مواجهة صعوبات المرحلة وتحديات الشعب في ابين الإدارة والميدان، وهنا اكرس ان العميد الحوتري موسوعة لايمكن أن نجحد بنسيانها لأننا اليوم نشاهد مايفتقده حال البلاد والعباد.
لقد نقل “الحوتري” طيب الله ثراه الى جمهورية مصر العربية للعلاج بعد ان جرح جراح الحرب مدافعا عن دينه وعرضه وارضه وكنت في وداع سفره الذي ذرفت عيني وكأنه يوم رحيله حينها أقبلت على احتضانه باحساس غريب وكان يطبع عل كتفي في نفس الساعات كان الرفيق حسن منصر الكازمي وعزيز ابو سلطان في نفس الموقف.
كنت اتطمن على صحته عبر الاخوة الدكتور سالم وعادل اولاده وكانوا يطمنونا ولله الحمد والمنه وحتى ايقن هنا ان الموت علينا حق، كان في صباح تقريباً يوم السبت وصلني رسالة تخبرني بان هامة من هامات الوطن والكيان لروحي وجسدي قد رحل رحيل بإذن الله الى جنة الفردوس الأعلى.
رحل حينها ولم يرحل من وجداني وتحركات جسدي ومخيلة الالاف من هذا الشعب العظيم،كل هذا طبعاً بعد أن سجل تاريخ ناصع وحافل بالنضال الوطني والعمل الثوري والحضور القبلي والمجتمعي بكل مكان سيسجل في كتب الخالدين ان شاء الله .. وستظل بصماته وجهوده واصلاحاته شاهدة على مر التاريخ تسجل في انصع الصفحات وكتابه الذي سيصدر في القريب العاجل بإذن الله ويتداولها الأجيال وتتعاقب عليها المراحل لتستند منه وعلى دربه يسير المخلصون والشرفاء دون غيرهم.
في هذه الذكرى التي تذرف عيني وانا اكتب كل حرف لمواقفك ونبل أخلاقك، أقف وقفة إجلال لروحك التي ما زالت تنير دربي ودرب الكثير من الناس في مسيرة حياتنا بمختلف جوانبها، وأننا على الدرب سائرون نمضي رغم التحديات .. سنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخاً ومعلم وقائدا ، ولن نكون إلا كما أردت لنا أن نكون جنباً إلى جنب كافة الشرفاء.
وفي هذه الذكرى وهي الأولى لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى الله العلي القدير نسأله أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.
أخبار ذات صله