fbpx
“مشــروعُ اغتيـالٍ” كانـوا هُنـــــــــا..!!

سيلُ الدَّم ما زال يسيح في مساحة مشهدٍ فج ، رقرقة الدُّموع لمَّا تكفَّ أبداً عن الانهمار ، العويل المُوَلْوِل تغذيه تباريح ألآمٍ عميقةٍ بعمق الذكريات .. الحركات .. السَّكنات.. الهِنَّات ، ونسمات الهواء اليابسة والمترهِّلة من شيخوختها ، إلا من تلك الوجوه ، والتي لا تنفك عن مغادرة مرفأ الذَّاكرة الحزين ، اليوم فِقْدٌ وغدا فِقْدٌ وبعد غدٍ فِقْدْ .. ، وتمرُّ السِّنين ، والرَّاحلون عنَّا أصبحوا كحساءٍ نشتهيه .. نتذوَّقهُ .. نعيشُ به .. ضروريٌ للحياة ، وليس شيءٌ ينفع دون أن نحتسي الشراب “إكسير الحياة” ! ، وأرواحهم التي طافت الأصقاع ، وناطَحَت السَّحاب ، تذهب بعيـــــــــــــداً ، يناديها “الصِّغار المساكين” ، فتعود إليهم حانيةً من جديدٍ كعهدها القديم ، تمسح على رأس طفلٍ .. تُهدهِده .. تُعطيه فرحةً ، وترسم في وجهه بسمةً ، وذات صباحٍ و يا له من ذات صباح ، أتى موعد إقلاع طائرتهم ، في رحلةٍ مكوكيَّةٌ طويـــــــــــــلة ، يتناوبون فيها الإقلاع .. يتهامسون .. يبتسمون وهم مُقلعون ، فجأةً .. يُصبحون في هذا السَّراب الفسيح خرائط دخانٍ ، كذاك المتسربل من ذيول طائراتهم  .. ، حُلُمٌ أو طيفٌ عابرٌ مرَّ من هذه المدينة أو تلك ، تحطَّمت أرواحهم وأُردُوا قتلى ! ، كانوا هُنا وأضحوا فعلاً ماضياً ، وكانوا في “الحقيقة”  يقودون سيَّارة “كورولَّا” ، لم تستطع الطيران بهم هذه المرة !! ، وإن كانوا يركبون على طائرةٍ ورقيَّة ، فشيطنةُ “خللٍ فنِّيٍّ” أو شظيَّةً في الانتظار ، وبراءة الأطفال لا زالت تعيش – هي الأخرى – انتظارٍ أو عودةٍ ككلِّ مرَّة ..  ولا أمل أبداً .. ! هاتف طفلٍ يخترق مدى الصوت .. متى سيعود أبي ؟ متى سيأتي ؟ ماذا سيحضر لي ؟!! مُضرَّجةٌ بالدَّم هديَّتك بُني ، صرخاتٌ مختلطةٌ .. متشابكةٌ .. ومُركَّبةٌ كأسئلته تماماً ، الطفل لم يفهم لغتها .. لم يستوعبها بعد.. بكاءٌ طاغٍ يكاد أن يشرخ رأس السماء ، همَّت أن تسقط  ؛ كيما تصنع حضناً لطفلٍ فقد للتَّوِّ كلَّ شجاعته ، لكنَّها – للأسف – مأمورة ! ، ينزوي المسكينُ كضريرٍ في رُكنٍ ” مُرتعشا ” .. ، ولا شيء أبداً في كلِّ هذه الحياةِ .. يُشبِه تباريح وجعهِ .. ألمهِ .. وتَخَثُّر صوت أبيه في أوردته.. صخبُ احتفالٍ عارمٍ هناااااك ، لِمَا يظنُّه أحدهم احتفالٌ بهكذا انتصار ، وهنالك في الدَّفَّة الأخرى ، طفلٌ لا يُكفْكِفُ دمعه – يبكي بشدَّةٍ – من وطأةِ ألمٍ وانكسار .. في النِّهاية كانوا هنا وأصبحوا .. “مشروع اغتيال”..!!.