fbpx
سلاحه خط أحمر … قتال الإنتقالي حتى آخر طلقة وآخر رجل
خالد سلمان
في معيار الدولة العميقة ، الإنتقالي جنين يتشكل وبالتالي مقارنة مع سدنة الشرعية هو الأضعف.
بمعيار الدولة المخابراتية ، الإنتقالي مقارنة بخصومة، لا يملك أجهزة تساعد على قلب الوقائع والتلاعب بالرأي العام ، وإعادة توجيهما عبر نشاط الأجهزة ، وعليه فإن أجهزة أمن (الشمال) بخبراتها المتراكمة ،طيلة عقود من إدارة الصراع، بشقيه المعلوماتي المخابراتي والسياسي ، هي الأكثر نفاذاً وهي الأقوى.
الآن يتظافر فكر الدولة العميقة مع مطابخ الأمن السياسي ، لإدارة معركة قضم النفوذ وإضعاف معاقل الإنتقالي ، أما بالإغواء بالمال والمناصب لبعض عناصره ، أو تفكيك مؤسسته العسكرية عبر لجان العليمي الخاصة بالدمج، أو بالأصح تفكيك وتذويب رافعته المسلحة، وهي ذات الأداة التي شكلها صالح بنوايا خداعية مبيتة، وأفضت إلى تعجيل الضغط على صاعق الحرب.
ولأن الصراع ليس بين مشاريع سياسية بل بين إرادات القوة ، فإن إقتراب الدولة المخابراتية العميقة من مكامن قوة الإنتقالي ،هي ليست مخاطرة بل دعوة صريحة للحرب الصفرية بالنسبة لوجوده ،حيث أما يكون حاضراً أو دفعه نحو قسرية الغياب.
“الرئاسي” بتكوينه المعتمد على الغلبة العددية، تضيق مساحة الخيارات أمام الإنتقالي، وتحشره في زاوية المواجهة ،إذ لا معنى لكيانه مالم يكن مسنوداً بالقوة في جغرافية محتربة ، ومشبعة بالتآمر ، وقابلية الخصوم فيها لتأجيل صراعاتهم أو التخفيف من حدتها، والإئتلاف غير المعلن للخلاص من عدو مشترك إنتقالي الجنوب.
الحوثي يستفيد بإضعاف قوات الإنتقالي ، وكذا أجنحة في الشرعية ترى فيه عقدة منشار إعادة إنتاج النظام القديم ، وربما هناك تواطؤ من الجوار.
المساس بالبنية القتالية للإنتقالي ،هي بمثابة طلقة رأس مصوبة بإتجاه بقاء الرئاسي، والتوافق الهش من عدمه ، ومن ثم الدخول بموجة جديدة من صراع كسر الآخر ،بالذخيرة الحية لا بحوارات السياسة.
محاولة إبتلاع مؤسسته العسكرية ،تعني قتال الإنتقالي حتى آخر طلقة وآخر رجل.