fbpx
توسع الناتو ينذر بعواقب وخيمة على الأمن الأوروبي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

 ينتظر أن تعلن فنلندا في الثاني عشر من مايو الجاري موقفها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما تدرس السويد والنرويج أيضا الانضمام، في خطوة يقول مراقبون إنها تنذر بعواقب وخيمة على الأمن الأوروبي في ظل تهديدات روسيا بنشر أسلحة نووية على الحدود الشرقية والشمالية.

ويعتقد محللون أن توسع الناتو شرقا بعد الحرب الباردة زاد الضغط على روسيا وفشل في جعل أوروبا أكثر أمانا.

ويقول المحللون إنه إذا توسع الناتو شمالا وضم فنلندا والسويد -وهما دولتان من دول الشمال الأوروبي تتبعان منذ أمد طويل سياسات عدم انحياز محايدة وعسكرية- إلى تحالفه العسكري، فإنه بلا شك سيصعد المواجهة مع روسيا ويؤدي إلى المزيد من التدهور في الوضع الأمني في منطقة بحر البلطيق وأوروبا ككل.

وسيتبع قرار رسمي لفنلندا بالانضمام إلى الناتو اجتماعا مشتركا للرئيس واللجنة الحكومية المعنية بالسياسة الخارجية والأمنية. وتتقاسم فنلندا حدودا يبلغ طولها أكثر من 1300 كيلومتر مع روسيا.

وتكهنت وسائل الإعلام الفنلندية على نطاق واسع بأن الرئيس ساولي نينيستو سيدعم عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي.

وفي السويد المجاورة، تجري الأحزاب البرلمانية أيضا مناقشات ساخنة حول هذه القضية. وقد أعرب معظم أعضاء البرلمان عن دعمهم لانضمام السويد إلى الحلف، باستثناء حزب اليسار وحزب الخضر. وعدل حزب ديمقراطيو السويد، ثالث أكبر حزب في البلاد، والذي عارض في السابق عضوية الناتو، موقفه مؤخرا، قائلا إنه سيدعم طلب السويد إذا قررت فنلندا أخيرا الانضمام.

ويعقد مجلس إدارة الحزب اجتماعا إضافيا بشأن قراره حول عضوية الناتو في الخامس عشر من مايو، وهو موعد تم تقديمه من الرابع والعشرين من مايو الذي كان محددا سابقا، كما سيصل نينيستو إلى ستوكهولم في السابع عشر من مايو في زيارة دولة.

وقال المحلل السياسي ماتس كنوتسون إن “أجندة الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي تتماشى بشكل وثيق مع أجندة صنع القرار في فنلندا، مما يشير إلى أن السويد وفنلندا تنسقان حول ما إذا كانتا ستنضمان إلى الناتو”.

وتكهنت العديد من المنافذ الإعلامية السويدية بأن السويد وفنلندا قد تقدمان طلبيهما لعضوية الناتو معا خلال قمة الحلف التي تعقد في مدريد بين الثامن والعشرين والثلاثين من يونيو.

وقد دعم الناتو والولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى العضوية المحتملة لبلدي الشمال الأوروبي. وفي مقابلة مع التلفزيون السويدي “أس.في.تي”، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن السويد يمكن أن تتوقع وجودا متزايدا لقوات الناتو في بحر البلطيق وحول بقية البلاد عند معالجة طلب محتمل لعضوية الناتو.

وأفاد المستشار الألماني أولاف شولتس مؤخرا أن السويد وفنلندا “يمكنهما الاعتماد على دعمنا” إذا قررتا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وبعد اجتماعها مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند لوسائل إعلام سويدية إن “الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية” للسويد خلال عملية تقديم طلب محتمل لعضوية الناتو.

ومع ذلك، ليست كل الأصوات داخل الناتو مرحبة. فقد قال الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش إنه سيمنع قبول السويد وفنلندا في قمة الناتو في مدريد، مبينا أنه يتعين على الحلف أولا حل بعض المشكلات في البلقان قبل قبول البلدين.

ومنذ نهاية الحرب الباردة، حاول حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، مرارا جذب السويد وفنلندا إلى التكتل العسكري. وانضم البلدان إلى برنامج الحلف للشراكة من أجل السلام في عام 1994، لكنهما يتعاونان أيضا مع روسيا في المناخ والأمن.

ويقول محللون إن الناتو واصل التوسع شرقا بعد نهاية الحرب الباردة، مما أدى إلى الضغط على الفضاء الاستراتيجي لروسيا وممارسة التنفير في ما يخص العلاقات الروسية الأوكرانية من خلال التحريض على “الثورات الملونة”، مما أدى في نهاية المطاف إلى اندلاع الأزمة الأوكرانية الحالية.

وأشاروا إلى أن الناتو استمر في صب الزيت على النار قبل وبعد تصاعد الصراع الروسي الأوكراني، محاولا استخدام أوكرانيا لإضعاف روسيا وحتى إسقاطها.

وإذا انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو، فمن المحتم أن يزيد ذلك من شعور روسيا بعدم الأمان بشكل أكبر ويؤدي إلى اتخاذ تدابير مضادة مقابلة، مما يزيد من تدهور الوضع الأمني في أوروبا.

وقال توماس فالغرين، أستاذ الفلسفة في جامعة هلسنكي، إن انضمام فنلندا إلى الناتو سيكون خطأ متهورا وخطيرا وسيزيد بشكل كبير من المخاطر الأمنية للبلاد.

وأكد تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، أن “أمن جميع الدول غير قابل للتجزئة”، مشيرا إلى أن بناء أمن بلد ما على انعدام أمن بلدان أخرى ليس معقولا ولا قابلا للتنفيذ.

وقال تشانغ إنه بالنظر إلى أن الحرب الباردة انتهت منذ عقود، يجب على حلف الناتو “بطبيعة الحال أن يمعن النظر في الوضع ويجري التعديلات اللازمة”.

أخبار ذات صله