fbpx
هكذا تحوّل مانديلا إلى الزعيم الرمز
شارك الخبر

من واقع عنوان الكتاب لا يصدُق التصور بأن المؤلف يقصد مرحلة ما بعد رحيل الزعيم الإفريقي الكبير «مانديلا» عن عالم الأحياء، وذلك برغم سنواته الأربع والتسعين، فضلاً عما ألم به أخيراً من مشكلات صحية كانت ولاتزال محور اهتمام العالم كله.

يقصد بالذات المرحلة التي أعقبت تخلي «نيلسون مانديلا» عن رئاسة الدولة في جنوب إفريقيا، وبمعنى تحوّله من رئيس للجمهورية إلى «زعيم رمز» للمقاومة البطولية بحق، ضد منظومة الاستعمار الاستيطاني العنصري الذي عانت منه جنوب إفريقيا على مدار عقود طويلة من العصر الحديث.

 ويتميز هذا الكتاب بأن مؤلفه، وهو أستاذ بالجامعات الأميركية، لم يقتصر على تقصّي وعرض المعلومات المرتبطة بمادة هذا الكتاب بل عمد إلى ست سنوات كاملة أمضاها في ربوع جنوب إفريقيا كي يجري العديد من الأحاديث والمقابلات، التي بلغت في مجموعها نحواً من 100 مقابلة في محاولة لاستشراف حقيقة الوضع الراهن وآفاق المستقبل في البلد الإفريقي.

حيث أفاد المؤلف أيضاً من المنهج الصحافي الذي تعّلمه من حقيقة احترافه لمهنة الصحافة، وهو ما أضفى لمسات من الحيوية والواقعية على مادة هذا الكتاب، وخاصة ما يتعلق بأن مستقبل جنوب إفريقيا يمكن أن يكون واعداً سواء من واقع انضمامها لعضوية جماعة «بريكس» من الاقتصادات الصاعدة – الناهضة أو في ضوء الفتوة الديموغرافية التي يتمتع بها مجتمعها، حيث يضم نسبة 40 في المئة من سكانه في عمر 18 سنة أو ما دونها.

يظل موضوع هذا الكتاب مثاراً لاهتمامات واسعة النطاق ومن جانب قطاعات ومشارب شتي في كل أنحاء العالم الذي نعيش فيه. لماذا؟ لأنه يتصل بالدرجة الأولى بشخصية لايزال صاحبها موئلاً للاهتمام. سواء من الناحية الذاتية الإنسانية أو من الناحية الموضوعية العامة.

الكتاب من واقع عنوانه يتصل بالرجل الكبير – الكبير في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا «العم مانديلا» كما يحلو لكثيرين أن ينادوه أو يتعاملوا مع سيرته ونضالاته ومساهماته في حياة البشرية.

وليس أصدق على ما نذهب إليه في هذه السطور من ذلك التيار العارم من المتابعة والحدب والاهتمام الذي تابع به العالم بالأمس القريب ملابسات وتطورات المرض الذي أصاب نيلسون مانديلا وأدى إلى تحويله إلى المستشفى وسط أنباء عن سوء حالته الصحية، وطبعاً في ضوء تقدمه في العمر، حيث عبرت به السنوات حدود التسعين وما يليها.

ولأن لكل أجل كما هو بديهي – كتاباً، ولكل إنسان عمر مقدور ومسجل من قبل في اللوح المحفوظ، فقد اختار مؤلفنا دوغلاس فوستر الأستاذ بالجامعات الأميركية، أن يتصل عنوان كتابه بفترة ما بعد «مانديلا»، وهي الفترة التي بدأت بالفعل، ومنذ عدة سنوات سبقت من روزنامة إفريقيا والعالم- السنوات التي شهدت تحوّل الزعيم الإفريقي الكبير من رجل سلطة أو رجل دولة إلى حيث أصبح ولايزال الرجل الرمز أو الإنسان- الأيقونة التي تجسد قيم الكفاح المرير والطويل والشريف من أجل الحرية والسيادة والكرامة، وخاصة لشعوب طال حرمانها وامتد قهرها واستغلال إمكاناتها ومواردها، ومن ثم التحكم في مصائر أجيالها على مدار عقود بل وقرون في بعض الأحيان.

المنهج العلمي والصحافي 

على أن المنهج العلمي الذي يتبعه مؤلف هذا الكتاب يحاول أن يتلافى احتمالات الوقوع في شرك الحديث العاطفي أو هي الرومانسية السياسية عبر ما يحتويه كتابنا من فصول وما يقدمه إلى قارئه من أفكار وطروحات.

الكتاب كما يقول النقاد – يجهد في رسم صورة أقرب إلى الموضوعية لبلد (إفريقي) مازالت تنتابه عوامل متضاربة شتى، بين صراعات سياسية في الوقت الحاضر وبين تطلعات ديمقراطية في المستقبل، وهي عوامل مازالت تمارس تفاعلاتها الهادئة تحت السطح أحياناً ثم المضطربة العنيفة فوق سطح الأحداث في أحيان أخرى.

والمعنى، بدأت بالفعل مرحلة ما بعد «مانديلا» حتى في ظل وجوده وعلى مدار سنوات عدة بدأت في تصوّر المؤلف منذ أواخر عقد التسعينات الماضي، وعلى طول سنوات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وخلال تلك الفترة شهد المسرح السياسي في جنوب إفريقيا تفاعلات، وأحياناً صراعات جيل ما بعد «مانديلا» على نحو ما يقول مؤلف كتابنا وهو جيل القادة الذين تولوا الحكم في بريتوريا ما بين ثابو مبيكي إلى جاكوب زوما.

حيث ظهرت في هذا السياق وعلى نحو ما يرصد مؤلف كتابنا أيضاً – نخبة جديدة من الساسة السود بديلاً بصورة أو بأخرى عن نخبة البيض المنتمين في سالف الأيام إلى شعوب «البوير»، الذين تنحدر أصولهم من جذور المستعمرين المستوطنين ممن وفدت جحافل أجدادهم في قرون سبقت من الزمان الحديث، من أوروبا ومن هولندا بالذات، حيث استعمروا واستوطنوا تلك البقعة الفريدة من ساحات الجنوب الإفريقي التي تتميز.

كما هو معروف، بانبساط ساحاتها الحافلة بالغابات الباسقة والسهول المترامية الخضراء، فضلاً عن إطلالتها على مياه المحيط، حيث ظلت تنعم بإمكانات مالية واستراتيجية أيضاً منذ اكتشاف البرتغالي «فاسكو دا جاما» (1460-1524) طريق رأس الرجاء الصالح المارّ بداهة بساحل جنوب إفريقيا وصولاً من الغرب الأوروبي إلى أصقاع الهند وجنوب شرقي آسيا.

بعد قناة السويس

صحيح أن جنوب إفريقيا، رأس الرجاء الصالح، بالذات، شحبت أهميتها بعد حفر وتشغيل «قناة السويس» المصرية طريقاً أيسر منالاً وأوفر كلفة بين الغرب والشرق، إلا أن جنوب إفريقيا ما لبثت أن عاودت أهميتها وخاصة خلال سنوات النصف الثاني من القرن العشرين، لماذا؟ لأن العالم ظل يتابع ما كان يدور على أرضها من نضالات ومعاناة وتضحيات وصراعات بين البيض العنصريين المستعمرين والحاكمين في تلك الفترة وبين حركة الكفاح من أجل استرداد حقوق الأغلبية السوداء من أصحاب البلاد الشرعيين.

وكان يقوم على رأسها منذ تلك السنوات غير البعيدة نسبياً زعماء شباب كان في مقدمتهم بطبيعة الحال نيلسون مانديلا: هذا النضال الجنوب – إفريقي حمل عنواناً مازالت تذكره أدبيات السياسة الدولية وخاصة على مستوى دوائر المنظومة الدولية للأمم المتحدة، والعنوان هو: الكفاح ضد «الأبارثيد»، وبمعنى مقاومة نزعة الفصل العنصري التي أفضت منذ انتصاف القرن الماضي إلى تقسيم جنوب إفريقيا بكل ثراء مواردها الزراعية، الرعوية، التعدينية إلى فئتين من البشر: (1) الأقلية من البيض العنصريين وهم السادة المقيمون في ساحات الحواضر والموانئ وأجمل المواقع والثغور.

(2) الأغلبية من السود المضطهدين المقهورين الذين ألزمتهم أقلية «البوير» بأن يقيموا في معازل منبثة في مواقع الفقر والمسغبة والشقاء وكانت أيامها تحمل اسم «البانتوستانات» – أي أحياء أو أوطان شعوب «البانتو» وهم الأفارقة المنتمون إلى الأغلبية من أبناء البلاد السود.

100 مقابلة

ومن مزايا هذا الكتاب أنه لم يكتف مؤلفنا، وهو أستاذ جامعي كما أسلفنا، بمجرد الغوص في أضابير التاريخ أو حتى في تحليل أبعاد الواقع الراهن المُعاش في جنوب إفريقيا. لقد عمد كاتبنا إلى استيفاء بيانات كتابه باتباع أسلوب المقابلة العلمية مع العديد والعديد من أركان جنوب إفريقيا، وبما وصل من حيث العدد إلى 100 مقابلة أودع محصلاتها على امتداد فصول هذا الكتاب.

وبهذا رسم المؤلف صورة أقرب ما تكون إلى واقع الحياة في «دولة» جنوب إفريقيا، وهي صورة حافلة بالأبعاد والظلال والرتوش على النحو التالي: أمة نابضة بالحياة، ولكنها حافلة بالمتناقضات، الصارخة في بعض الأحيان: بين الثروة الطائلة والفقر المدقع، وبين تطلعات وثّابة إلى المستقبل وتيارات وتوجهات مازالت متمسكة بالقديم، المتجمد أحياناً من الأعراف والعوائد والتقاليد المنتمية إلى الماضي.

وعندنا أن المؤلف في هذا السياق بالذات نجح في الخروج من الإطار الأكاديمي الجامعي إلى حيث أفاد من مهنته الأصلية بوصفه محققاً صحافياً يجيد فن الحوار والمقابلة الصحافية التي تنجح – لدى إتقان إجرائها – في استقاء أشمل وأدق المعلومات من المسؤولين الكبار الذين يدلون بهذه الأحاديث.

في هذا الإطار النابض بالحياة، يتاح لقارئ الكتاب أن يتابع وقائع وملابسات الصراعات التي احتدمت فيما بين الزعامات السياسية، فيما بعد جيل «مانديلا» داخل صفوف حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم (إنْ. إيه.

سي)، وتلك صراعات لم تكن لتقتصر على جوانب السياسة وحسب، ولكنها مازالت تتعدى – على نحو ما توضح فصول هذا الكتاب – كي تشمل مثلاً مشكلات تفعيل نظام رأسمالية السوق من الناحية الاقتصادية وهو ما يمكن أن يتعارض أحياناً مع أهداف العدل الاقتصادي – الاجتماعي، إضافة إلى ضرورات اقتران الاقتصاد الرأسمالي مع إقرار وتكريس الحريات السياسية فضلاً عن مجابهة أشرس التحديات الماثلة في مجتمع جنوب إفريقيا في الوقت الراهن وتجسدها المعدلات المرتفعة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وهو القرين الخطير لوباء «الإيدز» الذي مازالت جنوب إفريقيا تعاني منه إلى حد ليس بالقليل.

6 سنوات في جنوب إفريقيا

وربما يزيد من مصداقية البيانات والتحليلات التي تحفل بها صفحات هذا الكتاب، حقيقة أن المؤلف دوغلاس فوستر، أمضى نحواً من 6 سنوات، وهو يجوب أنحاء جنوب إفريقيا، ويعقد لقاءات وأحاديث مع شرائح متنوعة من أهلها في محاولة لرسم الصورة الدقيقة التي ظل ينشدها لذلك البلد الإفريقي الكبير، يستوي في ذلك لقاءاته مع أطفال الشوارع في عشوائيات المدن الإفريقية وزواياها، بقدر ما يستوي الأمر أيضاً في لقاءاته مع أفراد النخب السياسية في مجتمعات السود أو البيض أيضاً.

وهذا السياق بالذات – وبغير مزيد من تدخل التعليق على تناقضات الصورة المرسومة – يصف المؤلف حياة النخبة السياسية الحاكمة في جنوب إفريقيا في سطور تقول بما يلي: يمتد المجمّع الحكومي المترامي الأطراف عبر ساحة شاسعة في العاصمة بريتوريا ويقيم فيه مسؤولو القمة في الحكومة بمن فيهم رئيس الجمهورية والوزراء، يعيشون في ظل بيئة أقرب إلى سكون الريف وروعة الحدائق الغنّاء، هنا لا يعكر الصفو السائد مشكلات المرور ولا التكدس أو الازدحام، لا تقع جريمة، والهواء نقي نظيف ومساحات الفراغ شاسعة وساجية وهي تفصل بين المساكن البالغة الفخامة والأناقة أيضاً، هنا يبدو القوم وكأنهم مقطوعو الصلة عن الحقائق اليومية التي يعيشها الشعب الذي يحكمونه».

18 عاماً عاشتها جنوب إفريقيا منذ تحولها من الحكم العنصري لسلالة المستعمرين المستوطنين البيض، إلى حكم ممثلي الأغلبية من السود الإفريقيين ممن ظلوا منتمين إلى حزب المؤتمر الإفريقي الذي طالما شهد تضحيات العديد من قادته الرواد وكان على رأسهم بالطبع نيلسون مانديلا الذي أمضى 27 سنة من عمره مودعاً في غياهب السجون، وربما كان من حق المرحلة الراهنة من حياة جنوب إفريقيا أن يشهد لها محللو السياسة بأنها حققت نجاحات وإيجابيات لا سبيل موضوعياً إلى إنكارها.

وربما يكون في مقدمتها انضمام جنوب إفريقيا إلى مجموعة «بريكس» من الاقتصادات الصاعدة، أو الناهضة كما نسميها من جانبنا، وهي المجموعة التي تضم بداهة كلاً من «البرازيل+ روسيا+ الهند+ الصين، ثم جنوب إفريقيا»، وقد عقدت في مارس الماضي مؤتمرها المشهود في العاصمة «بريتوريا» وسط تصورات من جانب كثير من المراقبين بأن استمرار صعودها كفيل بأن يشكل تحدياً لا سبيل لتجاهله حتى للاقتصادات الراسخة التي تجسدها مجموعة الـ8 الشهيرة من البلدان الصناعية المتقدمة.

إلا أن كتابنا يطل من منظور مختلف، حيث لا يتجاهل مثلاً حقيقة تلك الإيجابيات، ولكنه ينتقد قصور هذه المرحلة الراهنة، وهي مرحلة ما بعد «مانديلا» كما يقول عنوان الكتاب.

لأنها في تصور المؤلف لم تحقق النجاحات المأمولة وخاصة في مجالات ثلاثة هي:

(1) مساواة الجنسين

(2) حريات الإعلام

(3) استقلال القضاء

وربما يحسن المؤلف صنعاً حين لا يغلق أبواب الرجاء كما قد نقول أمام إمكانية تحقيق إيجابيات حتى في مجالات التحدي السابقة الثلاثة: إنه يعقد آماله على جيل ما بعد «مانديلا» وهو بداهة جيل الشباب الحالي من الناشطين على صعيد ساحة العمل العام في جنوب إفريقيا، وعلى أساس أن يواصل هذا الجيل دعم، بل وقيادة مسيرة الصعود – الإنمائي بالذات – في جنوب إفريقيا، وهو ما يراه المؤلف كذلك أمراً مهماً بالنسبة للقارة الإفريقية في عمومها.

لقد ولدنا أحراراً

على كل حال، فإن الزعيم نيلسون مانديلا بلغ الآن عامه الرابع والتسعين، فيما بلغت حركة التحرير الوطني التي يعد في طليعة رموزها عامها المئة، ورغم هذه الظاهرة التي قد نصفها بأنها «الطعن في السن» بمعنى العمر المديد – إلا أن هذا الكتاب يتوقف ملياً، وبقدر من التفاؤل أو الرهان العلمي عند الحقيقة التالية: أن 40 % من سكان جنوب إفريقيا هم في سن الثامنة عشرة بل وما دونها.

وأن هذه الفئة العمرية الطالعة في ذلك المجتمع نشأت في ظل الشعار المثير التالي: «لقد ولدنا أحراراً».

وما أبعد الشقة بين هذا الجيل وبين سابقه من جيل «مانديلا» وهو الجيل الرمز، فضلاً عن جيل ما بعد «مانديلا» وهو جيل الرئيس الحالي «زوما» والرئيس السابق «مبيكي» الذي مازال ممسكاً بزمام القيادة في البلاد.

وإذا كانت الأجيال السابقة قد مهدت السبيل بكل إيجابياتها وسلبياتها – فهناك أجيال واعدة ومستجدة سوف تعي تماماً درس «مانديلا» نفسه الذي يصفه هذا الكتاب بأنه يجسد سيرة فتى الأرياف حافي القدمين الذي أصبح محامياً ثم زعيماً للمقاومة الوطنية في حرب العصابات، ثم سجيناً، إلى أن تُوج هذا كله بموقع الزعيم ورئيس الدولة ورمز النضال في طول العالم وعرضه.

صحيح يقول المؤلف – أن جيل الثمانية عشرة عاماً وما دون، قد ينظر إلى هذه السيرة وكأنها فصل من فصول التاريخ القديم، لكن الصحيح أيضاً أن ثمة وعداً مازال ينتظر جنوب إفريقيا في المستقبل ويكاد يبشر بأن تترجم محصلات هذا التاريخ، البعيد إلى مجتمع غير عنصري وغير متعصب ضد المرأة بل يحقق المساواة لكل من يعيشون في تلك البقعة المحورية التي يضمها أقصى الطرف الجنوبي من القارة الإفريقية.

 

المؤلف في سطور

دوغلاس فوستر، أستاذ مساعد للصحافة وعلوم الاتصال الجماهيري في كلية «ميديل» للإعلام بجامعة «نورث إيسترن» بالولايات المتحدة، وإلى جانب عمله الأكاديمي في التدريس الجامعي فهو أيضاً صحافي متمرس، ومازال ينشر مقالاته الصحافية في الجرائد الأميركية الكبرى مثل «النيويورك تايمز» و«أتلانتيك» و«لوس أنجليس تايمز» وقد أتم دراساته الجامعية في جامعة كاليفورنيا، وبعدها احترف الصحافة مندوباً ومحرراً ومراسلاً للتلفزيون ومنتجاً ومخرجاً للأفلام التسجيلية، وهو الآن يجمع بين التدريس الجامعي وبين الإشراف على برنامج للإعلام في جنوب إفريقيا، ما أتاح له بداهة تأليف وإصدار كتابه عن ذلك البلد الإفريقي جنوب إفريقيا في مرحلة ما بعد «مانديلا» التي يراها مرحلة راهنة فضلاً عن أنها مرحلة المستقبل.

ويتولى البرنامج المذكور تدريب الدارسين على أساليب كتابه التحقيقات الصحافية، وبالذات سبل مواجهة التحديات التي تجابه الصحافيين وهم بصدد تغطية الأخبار عبر اختلافات الطبقة الاجتماعية والأصل العرقي والبعد اللغوي والخلفية الثقافية.

وإلى جانب هذه الأنشطة في مجالات التحرير الصحافي والتدريس الجامعي، يشارك المؤلف أيضاً في عمليات التدوين لصالح العديد من المواقع الإلكترونية التي يراها جسوراً تربطه بما يجري على أرض الواقع.

وقد نال المؤلف عدة جوائز في مجال التحقيق الصحافي الاستقصائي وأيضاً في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية المتلفزة.

عدد الصفحات: 608 صفحة

تأليف: دوغلاس فوستر

عرض ومناقشة: محمد الخولي

الناشر: دار ليفرايت، لندن،

أخبار ذات صله