fbpx
صداقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تعيش على وقت مستقطع
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

– أبرزت الحرب الروسية – الأوكرانية أن الولايات المتحدة وأصدقاءها في الشرق الأوسط وخاصة الإمارات والسعودية إلى جانب مصر قد وصلوا إلى منعطف لم تعد فيه مصالحهم متوافقة كما كانت في السابق.

ولا يقتصر الأمر فقط على السعودية والإمارات اللتين رفضتا زيادة إنتاج النفط لوضع حد لارتفاع الأسعار جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وإنما أيضا مصر وإسرائيل، حيث اختارت القاهرة مسك العصا من المنتصف في حين تبدو أقرب إلى الروس، أما تل أبيب فينتابها القلق بشأن إعادة واشنطن الاتفاق النووي مع إيران.

الحرب الباردة

ورصد تقرير نشرته صحيفة فورين بوليسي التذبذب في العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط منذ الحرب الباردة وصولا إلى حرب أوكرانيا.

وحققت الولايات المتحدة نصرا دبلوماسيا كبيرا في الحرب الباردة لما كسبت مصر إلى جانبها قبل حوالي 50 عاما. وكان ذلك عندما بدأت القوتان المتصارعتان العظميتان في جمع العملاء الإقليميين. وانضم المصريون إلى نادٍ ضم السعوديين والأردنيين والإسرائيليين ودول الخليج العربي الصغيرة التي كانت تبحث عن الحماية بعد أن تخلى البريطانيون عن مواقعهم شرق قناة السويس في 1971.

وفي العقود التالية عندما أصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطا بشكل مباشر في شؤون الشرق الأوسط، كانت تلك الدول تشكل مجموعة من الدول الصديقة التي سهلت على واشنطن متابعة أهدافها في المنطقة، بما في ذلك حماية حرّية تدفق النفط من المنطقة، مما ساعد على ضمان أمن إسرائيل، ومكافحة الإرهابيين، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى سلسلة من السياسات الطموحة الأخرى مثل غزو العراق.

وتطرح الاستفهامات بشأن مصير هذه العلاقات القوية منذ أن بدأت المقالات تُظهر أزمات علاقات واشنطن مع شركائها في الشرق الأوسط، وخاصة السعودية والإمارات.

لقد رفض السعوديون والإماراتيون طلبات إدارة بايدن بضخ المزيد من النفط مع ارتفاع الأسعار العالمية بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. وبعد فترة وجيزة من تحرك القوات الروسية غربا، امتنعت الحكومة الإماراتية عن التصويت على قرار يدين الغزو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبينما سعى الرئيس الأميركي جو بايدن لتوحيد العالم ضد موسكو، لم تدعم السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة العقوبات على روسيا شريكتهما في أوبك+. واستضافت الإمارات في منتصف مارس الرئيس السوري بشار الأسد في دبي. وعلق كاتب العمود في فورين بوليسي ستيفن إيه كوك على الزيارة بالقول “يصعب تخيل الرسالة التي كان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يوجهها من زيارة شخص مسؤول عن جرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع، لكنها عكست بوضوح خلافا مع الولايات المتحدة”.

ويبدو أن الولايات المتحدة وأصدقاءها في المنطقة قد وصلوا إلى منعطف لم تعد فيه مصالحهم متوافقة. ويمكن للمسؤولين في واشنطن وعبر عواصم الشرق الأوسط إعادة تشكيل العلاقات التي أصبحت قديمة بناء على مجموعة جديدة من الأهداف، ولكن تلك التي قد تفكر فيها الولايات المتحدة (مواجهة الصين وروسيا أو ربما دمج إيران في المنطقة لتحقيق الاستقرار فيها) لا تجد من يتبناها. كما قد نشهد تطورات غريبة مثل دعم شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لروسيا وتعميق علاقاتهم مع الصين.

وبحسب كوك “ربما يكون المصطلح الأكثر دقة لهذه التطورات هو ‘الأعراض المرضية’ التي تشير إلى وفاة النظام الأميركي الذي بُني بعد الحرب العالمية الثانية وعدم اليقين بشأن ما سيأتي بعد ذلك”.

أخبار ذات صله