fbpx
الدبابة ليست سيارة تستأجر: الغرب يرسل الأسلحة الثقيلة لدعم أوكرانيا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأوكرانية لمعارك حاسمة وواسعة النطاق ضد القوات الروسية في دونباس الواقعة شرق أوكرانيا، تكثف الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” تسليم الدبابات والمروحيات والأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا.

وتعبّر شحنات الأسلحة الجديدة عن تحول صارخ في الدعم الغربي الباهت لأوكرانيا في الأيام الأولى من الحرب، عندما كان المسؤولون الأميركيون والأوروبيون غير متأكدين من المدة التي يمكن أن تصمد فيها البلاد ضد غزو روسي واسع النطاق، حيث كانوا حذرين من تسليم أسلحة ثقيلة يمكن أن تقع في أيدي الروس.

كما تعكس عمليات التسليم تحولا بعيدا عن الأنظمة الدفاعية مثل الصواريخ المضادة للدبابات، نحو المزيد من الأسلحة الهجومية التي تحتاجها أوكرانيا في مرحلة حرجة من الحرب.

دبابات وأسلحة ثقيلة

انطلقت جمهورية التشيك في شحن الدبابات إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، وأصبحت بذلك أول دولة تتخذ هذه الخطوة في الناتو منذ أن شنت روسيا غزوها في الرابع والعشرين من فبراير. كما أرسلت إلى أوكرانيا مركبات مشاة قتالية وأنظمة مدفعية، ثم تبعتها دول أخرى في الناتو بشحناتها الخاصة من المعدات العسكرية المتطورة عبر حدود دول التحالف إلى أوكرانيا.

وأرسلت سلوفاكيا نظام دفاع جوي متقدما من طراز أس – 300، وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها ستزود أوكرانيا بما قيمته 800 مليون دولار إضافية من المعدات العسكرية. وتشمل تلك الشحنة 11 طائرة هليكوبتر من طراز أم.إي 17، و200 ناقلة جند مدرعة من طراز أم – 133، و100 سيارة عسكرية من طراز همفي، و300 طائرة مسيّرة من طراز سويتش بليد “كاميكاز”، ومدافع هاوتزر ثقيلة، والآلاف من القذائف، بالإضافة إلى ذخائر أخرى.

واعتقد عدد من المسؤولين الغربيين خلال المرحلة الأولى من الحرب أن كييف يمكن أن تسقط بسرعة. ولم يتوقعوا أن تصمد كثيرا أمام القوات الروسية، مما دفعهم إلى الامتناع عن إرسال أسلحة ثقيلة إلى حكومة لم يكونوا متأكدين من قدرتها على البقاء.

ثم تغير كل ذلك بعد أن واجه الهجوم الروسي الشرس في شمال البلاد مقاومة أوكرانية شديدة، مدعومة بالإمدادات الغربية من الأسلحة المضادة للدبابات والأسلحة الصغيرة الأخرى، وبسبب الزلات التكتيكية التي قوّضت القوات الروسية سيئة التجهيز.

ومع ذلك، يرى الباحثون روبي غرامر وجاك ديتش وإيمي ماكينون أن نقل الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا ليس بالأمر السهل.

وقال الباحثون في تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن “أي عمليات نقل إلى أوكرانيا تتطلب ذيلا لوجستيا طويلا، بما في ذلك التدريب وقطع الغيار والميكانيكيين للحفاظ على عمل المركبات في منطقة الحرب، بالإضافة إلى المركبات الثقيلة والأسلحة نفسها”.

وكانت روسيا قد هددت بمهاجمة شحنات الأسلحة الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي المتجهة إلى أوكرانيا.

وقال القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا بن هودجز “ليست الدبابة سيارة تُستأجر. فعندما تتحدث عن نقل أي نوع من المركبات الآلية أو المدرعة، عليك أن تفكّر في قطع الغيار وحزم الصيانة والتدريب والوقود والذخيرة… لضمان سير الأمور”.

ومع ذلك، قال مسؤول دفاعي أميركي كبير الاثنين الماضي إن العديد من الدول المتحالفة ما زالت تدرس تسليم دبابات إلى أوكرانيا، ومعظمها من طرازات الحقبة السوفيتية التي تدرّبت القوات في كييف عليها بالفعل. وقال هودجز إن “هذه معدات قد يكون الأوكرانيون على دراية بها بالفعل، مما سيجعل وقت التدريب عليها سريعا نسبيا”.

ودفعت التعقيدات اللوجستية بعض الحكومات الغربية إلى منع تسليم إمدادات أكبر من المركبات الثقيلة إلى أوكرانيا، على الرغم من مناشدات كبار المسؤولين الأوكرانيين المزيد من الدعم لقواتهم. ويخشى آخرون، وخاصة بعض السياسيين في ألمانيا، من أن تطوير الجيش الأوكراني بأسلحة ثقيلة يمكن أن يحول الغرب إلى هدف للمزيد من العدوان الروسي. وقيل إن هذا الجدل أثار انقسامات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا.

وقالت شركة راينميتال الألمانية المصنعة للأسلحة إنها مستعدة لتزويد أوكرانيا بما يصل إلى 50 دبابة قتالية من طراز ليوبارد 1. لكن الحكومة الألمانية لم تأذن بنقل الأسلحة بعدُ، حتى إن بعض المسؤولين الألمان رفضواالفكرة، قائلين إن تدريب الأوكرانيين سيستغرق وقتا طويلا، حيث إنهم أكثر تعوّدا على أنظمة الأسلحة ما بعد السوفيتية الشائعة في أوروبا الشرقية. لكن رئيس راينميتال التنفيذي أرمين بابيرجر عارض هذه الحجة، قائلا إن التدريب يمكن أن ينتهي في غضون أيام.

أخبار ذات صله